تفسير الاحلام ابن سرين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،

  1. #1
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فالوفاة هي الموت لغة وشرعا، وقال ابن منظور في لسان العرب: الوفاة الموت .. وهي نوعان :

    وفاة صغرى ويقصد بها النوم، ووفاة كبرى ويراد بها الموت : وقد أشار إليهما ربنا تبارك وتعالى في قوله :

    اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى {الزمر: 42}.

    قال ابن كثير رحمه الله : فذكر في هذه الآية الوفاتين الكبرى والصغرى . والنوم في معنى الموت، فقد سئل رسول الله

    صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله: أينام أهل الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النوم أخو الموت، وأهل

    الجنة لا ينامون، والحديث رواه الطبراني في الأوسط، والبزار.

    وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ورجال البزار رجال الصحيح.

    وكذلك الحال بالنسبة للتوفي، فمعناه لغة وشرعا قبض الأرواح عند الموت والنوم، وقد جاءت الإشارة إلى ذلك في

    قوله تعالى :

    حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ {الأنعام: 61}.

    وقال ابن منظور في لسان العرب: وقال غيره توفي الميت: استيفاء مدته التي وفيت له وعدد أيامه وشهوره وأعوامه

    في الدنيا .

    الموت قدرٌ مقدورٌ وقضاءٌ محتوم، وأن لكل أجلٍ كتابًا، وأن أحدًا مهما بلغ في العلم والقوة والغنى فلن يستقدم عن أجله

    ساعةً ولن يستأخِر، والإيمان بهذه الحقيقة يمنحُنا طُمأنينةً بأن الخوف والحرص لا يطيل أجلاً، وأن الشجاعة والإقدام لا

    يقصِّر عمرًا .

    إن الموت قضاء محتوم، وسُنةٌ ماضية في الخلق جميعًا، وليس داءً يُبحثُ له عن دواءٍ يُستطاب به .

    من أوفى ما يوصف به الإسلام أنه دينُ هدايةٍ ... غير أن هدايته لا تقتصر على الدلالة إلى العبودية الحقة لله، أو

    الهداية إلى أحسن الأخلاق، فهدايته أوسع من ذلك وأوفى، فقد هدانا - كذلك - إلى مقومات الحياة الطيبة الهانئة، وإلى

    التصور الصحيح للنفس والكون والحياة،

    (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ

    بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) . ... [المائدة: 15 - 16].

    والموت سنةٌ ماضية، هدانا الإسلام إلى الموقف الصحيح منه نظرًا وشعورًا، وإلى التصور الصحيح لحقيقته اعتقادًا

    وفِكرًا، ولفت عقولنا وقلوبنا إلى حيث يجب أن تلتفتَ إليه من حقائقه، وأوقفها حيث يجب عليها أن تقف.

    وما أعظمها من هداية حين نرى غيرَنا قد ضلوا عن النظر الصحيح للموت، ما بين طالبٍ له تخلصًا من شقاء الحياة،

    وهاربٍ منه قد أحاط به القلق والوساوس، وقافٍ لما لم يحط بعلمه من أسرار الموت وخفاياه، يستكشفها فلا ينكشف له

    إلا عجزه وضعفه، فيتيه في تخرصاتٍ وفلسفات رجمًا بالغيب.

    قد علمنا أن الموت هو مفارقة الروح للجسد، ولكن هذه الروح التي تسكن أجسادنا والتي تقوم بها حياتنا، ما هي؟

    وأين مكانها من الجسد؟ وكيف يكون خروجها؟

    أسئلة قد ترد على خواطرنا، فتحار عقولنا في الجواب عنها، وربما تشاغل أناس بالبحث عن أجوبة هذه الأسئلة،

    يستغرقون وقتًا طويلاً بحثًا عن الحقيقة، فإذا بهذه الإجابات لا تُجاوِزُ حدود الظنون والتخرصات، وإذا بالأذهان قد كُدَّتْ،

    والأوقاتِ قد ضيِّعتْ، والجهود قد بُدِّدتْ ... ولكن في غير طائل، وإذا البصر ينقلب إليه بعد عناء التتبع خائبًا وهو

    حسير... ويا له من تيه وضلال وضياع ... !!!

    أما المؤمن الذي ينظر بنور الله، ويهتدي بهديه، فقد أراحه القرآن من هذا العناء اللاغب، ووفّر عليه هذا الجهد فيما هو

    أجدى، وصرفه إلى ما هو أولى،

    (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].

    فالروح غيب من غيب الله، وسِرٌّ من أسراره القدسية، أودعها سبحانه هذا المخلوقَ الضعيف. والقرآن يعلمنا أن أسرار

    هذا الوجود أوسع من أن يحيط بها العقل البشري المحدود، وما جهله أعظم مما علمه من هذا الوجود الواسع

    (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].

    إن العلم بهذه الأسرار لا ينفع في دنيا ولا دين، وإن الجهل بها لا يضر، ولو كان العلم بهذه الأسرار المخبّأةِ ينفع؛ إذًا

    لكشف الله لنا علمَها. والمنهج الذي سار عليه القرآن - وهو المنهج الأقوم - أن يجيبَ الناس عما هم في حاجة إليه.

    وفي هذا تربية وتوجيه للعقل أن يعمل في حدوده. فلا جدوى من الخبط في التيه، ومن إنفاق الطاقة فيما لا يملك العقل

    إدراكه.

    ومن الحقائق التي قررّها القرآن في أمر الموت : أن الموت قدرٌ مقدورٌ وقضاءٌ محتوم، وأن لكل أجلٍ كتابًا، وأن أحدًا

    مهما بلغ في العلم والقوة والغنى فلن يستقدم عن أجله ساعةً ولن يستأخِر، والإيمان بهذه الحقيقة يمنحُنا طُمأنينةً بأن

    الخوف والحرص لا يطيل أجلاً، وأن الشجاعة والإقدام لا يقصِّر عمرًا.

    إن الموت قضاء محتوم، وسُنةٌ ماضية في الخلق جميعًا، وليس داءً يُبحثُ له عن دواءٍ يُستطاب به، فـ

    (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران: 185]، و(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص: 88].

    والقرآن بتقرير هذه الحقيقة البسيطة يطلق النفس من عقال الشح والحرص، ويحرّرُها من مشاعر الفزع والقلق، وينقلها

    من التشاغل بالخوف من الموت، أو الانشغالِ بالبحث عن (إكسير الحياة)، ينقلها من ذلك إلى الانشغال بما هو أنفع لها

    في أمور دينها ودنياها.

    إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت، لكن ثمةَ فرقٌ بين كراهية طبيعية فطرية، وبين

    كراهيةٍ مُفرطةٍ تبعث على القلق من الموت والفزع من ذكره، وتُنبت في القلب مرضَ الجُبنِ والذل.

    جاء في الحديث الصحيح: "من أحب لقاء الله أحبّ اللهُ لقاءه، ومن كرِه لقاء الله كره الله لقاءه". فقالت عائشة: إنا لنكره

    الموت. فقال: " ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بُشّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه،

    فأحب لقاء الله، وأحب اللهُ لقاءه. وإن الكافر إذا حُضِر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيءٌ أكرهَ إليه مما أمامه، كرِهَ لقاءَ

    اللهِ فكره اللهُ لقاءه" متفق عليه.

    وإذا كان الموت سنة ماضية في الخلق كلهم، فأيُّ معنى في التخويف والإنذار به ؟!

    إن التخويف بالموت والإنذار به خطأ يقع فيه من يتجاهل سنن الله ويجهل طريقة الشرع في الإنذار والتخويف.

    ولم يأتِ في نصوص الشرع دليلٌ واحد يُنذِرُ الناس الموت، أو يخوِّفُهم به، إنما جاء فيها التذكيرُ به، وأنه حتم لا مردّ له؛

    ليجلِّي للنفوس حقيقةَ الدنيا، وأنها ظل زائل، ومُقامٌ مُرتحلٌ عنه؛ ليرفع بهمة النفوسِ عن الإخلاد إلى الأرض والرضا

    بالحياة الدنيا والاطمئنان بها

    (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا

    كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يونس: 7 - 8].

    فالتخويفُ لا يكون بحقيقة الموت، إنما التخويف والموعظة في سوء الخاتمةِ، بأن يجيءَ الموتُ في صورة عذابٍ وانتقام،

    وفي مباغتته للمرء على حين غِرة فيقطع عليه طريق التوبة، يطلب الإقالة ويتمنّى الرجعة فلا يجاب إليها،

    (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ

    بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99- 100]،

    (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ

    الصَّالِحِينَ *وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 10- 11].

    قال ابن القيم: " النوح على الحياة، والتخويف بالموت أمر لا يحصِّل في القلب إيمانًا بالله، ولا توحيدًا له، ولا معرفة

    خاصة به، ولا تذكيرًا بأيامه، ولا بعثًا للنفوس على محبته والشوق إلى لقائه؛ فيخرج السامعون ولم يستفيدوا فائدةً غير

    أنهم يموتون، وتُقسم أموالهم، ويُبلي الترابُ أجسامَهم، فيا ليت شعري أي إيمانٍ حصل بهذا؟

    وأي توحيدٍ ومعرفةٍ وعلمٍ نافعٍ حصل به؟!"

    اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخيرَ أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، وتوفنا وأنت راضٍ عنا غير غضبان.

    منقول من عدة مصادر

  2. #2
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064

    رد: إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،

    اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخيرَ أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، وتوفنا وأنت راضٍ عنا غير غضبان.



    الحمد لله الدائم وحده, والمحمود فضله, والباقي اسمه, والصادق وعده, والكل عبده, والصلاة والسلام على هازم الكفر, و إمام التقى والبر, وأشكر الناس على الخير, وأصبرهم على الضر سيدنا و حبيبنا محمد وعلى آله و صحبه عدد ما نزل مطر و ما نبت شجر.
    أما بعد..

    فإن الدوام لله وحده سبحانه, والفناء لسواه..و لا يسلم من الموت أحد, لا نبي مرسل, و لا ملك مبجل, ولا فقير مذلل..قال سبحانه وتعالى لحبيبه و سيد أنبياءه<إنك ميت و إنهم لميتون>..وقد تتعدد الأسباب لكن الموت قادم, لا يعرف السن فإنه ينال الصغير و الكبير,ولا يعرف المنزلة فإنه ينال الوزير و الفقير, ولا يعرف الحالة فإنه ينال الصحيح و السقيم, ولا يعرف المكان فإنه ينال أهل الشرق و الشمال كما ينال أهل الغرب و الجنوب ..وكل ذلك بتقدير الله و قضاءه, ولا حول ولا قوة إلا بالله..قال سبحانه<قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم>, ولا ريب أن موت الأحبة و رحيلهم يدمي و يؤلم القلوب , و يدمع العيون , ويضعف النفوس..فما لذة الحياة إلا مع من نحب ومن نرتاح لهم,أولئك الذين نسعد إذا حضروا و نشتاق إذا رحلوا ..لكن قد يسلبهم منا الموت, ويغيبهم عنا القبر بلا حس و لا صوت.. فما العمل? و ما الحل? ..أنعيدهم للحياة-أستغفر الله-فذلك لا لأحد إلا لله سبحانه و قد حكم سبحانه أن الموتى لا يعودون إلا يوم القيامة قال سبحانه<كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون>.. أنتسخط من قضاء الله وقدره ?-أستغفر الله-فذلك لا يفعله إلا ضعيف الإيمان الذي أضله الشيطان,ثم ما فائدة السخط?..لا شيء سوى الألم المتكرر,و اصابة الذنب بالسخط من قضاء الله ..فما الحل إذا?

    الحل هو أولا: الرضى..!!
    ماذا?! الرضى بموت الحبيب?
    الرضى بموت القريب?

    * أقول: (الرضى بقضاء الله)
    نعم نرضى بقضاء الله و قدره, فقد قضى الله سبحانه الموت لهذا الإنسان الذي أحببنا وكل إنسان و هو في بطن أمه كما ثبت في صحيح مسلم عن رسولنا _صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم_يأمر الله سبحانه الملك الموكل به أن يكتب له رزقه و أجله ¤ أي مدة عمره متى يولد و متى يموت¤..فهذا أمر الله قد حل بهذا الإنسان فيجب الرضى به , فما نحن إلا عبيده , والعبد يرضى دوما بما يكتبه مولاه عليه..ونتنبه إلى أمور:
    1- قضاء الله على العبد كله خير وإن كرهه العبد , قال تعالى<عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم>..فالله سبحانه قد يبتلي عبيده بأمور و أحوال فيها حكمة تجلب لهم الخير عاجلا أم آجلا
    2- الرضى بقضاء الله يزيل الهم و الغم من القلب و يجلب السعادة للحياة و يطهرها
    ..فالرضى الرضى بما قضاه الله و اختاره, لينالكم الأجر , و يغفر لكم الوزر..وإياكم والسخط فإنه لن يعيد الغائب و لن يزيد الناقص و لن يجلب إلا التعب , وقولوا <ربنا آمنا فاغفر لنا> وقولوا<الحمدلله >..فمن الناس من هم أشد مصيبة منكم وأشد بلآءا فصبروا و احتسبوا..فاستحوا من الله سبحانه أن لا تكونوا مثلهم واعلموا أن الله لن يضيع أعمالكم.

    والحل ثانيا -رحمكم الله- لهذه المصيبة هو : الصبر.. قال سبحانه<ولنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين> ¤البقرة/155¤ وقال_صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم_<الصبر ضياء>.

    و ما أدراكم ما الصبر!..لقد صبر أيوب_عليه السلام_على موت أولاده, و مرض جسمه , و فقد ماله .. فرد الله عليه ذلك بل أفضل منه, وصبر يعقوب _عليه السلام_على فقد يوسف _عليه السلام_غلاما صغيرا,فرده الله إليه كبيرا وزيرا, وصبر محمد_صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم_على موت خديحة و عمه و أولاده وأصحابه و إيذاء قريش و اليهود والكفار,فنصره الله حتى مكنه وأيده وثبت به دينه الحق..أفلا تصبرون على فقد حبيب?! ثم ألا تعلمون أن الذي يفقد حبيبه و صفيه من الدنيا ثم يصبر يجزل الله سبحانه ثوابه دنيا و آخرة..قال _صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم_<يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة>رواه البخاري..فهاهي الجنة تزف لمن إتقى ربه و صبر على فقد حبيبه و قريبه فلا تضيعوها بالجزع و التسخط من قضاء الله..فاصبروا رحمكم الله,واعلموا أن الصبر إنما يكون عند أول المصيبة .. وحينها يزيد ثوابه و تبرد الالام و تنشرح النفس وأهم من ذلك فإنه يرضي الله سبحانه و يجلب رحمته و توفيقه و مغفرته..قال_صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم_ للمرأة التي كانت تبكي عند قبر ولدها:<إنما الصبر عند الصدمة الأولى>..فأطيعوا الله جل شأنه,ورسوله_صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم_ واصبروا صبرا جميلا ينالكم ثوابه و يخفف عنكم مصيبتكم.

    والحل ثالثا هو الإحتساب.. أي إحتساب ما أصابكم عند الله وأن تنالوا الأجر عليه و كذلك يناله بإذن الله ميتكم-رحمه الله- وقد أرسلت إحدى بنات رسولنا الحبيب _صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم_تطلبه لأن إبنها يحتضر أي في ساعة الموت فكان من ما أرسل إليها <..فلتصبر و لتحتسب>متفق عليه, واحتساب الفقيد يشعر المصاب بفقده بالراحة إذا أنه يحس أنه كسب لا فقد , فهو مأجور في مصيبته, ولم يذهب فقده له هبآء..فاصبروا واحتسبوا-غفر الله لنا ولكم-.

    والحل رابعا هو الإيمان بالإبتلاء.. فالله سبحانه جعل البلاء مكفرا لذنوب عباده, و مقويا لهم على الصدمات, ودافعا لهم على تحمل مشقات الدنيا..وأشد الناس بلآءا هم أنبياء الله_عليهم الصلاة و السلام_ فكيف بنا نحن ?! فاعلموا أن هذه المصيبة هي إبتلاء و إختبار من الله فيها إن شاء الله كفارة لميتكم و لكم..فابشروا بالخير, وأحسنوا التعامل مع هذه البلية بالصبر و الرضى و الإحتساب...وأنتم لستم أول و لا آخر من أبتلي ولا بليتكم هي أكبر البلايا..بل البلية الكبرى هي معصية الله و من معصيته عدم الرضى بقضاءه و التسخط من بلاءه فأحسنوا الظن بالله وأكملوا اليقين بفضله و توكلوا عليه.

    والحل خامسا: الإيمان بقدر الله خيره و شره, و من الإيمان بذلك الإيمان أن ما أصابكم كان لابد من حدوثه, ولا مفر من وقوعه ويلزم الصبر عليه وإحتسابه..واعلموا-يرحمنا و يرحمكم الله-أن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان الستة التي لا يقوم الدين إلا بها و في الحديث:<أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره>رواه مسلم..فما أصابكم من قدر الله فآمنوا به بالرضى و الصبر و الإحتساب.

    والحل سادسا هو الإيمان باليوم الآخر أي يوم القيامة الذي هو ركن من أركان الإيمان..وفي يوم القيامة يجزي سبحانه عباده الصابرين و يجمعهم بأحبابهم في جنات النعيم حسب أعمالهم, فاعلموا أن فقيدكم لابد أن تلقوه, وأن بعد الموت حياة فيها سعادة لمن أطاع الله..فإن كان فقيدكم ممن رضي الله عنهم -وعسى أن يكون-فعلام تجزعون و تحزنون و قد أقدم إلى خير مكان و خير رفيق بقي عليكم العمل للحاق به وما عليكم له إلا فعل الخير و الدعاء..فاتقوا الله تنالوا رضاه..

    وأخيرا..لا بأس بإظهار الحزن على فقد الأحبة و لا بأس بالبكاء دون صراخ و شق ثياب و نواح, وقد سالت الدموع من عينه_صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم_على موت ابنه لكنه قال<ولا نقول إلا ما يرضي ربنا>..فلا تعيشوا في الحزن دائما, ولا تنظروا إلى الأمر بنظرة سوداوية مليئة بالتشاؤم و التعب..فما هو آت خير إن شاء الله مع الرضى بقضاء الله و الصبر عليه و إحتساب ما أصابكم عند الله و الإيمان أنه مقدر لا مفر منه وأن يوم القيامة ستجزون عليه بإذن الله و من رحمته أحسن الجزاء.



    اخي سمير هذه اضافه وكلمات اعجبتني جدا واحببت ان اشارككم بها واقدم لك العزاء والمواساه
    بخالك عن طريق هذه الكلمات والموت هو البدايه فقط لنا جميعا


    اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخيرَ أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، وتوفنا وأنت راضٍ عنا غير غضبان
    اللهم اميييييييييييين


    جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2012
    المشاركات
    9,714
    معدل تقييم المستوى
    21474858

    رد: إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،

    (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ

    الصَّالِحِينَ *وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 10- 11]. اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخيرَ أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، وتوفنا وأنت راضٍ عنا غير غضبان
    اللهم اميييييييييييين


  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Dec 2009
    المشاركات
    567
    معدل تقييم المستوى
    4294983

    رد: إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،

    كل الشكر على المجهود الرائع والطرح الوافي وجعلك الله ذخرا للمسلمين
    مواضيعك دائما جميلة ومفيدة ومبدعة جميل قلمك المميز الذي يكتب من قلب نابض يحب الاسلام ويعمل من اجله



  5. #5
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،

    اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخيرَ أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك،

    وتوفنا وأنت راضٍ عنا غير غضبان

    اللهم امين

    شرفني مرورك الكريم الطيب اخي محمد الدراوشه وكلي فخر واعتزاز بهذه الاضافة الطيبة الكريمة الرائعة لما لها

    من فائدة قصوى على ما نحن نبحثه في هذا الموضوع الهادف باذن الله .. أضافة مكملة وبها فائدة لنا ولجميع المسلمين

    جزاك الله الخير كله وفي ميزان حسناتك الى يوم الدين وبارك الله بك وبقلمك الهادف الى الخير دائماَ


  6. #6
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،

    اقدر عالياً مرورك الطيب اختي اردنية وكلمات النور التي قدمتها لانارة الموضوع بها من القرآن الكريم

    جزاكِ الله خيراً وفي ميزان حسناتك الى يوم الدين


  7. #7
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،

    الحمد لله رب العالمين

    كل التقدير والاحترام لك اخي درب الاشواك على هذا المرور الرائع وتلك اللفتة الكريمة والتي اقدر عالياً تقبلها

    هدفنا اخي هو بيان ان اسلامنا عظيم بتعاليمه .. هو ظاهر جلي وواضح وبكل تأكيد ولكننا نحاول بين الفينة والفينة

    ان نذكر انفسنا وغيرنا بهذه التعاليم الربانية الهادفة الى خير البشرية جمعاء .

    جزاك الله خيراً وفي ميزان حسناتك الى يوم الدين


  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Oct 2008
    الدولة
    jordan land
    العمر
    34
    المشاركات
    21,612
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،

    [align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center] بارك الله فيك
    وجعله في ميزان حسناتك
    تحياتي [/align]
    [/cell][/tabletext][/align]

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Feb 2011
    الدولة
    my dreams
    المشاركات
    3,852
    معدل تقييم المستوى
    21474853

    رد: إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،



    السلام عليكم ورحمه الله
    موضوع اكثر من رائع
    وفعلا كراهيه الموت امر فطري
    لكن علينا ان نتذكر الموت كل وقت وكل ساعه

    اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخيرَ أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، وتوفنا وأنت راضٍ عنا غير غضبان.
    بارك الله فيك عمو
    وان شاء الله في ميزان حسناتك

  10. #10
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    رد: إن كراهية الموت أمر فطري، فالنفس بطبيعتها تحب الحياة وتكره الموت،

    أسعدني مرورك الطيب اختي just smile

    بارك الله بكِ ويا هلا

    مشكورة ولكِ تحياتي


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ليش الاردني مكشر
    بواسطة بنت اربد في المنتدى منتديات المهباش الاردنية
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 09-02-2009, 01:37 PM
  2. حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية موضوع شامل
    بواسطة الزعيم عيناوي في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 27-12-2008, 05:42 PM
  3. sowar
    بواسطة ALHAN في المنتدى منتدى , صور , فوتغرافيات
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 31-10-2008, 09:08 PM
  4. صور للفنانة " نيرمين الفقي " أحباب الاردن
    بواسطة رفيق الاحزان في المنتدى منتدى , صور , فوتغرافيات
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 30-05-2008, 05:25 PM
  5. نجمة اسرائيل في كل جهاز
    بواسطة امبراطور الهكر في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-05-2008, 08:56 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك