الحقيقة الدولية – عمان





تسود مدينة معان حالة من الهدوء الحذر، بعد تدخلات من قبل شيوخ ووجهاء المدينة لتطويق تداعيات الحادثة، وسط تعزيزات حول المقار الأمنية، تحسبا من تجدد أعمال الشغب، وفق مصدر أمني في المحافظة.



وكانت المحافظة شهدت خلال اليومين الماضيين احتجاجات وأعمال شغب، وإغلاقا للطرق الرئيسية وسط مدينة معان بالحجارة والإطارات المشتعلة، اضافة الى محاولة اقتحام مركز أمن المدينة عدة مرات بإطلاق العيارات والألعاب النارية باتجاهه، احتجاجا على مقتل مطلوبين وإصابة آخر من ابناء المدينة أثناء مطاردة أمنية في منطقة الراشدية بمحافظة العقبة.



وفيما كان الهدوء يعود إلى مدينة معان، شارك مئات من أبناء المدينة في لقاء وصف بـ"الحاشد"، عبروا فيه عن غضبهم واستيائهم من تداول مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه مجموعة من الاشخاص وهم يحيطون بجثتي المطلوبين اللذين قتلا في المطاردة الأمنية وتضمن مشاهد وألفاظا غير لائقة.



وطالبوا خلال اللقاء، وفق "الغد" الذي عقد في ديوان عشيرة الفناطسة مساء أول من أمس أجهزة الحكومة الأمنية والرسمية بإلقاء القبض على بعض الاشخاص ممن ظهرت صورهم في المقطع لتهدئة النفوس، وعدم تفاقم الأمور وخروجها عن السيطرة، ووقوع ما لم تحمد عقباه، الأمر الذي يهدد "السلم الاجتماعي في المحافظة"، مؤكدين أن بعض الاشخاص ممن ظهرت صورهم في مقطع الشريط معروفون لديهم ولدى أجهزة الحكومة.



وكان رائد الفناطسة شقيق المصاب بحادثة الراشدية عبد المالك الفناطسة (30 عاما) نفى صحة ما ورد بالفيديو الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية أمس واصفا الشريط بـ"المؤامرة".



فيما أكد مصدر أمني مسؤول في مديرية الأمن العام، أن الفيديو الذي تم عرضه على عدد من المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أول من أمس حول الحادثة "مفبرك".



وقال المصدر لـ"الغد" إنه تم عرض الفيديو على خبراء مختصين في الجرائم الإلكترونية، وتبين أنه تعرض للعبث والتلاعب، وأن الشريط حاليا قيد الدراسة لإصدار تقرير نهائي بشأن محتوياته". وأشار الى أن وقائع الحادثة تؤكد أن وقوع تبادل لإطلاق النار بين مطلوبين كانوا يستقلون سيارة مسروقة وبين القوة الأمنية، وبعد توقف مصدر إطلاق النيران من جهة المطلوبين، تريث المسؤولون في مكان الحادثة لحين التأكد من ان المطلوبين ليسوا من أبناء المنطقة حتى لا تشتبك القوة مع المواطنين وفق ما كان يتوقع بعض المشاركين بالواجب".



وتابع المصدر قوله أنه "تم إرسال أربعة من رجال الامن بالزي المدني إلى مكان المركبة (مصدر النيران) ولدى وصولهم هناك اكتشفوا أن مطلقي النار ليسوا من أبناء المنطقة، وعلى ضوء ذلك تم إبعاد المواطنين، وتحريز المضبوطات واستدعاء الدفاع المدني".



وكان شيوخ ووجهاء في معان أمهلوا الجهات المعنية خلال لقائهم محافظ معان عبدالكريم الرواجفة أول من أمس بحضور مديري الأجهزة الأمنية في المحافظة 48 ساعة للكشف عن أسماء الأشخاص المسلحين الذين ظهرت صورهم في مقطع فيديو، مقابل التزام الهدوء ووقف أي أعمال خارجة عن القانون.