عمان - فرح عبنده - يراقب محمد يوميا العشرات من المشاة الذين يفضلون قطع الشارع من اسفل الجسر الخاص بهم ليعرضوا حياتهم وحياة السائقين لخطر وقوع الحوادث التي تكون قاتلة احياناً.
ورغم حملات التوعية التي تنفذ من قبل مديرية الامن العام والمعهد المروري وأمانة عمان وبعض الجهات الخاصة الا ان الظاهرة لا تزال موجودة ولم تنحسر.
رصدت الرأي التي تواجدت بالقرب من عدد من جسور المشاه في منطقة العبدلي مقابل وزارة التربية والتعليم وجسر المشاه بالقرب من محكمة شمال عمان في شارع الملكة رانيا عددا كبيرا من المشاه الذين يفضلون قطع الشارع من أسفل الجسر عوضا عن عبوره عن طريق الجسر نفسه.
يقول محمد سعيد موظف محل مفروشات في منطقة الجامعة الاردنية والذي يقع محله مقابل جسر المشاه أن «الجسر ليس مجرد اضافة او ديكور يتم وضعها في الشوارع، بل هو موجود للحفاظ على حياة المواطنين من الحوادث التي من الممكن ان تحصل اثناء قطع الشارع من جهة الى اخرى».
وأضاف أنه كان شاهدا على عدد كبير من حوادث الدهس التي تحصل اسفل الجسر وأن بعضها كان مأساويا الا أنها لم تردع المشاه عن استعمال الشارع.
وأضاف « اراقب يوميا اعدادا كبيرة من المشاة محاولين قطع الشارع دون استخدام جسر المشاة الذي يكون فوقهم مباشرة, وحاولت مرارا التحدث مع بعضهم الا أن عددا قليلا يتجاوب فهناك من يتهكم وهناك من يخجل وهناك من لا يكترث أبدا».
وأكمل» احيانا ينتابني الفضول لمعرفة سبب عدم استخدامهم لجسر المشاة، فاذهب اليهم لسؤالهم لاتفاجأ باجوبتهم، فمنهم من يقول ان استخدام الشارع للانتقال من جهة الى اخرى اسرع، والبعض الاخر يبرر فعلته «بالكسل» او التعب من استخدام الدرج».
«ابو عبدالله» سائق تاكسي عبر عن استيائه وخوفه من المظاهر التي يشاهدها يوميا بحكم طبيعة عمله التي تستدعي التنقل من منطقة الى اخرى ومن شارع الى اخر.
ويقول ابو عبدالله: «اصبحت اشعر بالخوف اثناء قيادتي للسيارة بسبب عدم التزام المشاة بقطع الشارع مستخدمين جسور المشاة، مستغربا سبب كره المشاه لاستخدام الجسور التي وجدت للحفاظ على سلامتهم في الدرجة الاولى».
وأكد أنه يشعر بالقلق عند عبوره أسفل جسور المشاه أكثر من غيره لقناعته بأن عددا كبيرا من المواطنين يرفضون استخدام الجسر وأن هذه القناعه تولدت عنده من خلال خبرة طويلة في هذا المجال.
فتاة عشرينية كانت تقطع الشارع مع والدتها الكبيرة في السن وما أن أنهت قطعه حتى تحدثت اليها الرأي عن السبب وأجابت « الدرج طويل ومتعب على والدتي لانها مريضة ولا تستطيع صعود الدرج».
وأضافت طالبة الجامعة فاتن, أنها ايضا لو كانت وحدها تخشى من عبور جسر المشاه بسبب وجود بعض السلوكيات اللاأخلاقية مثل وجود بقايا المشروبات الروحية والعبارات «الخادشة للحياء» المكتوبة على الجسور وأن بعض جسور المشاه تحولت الى أوكار لارباب السوابق ومكبات للنفايات وهو ما يثير خوفها.
وأكدت الطالبة التي تقطن في منطقة صويلح أن بعض الجسور مثل جسر المشاه الموجود في منطقة صويلح مغلق ومعتم في الليل وأنها تفضل قطع الشارع على عبوره مساء.
من جانبه قال المهندس المدني قاسم الكيلاني أن بعض جسور المشاة خاصة القديمة لا تتمتع بالمواصفات الفنية حيث يكون عدد درجات الجسر كثيرة تفوق ال 100 درجة وهو غير مطابق تماما وأنه متعب لكبار السن.
وأضاف المهندس الكيلاني أن بعض الجسور يبلغ ارتفاع الدرجة الواحدة قرابة 20 سم وهو أيضا غير مطابق للمواصفات مشيرا الى أن معظم الجسور الحديثه تراعي المواصفات ويجب الغاء القديمة واستبدالها بالجديد المطابق للمواصفات.وبحسب آخر احصائية صادره عن المعهد المروري الاردني لعام 2011 فإن عدد الوفيات من المشاه نتيجة حوادث المرور بلغت 233 حالة وفاة و3455 اصابة متوسطه و 755 اصابة بليغة. كما أن الاحصائية ذاتها بينت أن عدد الوفيات عند المشاه والذين كانوا يقفون أو يسيرون في منتصف الشارع بلغ 176 في حين أن عدد الاصابات الخفيفة بلغ 2739 حالة بالاضافة الى 620 حالة اصابة بليغه.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير محمود ابوزيد
المفضلات