الحقيقة الدولية – عمان
رأت صحيفة "الدستور" الاردنية في افتتاحيتها اليوم إن حملة التحريض التي يقودها زعماء الإخوان وحزب الحرية والعدالة الذي يمثلهم، والتي بلغت أوجها في خطاب المرشد العام محمد بديع في الجماهير المحتشدة في ميدان رابعة العدوية تؤكد ان الإخوان مصممون على اثارة الفتنة، و تفجير حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.
وطلبت من الإخوان المسلمين أن يتقوا الله في مصر، وألا يصبّوا الزيت على نار الفتنة، وان يفتحوا عيونهم جيداً على الأعداء المتربصين بوطنهم، وفي مقدمتهم العدو الصهيوني، وألا يكونوا سبباً بتدميره، وفيما يلي نص افتتاحية الزميلة "الدستور":
أما وقد كشفت الفتنة عن وجهها القبيح في مصر الشقيقة، فلا يسعنا إلا أن ندعو التيار الإسلامي-بخاصة الإخوان المسلمين في القطر الشقيق- إلى إن يعودوا لرشدهم، وألا يكونوا دعاة للفتنة التي لعنها رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- “ملعون من أيقظها” وان يعودوا الى نهجهم القديم الذي تربوا عليه.. نهج الدعوة بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة.
إن ما بدأ يرتسم في أفق مصر الشقيقة، وفي ميادينها التي شهدت أعظم ثورات التاريخ الحديث، يجعل الأمة كلها تضع يدها على قلبها، خوفاً من المستقبل، وقد انقسم القوم الى فريقين متخاصمين: فريق مع الرئيس المعزول وهم الإخوان المسلمون واتباعهم وفريق المعارضة التي تضم أغلبية الشعب المصري، الذي خرج إلى الميادين في 30 حزيران الماضي وبأعداد قدرت بأكثر من ثلاثين مليوناً من أقصى الصعيد الى أدنى المعمورة، يهتفون بصوت واحد: ارحل.. ارحل.. ما اعتبره المراقبون والمتابعون أكبر حشد يشهده التاريخ... ويؤكد أن ما يحدث في مصر هو ثورة شعبية ضد الرئيس مرسي والإخوان، وهو ما جعل الجيش ينحاز الى الجماهير ويخلع الرئيس، ويؤسس لمرحلة جديدة للعودة الى الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة بأسرع ما يمكن، من خلال خريطة للمستقبل أيدها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة القبطية وممثلو حركة تمرد وجبهة الإنقاذ وحزب النور السلفي...الخ.
إن حملة التحريض التي يقودها زعماء الإخوان وحزب الحرية والعدالة الذي يمثلهم، والتي بلغت أوجها في خطاب المرشد العام محمد بديع في الجماهير المحتشدة في ميدان رابعة العدوية تؤكد ان الإخوان مصممون على اثارة الفتنة، و تفجير حرب أهلية لا تبقي ولا تذر على غرار ما حدث ويحدث في سوريا الشقيقة و ليبيا، و العراق.. حين دعا مرشدهم الجماهير للتضحية والاستشهاد وعدم مغادرة الميدان حتى عودة مرسي رئيساً لمصر، وهو ما أدى الى تفاقم الأوضاع، ودخول مصر كلها في مرحلة جديدة، بعد أن أخذ مسلحو الإخوان بمهاجمة مراكز الشرطة في سيناء، والاعتداء على المعارضة ومحاولة اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون وأخيراً مهاجمة دار الحرس الجمهوري، ما أدى الى سقوط عدد كبير من الضحايا من الطرفين.
لقد جاء بيان شيخ الأزهر بمثابة تحذير للطرفين بخاصة للإخوان بضرورة التوقف عن تجييش المواطنين، ودفعهم الى مهاجمة قوات الأمن والجيش والعودة الى سلمية الثورة، كسبيل وحيد لإطفاء نار الفتنة، مؤكداً ان استمرار ما يحدث يهدد مصر الدولة والشعب، ويعرض الأمة كلها للخطر، وهو ما يتنافى وروح الإسلام العظيم الذي حرّم قتل النفس البريئة وجعل حرمتها أعظم من حرمة هدم الكعبة حجراً حجراً، مذكراً بخطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع “دم المسلم على المسلم حرام”.
يتحمل الإخوان المسلمون مسؤولية ما حدث، لأنهم لم يتركوا الرئيس يحكم بإرادته، بل ينفذ أوامر وتوجيهات المرشد ومكتب الإرشاد، ما يعني أخونة الدولة، وتحويل مصر الى دولة دينية وطمس معالمها المدنية، ما أثار المواطنون، وجعلهم يخرجون بالملايين خوفاً على مستقبلهم، ومستقبل وطنهم وأبنائهم، وبعد فشل الرئيس الإخواني بتوفير العيش الكريم والأمن والاستقرار للشعب المصري وارتكابه أخطاء جسيمة تهدد الأمن القومي المصري، وفشله بثني اثيوبيا عن تحويل مياه النيل وفشله بتحرير سيناء من عصابات الإجرام والمهربين وعملاء الموساد.
مجمل القول: ندعو الإخوان المسلمين أن يتقوا الله في مصر، وألا يصبّوا الزيت على نار الفتنة، وان يفتحوا عيونهم جيداً على الأعداء المتربصين بوطنهم، وفي مقدمتهم العدو الصهيوني، وألا يكونوا سبباً بتدميره، وأن يعودوا الى نهجهم القويم في الدعوة، وأن يبتعدوا عن وهج السلطة والصولجان الذي هو السبب بكل ما حدث ويحدث.. فخير لهم أن يموتوا مظلومين من أن يموتوا ظالمين.
حمى الله مصر.
رد مع اقتباس
المفضلات