نيوز-عمان:حذر تقرير حديث من احتمالية حدوث "كارثة صحية" في الأردن والدول الأخرى المجاورة لسوريا، تمتد إلى دول المنطقة برمتها، بسبب الصراع في سوريا.
وأشار تقرير أصدرته مجلة لانست، وينشر يوم الجمعة على شبكة الانترنت إلى أن الصراع في سوريا قد يقود إلى كارثة صحية على صعيد المنطقة بشكل عام، إذا بقيت جهود الاستجابة مبعثرة وشحيحة التمويل.
وتهدّد مسألة اللاجئين السوريين التي تعتبر واحدة من أكبر قضايا اللجوء في التاريخ بحدوث تغيير ديمغرافي كبير وباحتمال انهيار أنظمة الصحة والرعاية الاجتماعية في لبنان والأردن، حسب التقرير.
ويُقدّر عدد الذين يعانون من نقص في الخدمات الأساسية من طعام ومأوى ومياه بنحو 12،9 مليون شخصاً في الشمال السوري وحده.
وشهدت مختلف المناطق السورية ازدياداً كبيراً في فاشيات الأمراض السارية كالحصبة والتيفوئيد والليشمانيا والإسهالات الحادة والتهاب الكبد. كما ازداد خطر حدوث فاشيات وبائية شديدة في الأشهر القادمة.
وقال التقرير "لقد غادر اكثر من 70 في المئة من القوى العاملة الطبيّة البلاد وأصيب الكثير من المراكز الصحية بأضرار بليغة أو تهدم بشكل كلي في مناطق سيطرة المعارضة. وتفتقر المشافي الميدانية إلى التجهيزات والمواد الطبية الضرورية".
وأضاف "ومع وجود قرابة 250 منظمة وهيئة غير حكومية محلية تعمل مع المنظمات الإنسانية الدولية، فإن الانقسام في طرق التصدي للأزمة وضعف التنسيق يؤدي إلى ازدواجية في العمل وتقديم الخدمات".
وقال "إنّ استمرار تدفق اللاجئين، الذين قد يصل عددهم الى 3،5 مليون شخصاً في نهاية العام الحالي وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، يعطّل أنظمة الصحة العامة في الدول المجاورة ويمكن أن يؤدي إلى انهيارها".
وأوضح "ففي لبنان، تشهد جميع مرافق الخدمات العامة ضغطاً شديداً. حيث تراجعت الأجور والاستثمارات الأجنبية، وتدهور الصرف الصحي ونقصت إمدادات المياه في المدن، واكتظت المدارس ومرافق الرعاية الصحية. وبحلول نهاية عام 2013، تقدّر الأمم المتحدة أن 450000 طفل سوري سيُسجلون في المدارس العامة اللبنانية مقابل 350000 طفل لبناني فقط".
وتابع "وفي الأردن، ازداد عدد السوريين المتواجدين في المشافي العامة بنحو 250 في المئة في الأشهر الخمسة الماضية بينما ازداد عدد من هم بحاجة إلى عمل جراحي خارج المخيمات إلى اكثر من 600 في المئة".
ورجّح التقرير "أن يزداد بسرعة عدد اللاجئين والاحتياجات الانسانية والتحديات التي تواجه جهود المساعدة بسبب الإعلان الأخير للولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بتزويد المعارضة بالسلاح الفتاك، وكذلك في ضوء التطورات العسكرية الأخيرة في حلب"، في الأشهر الستة القادمة.
وقال معدا التقرير الدكتور آدم كوتس والدكتور فؤاد محمد فؤاد إن "جهود المعالجة يجب أن تجمع بين البعد التنموي والمساعدات الانسانية. وأن التفكير على المدى الطويل والتنسيق المستمر من شأنهما أن يمنعا ازدواجية الجهود ويحسّنا كفاءة استخدام أموال المانحين عبر تركيز التدخلات على المحتاجين فعلاً."
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير محمود ابوزيد
المفضلات