كتب - فيصل ملكاوي - كان الأجدر بجماعة الإخوان في الأردن مراجعة حساباتها وإجراء وقفة تقييم شاملة لمسألة تراجعها وانحسارها في الشارع الأردني ومحاولة الخروج من ازمتها الداخلية قبل ان تحشر نفسها في معركة الإفك والإثم والفتنة التي تقودها جماعة الإخوان في مصر ضد الشعب المصري ومؤسساته وجيشه.
مرة أخرى يخوض قادة جماعة الاخوان في الاردن معركة خاسرة ويخطئون الحسابات بشكل كبير، في محاولة الزج بانفسهم في اتون حريق يفترض انه لا ناقة لهم فيه ولا جمل، إلا لمحاولة تيار الفشل والتشدد في الجماعة انتهاز أي فرصة لاثارة الفتنة والتشويش تحت شعارات زائفة سئمها الرأي العام وانكشف زيفها وسقطت الاقنعة عن وجوه اصحابها حتى بات الوصف الادق على ألسنة الناس لقادة الاخوان بانهم تجار وسماسرة سياسة اضافوا لها اخيرا المتاجرة بدم الشعوب كما يفعلون اليوم على ارض الكنانة.
ما لا يعرفه ولا يدركه قادة تيار الفتنة في جماعة الاخوان في الاردن، ان حضورهم وتأثيرهم انحسر لدرجة لم يعد يكاد يرى في أي معادلة محلية او اقليمية، وانه لا يمكن لهم مهما امعنوا في محاولة ايذاء الوطن واهله ان ينجحوا في ذلك او ان يجدوا لهم نصيرا غير قلة ممن يستأجرونهم للخروج عن الثوابت والقانون تحت سياسة السمع والطاعة على اثر ما تعلموه من مرشدهم الذي لفظته مصر كلها الا قلة أعماها الجوع الى السلطة حتى لو كان ثمنها الدم وباي وسيلة.
قادة الفتنة في جماعة الاخوان المسلمين في الاردن يريدون نقل المعركة الى الاردن والتدخل في الشأن المصري من جهة ثانية دون ان يسعفهم ادراكهم ان سقوط التنظيم الدولي المدوي في مصر وجماعة الاخوان هناك يعني بكل بساطة سقوط هذا النهج الى غير رجعة في كل افرع هذا التنظيم الذي بانت ظلاميته إلى أبعد الحدود.
وهنا يبدو ان اخوان الاردن لم يدركوا بعد انهم أول متأثر وخاسر بهذا السقوط لأنهم وضعوا أنفسهم في إطار مشوه أصر على محاولة استنساخ نهج التنظيم الاخواني في مصر وقيادته الدولية هناك بكل تفاصيل المشهد القائم على الاقصاء والكراهية واحادية الطرح التي لم تجلب لهم سوى حصاد الفشل الكبير في مصر والذي ستضرب ارتدادته بلا شك كل افرع التنظيم في المنطقة.
المثير للسخرية في نهج اخوان الاردن في محاولة الزج بأنوفهم في معركة جماعة الاخوان في مصر، ان الجماعة هناك لا تلقي سمعا ولا بالا للنصائح الاخوانية القادمة من التنظيم في الاردن وكأنها لا تستحق السماع وعلى قاعدة ان من قبل ان يكون اداة ليس في مكان اسداء النصح والارشاد انما تلقي الاوامر فقط وتنفيذها ان استطاع والاستطاعة على الساحة الاردنية حصادها كان ولا زال وسيبقى الفشل لاصحاب الرؤوس الحامية في الاخوان والمتحكمين بامر الجماعة بالتزوير والمال السياسي والارهاب الفكري بالفتاوى ومحاكم التفتيش التنظيمية.
آخر ما يحتاجه الاردن ومصر بعمق علاقاتهما التاريخية وتضحياتهما في سبيل الأمة وقضاياها وفي مقدمتها القضية الاولى فلسطين هو ذلك النهج الاخواني الاقصائي الاستبدادي واحابيله وفتنه ذلك النهج الذي لم يعد يابه حتى بالاستعانة بالاجنبي في وجه مصر واهلها وجيشها.
وهو النهج ذاته الذي تتماهى فيه اجندة الظلام الذي لا يمر فيه «اصلاحهم الاسود» الا برمي الاطفال عن اسطح المنازل والدفع بالنساء في واجهة المظاهرات واختباء رجالهم خلفهن وتنكر القيادات الاخوانية بازياء النساء واطلاق النار بدم بارد بكل اتجاه في آخر فصول المشهد الاخواني الذي يدفن هذه الايام على ايدي قادته ونهجهم الاقصائي الاستبدادي الدموي.
رد مع اقتباس
المفضلات