الحقيقة الدولية- عمان- معاذ البطوش
قالت النائب ميسر السردية أن الحركة الإسلامية بشقيها جماعة الإخوان وحزب جبهة العمل الإسلامي لا تريد رئاسة الوزراء أو مناصب وزارية أو أعضاء في مجلسي النواب والأعيان وإنما تريد دائرة المخابرات.
وأضافت النائب السردية في تصريحات لـ"الحقيقة الدولية": "أن جماعة الإخوان بقيادة التيار المتشدد والذي يميل في فكره إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس وبطبعه إلى جماعة "اخوان مصر" تريد الدخول إلى دائرة المخابرات العامة قبل كل شيء لأن صراعهم داخلي ومرتبط بأجندات خارجية يبحثون عن تحقيقها".
وتابعت النائب السردية حديثها بالقول: "إذا كانت جماعة الإخوان تؤمن بالحوار وبالتشاركية فعليها أن تقبل بالحياة المدنية وبإدارة الشؤون المدنية بالدولة الأردنية ولكننا نجدها تحرص دائما على ذكر دائرة المخابرات العامة أكثر من أي موقع عملي آخر وهو ما يفسر بأن هذه الجماعة تريد رأس المخابرات حيا أو ميتا لكي يسهل لها الأمر في تحقيق المآرب التي تبحث عن تحقيقها".
وأشارت إلى أن جماعة الإخوان وحزبها منذ انطلاق ما يعرف بالحراك في الأردن مطلع عام 2011 وهي تنادي بضرورة تحجيم دور دائرة المخابرات العامة وإعادة فتح ملفها وتمكين الجميع من دخولها دون أن يكون لها خصوصية بحجة أن هذه الدائرة تقف وراء الفساد والفاسدين بالأردن وتدعمهم على حد تعبير الحركة الإسلامية.
وبينت النائب السردية أن الجماعة تسعى إلى اقتحام دائرة المخابرات أكثر بكثير من حرصها على تولي أي منصب آخر بالدولة الأردنية بما فيها رئاسة السلطات الثلاثة التنفيذية والتشريعية بشقيها والقضائية.
وتحدثت النائب السردية عن أن جماعة الإخوان قد أطلقت شبابها في 24 ذار من عام 2011 ليهتفون ضد دائرة المخابرات ومديرها في ذلك الوقت العين محمد الرقاد ويطالبون بحلها وهو مطلب لم يسبق أن طالب به أي مواطن عربي بأي بلد عربي بما فيها الدول التي شهدت سقوط لأنظمتها مما يعني أن صراع الإخوان في الأردن مع دائرة المخابرات وليس مع غيرها.
وتوضح النائب السردية بان تسمية موظفين ربما تحت مسميات مدنية أو أمنية في دائرة المخابرات مقربين من جماعة الإخوان سيدفع نحو فتح المجال لها في اختراق أهم جهاز امني في الأردن وهو ما سيمكنها من فتح العلاقات مع جهات خارجية سواء أكانت عربية مثل مصر تونس والمغرب كون من يدير السلطة في الدول الثلاثة هي الحركة الإسلامية أو على المستوى الدولي مثل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها وهو ما حدث مع مخابرات مصر التي أصبحت اليوم مؤسسة مصرية وطنية لان من يديرها هم الساسة "الاخوانيون" حتى وان كانوا خارج أسوارها ولكن بالنهاية هم المشرفون على إدارتها.
وتتابع النائب السردية حديثها بالقول "ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل سيمكن الجماعة من توطيد علاقاتها مع دول الخليج العربي وخاصة الداعم منها لتيار الجماعة مثل قطر، إضافة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تجد لنفسها كيان في قطاع غزة منذ وقوع الانقسام بينها وبين حركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية".
ولم تنكر النائب السردية أن هناك بعض التصرفات الفردية لكبار الموظفين في دائرة المخابرات العامة التي أساءت إلى هذه المؤسسة الوطنية ولكن لا يستطيع احد أن يشتم مؤسسة ويطالب باقتحامها وكشف أسرارها السرية كردة فعل لتصرفات بعض الأشخاص حتى وان كان منهم من سبق وان كان مديرا عاما للمخابرات ولكن تبقى لهذه المؤسسة خصوصيتها كمثيلاتها في دول العالم الأخرى.
واعتبرت النائب السردية "إصرار الإخوان على مهاجمة دائرة المخابرات العامة ومطالبة أي رئيس وزراء في أن يقصقص أجنحته أمر غريب متسائلة ألا يستعين الرئيس الأمريكي المخابرات الأمريكية في كل كبيرة وصغيرة؟ إلا يستعين الرئيس المصري الاخواني محمد مرسي في دائرة المخابرات المصرية؟ أم أن ما تقبل به جماعة الإخوان في مصر ترفض القبول به في الأردن؟".
واكدت على ضرورة أن تعود الحركة الإسلامية بشقيها جماعة الإخوان وحزب جبهة العمل الإسلامي إلى رشدها وأن تتوقف عن هذا التحشيد المستمر ضد مؤسسة المخابرات وان كان لديها انتقاد على أشخاص في الدائرة فلماذا لا تسميهم بالاسم ولا تسيء لمؤسسة وطنية تلعب دورا بارزا وكبيرا في المحافظة على امن واستقرار الوطن؟.
ولفتت النائب السردية الى "أن جماعة الإخوان وقياداتها كانت وربما البعض منها ما زال حتى اليوم مرحب بها داخل مكاتب دائرة المخابرات لا بل تجتمع مع المخابرات في بعض الأحيان ضد المواطن كما حصل في هبة نيسان عام 1989 عندما غاب الصوت الاخواني عن احتجاجات المواطنين الشرعية وكذلك عندما قامت حكومة عبد الكريم الكباريتي برفع أسعار الخبز فشهدت محافظات الجنوب احتجاجات شعبية واسعة امتدت فيما بعد إلى غالبية محافظات المملكة فصمتت الجماعة وقيادتها ولم تحرك ساكن بالرغم من وجود 17 نائب لها في مجلس النواب الثاني عشر عام 1996 ولم تهدد الجماعة من بالانسحاب من البرلمان إذا بقيت الحكومة مصرة على موقفها في رفع الأسعار وفي قمع المحتجين لا بل كان القيادي الاخواني الدكتور إسحاق الفرحان ورئيس الوزراء آنذاك عبد الكريم الكباريتي ومدير المخابرات آنذاك سميح البطيخي يجتمعون يوميا لتدارس الأحداث في دائرة المخابرات فما الذي حول دائرة المخابرات اليوم من دائرة وطنية في سابق إلى دائرة مشبوهة من وجهة نظر جماعة الإخوان في الحاضر أم أن المصالح قد تضاربت والقلوب قد تناثرت وسيطرة الإخوان على مقاليد الحكم في بلدان عربية أخرى فتحت الشهية لإخوان الأردن.
وبينت "ان جماعة الاخوان فقدت عقلها واصبحت تستمد قوتها من سياسات فارغة لا قيمة لها مبنيه على الارتباط بدول ومنظمات خارجية".
واوضحت النائب السردية ان الاخوان فقدوا بوصلتهم واصبح "لا دين لسياستهم" التي ينتهجونها خاصة في ظل قيادتهم من قبل تيار "متطرف ومتشدد" يرتبط بالسر والعلن بحركات مثل جماعة الاخوان في مصر وحماس ودول مثل قطر وتركيا ومصر اضافة الى جلوسهم المتواصل بالسفارات الغربية بعمان مثل الفرنسية منها وهو ما اعترفت به السفيرة الفرنسية وكذلك ما يتعلق بزيارة وفود من الجماعات الاسلامية الى الولايات المتحدة الامريكية وكان للاخوان المسلمين ان مثلهم القيادي نبيل الكوفحي بهذه الزيارة التي قادها وزير الخارجية الاسبق الدكتور مروان المعشر.
واشارت الى انه من الواجب على الاخوان ان يعودوا الى رشدهم وان يتوقفوا عن هذا النهج الذي ينتهجون في معاداة الناس وكل من عارض سياساتهم حتى وصل الامر الى تكفير الناس وضربهم وشتمهم وتحقيرهم وبات أي منتقد لهم "خائن وعميل" بينما يتجاهلون مواقفهم العدائية لكل من يخالفهم بالراي وهو ما اكدته منظمة "مراسلون بلا حدود" عندما قالت بان الاخوان المسلمون اعداء للصحافة والحرية وكذلك اثبته تقرير مركز حقوق وحرية الصحفيين الذي اشار الى 40% من الصحفيين يرون ان الاخوان المسلمون في الاردن يرفضون الرأي الاخر اضف الى ذلك الاعتداءات والبلطجة التي مارسوها وما يزالون يمارسونها ضد ممثلي وسائل الاعلام التي تنتقدهم وعلى راسهم التلفزيون الاردني الذي داسوا على "اللوغو" الخاص به في مجمع النقابات بالرغم من انه يحمل التاج الملكي.
وناشدت النائب السردية الاخوان بان يعودوا الى رشدهم وصوابهم وان لا يوجهوا بنادقهم السياسية الى الاردن وابنائه من اجل "خدمة مصالح حزبية وشخصية ضيقة" وان يتوقف اتباعهم من اعضاء الحزب عن السير خلف بعض القيادات المتشددة والمتطرفة بطريقة "الكتل العمياء".
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just smile
المفضلات