قبل يومين واثناء انهماكنا بالعمل وردنا خبر عاجل يقول بأن أحد الأيتام يدعى 'أحمد' قام باشعال النار بنفسه أمام وزارة التنمية الاجتماعية احتجاجا على رفض وزيرة التنمية الاجتماعية مقابلته.

الزميل مدير التحرير سميح العجارمة ما زال يعتقد أننا نعيش في المدينة الفاضلة .اقتحم مكتبي وأبلغني بالخبر، فطلبت منه الاتصال مع الوزيرة لأخذ رأيها بالقضية.

حاول الزميل لعدة مرات أن يتصل بالوزيرة لكنها لم تجب.

هنا المفصل

عاد ليقتحم المكتب وفي ذهنيته تحليل لعدم إجابتها .

قال لي : ابو زيد اتصلت بالوزيرة اكثر من عشر مرات ولم تجب اعتقد – حسب تحليلي – أن الحكومة ارتبكت لقيام اليتيم بحرق نفسه وربما أن الوزيرة لا ترد على الهاتف لأن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور استدعاها على عجل لتقديم استقالتها ؟!.

مكثت أكثر من دقيقتين وأنا أفكر بتحليل الزميل .
قلت له :
يا صديقي : لا تعتقد يوماً اننا نعيش في المدينة الفاضلة، ولا اظن ان الحكومة بقدها وقديدها قد تتأثر اسفاً بما جرى لليتيم، ولو أحرق الشعب الأردني النار بنفسه ..لن تستقيل الحكومة ؟.

بعد ساعة على المحادثة ..علمنا أن الوزيرة كانت برفقة مجلس الوزراء الى محافظة المفرق وان عدم ردها على الهاتف يأتي لانشغالها بالزيارة الوزارية؟.

اليوم تروون أنباء عن وفاة هذا اليتيم فمنهم من قال انه مات سريرياً ومنهم من اكد بانه ما زال على قيد الحياة ..المهم ان الحكومة والوزيرة تعلق على هذا الحادث وكان يمكن لها على الاقل زيارته وتطييب خاطر زملاءه اليتامى.

القضية هنا.. ليست بقضية حرق مواطن لنفسه احتجاجاً على رفض الوزيرة مقابلته، القضية اننا في الاردن وصلنا الى حد الاحتقان من كل شيئ نتيجة لما يعانيه الشعب من فقر وبطالة.

القضية ..اننا في الاردن ايضاً وصلنا حد الاحتقان من كل شيئ نتيجة تحويل فانورة ما سرقه الكبار من خزينة الدولة على فقراء الشعب الذين يكتوون ليل نهار بزيادة الاسعار.

صديقي سميح العجارمة ..ارجوك ..راجع حساباتك فالمدينة الفاضلة ليست هنا.