عمان - بترا - قال سمو الامير الحسن بن طلال أن القدس ومقدساتها أمانة في أعناق كل المخلصين من أبناء الأمة. واضاف سموه ان الانتهاكات المتواصلة للمقدسات والتعدي على رجال الدين يستدعي منا جميعا السعي بخطى حثيثة في سبيل تجفيف منابع التعصب والتطرف والعنف وإزالة أشكال كافة اشكال التمييز والتي تتناقض والحقوق الإنسانية والدينية والثقافية لبني البشر.
ودان سموه في بيان مشترك اصدره المعهد الملكي للدراسات الدينية ومنتدى الفكر العربي اليوم الخميس ما حدث من انتهاك صارخ لحرمة المقدسات في مدينة القدس واستباحة سافرة من عشرات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى.
وقال سموه "لا يعقل ان يتم استهداف رجال الدين من اي طائفة او مذهب او دين خاصة وهم ينهضون بالمهام الانسانية السامية ويحملون وينشرون قيم السلام والمحبة والعيش المشترك". ودعا سمو الامير الحسن الى ترسيخ مكانة العقل والحوار، وإعلاء القيم الخلقية في النظام العالمي والمجتمعات العربية والإسلامية، وكبح الغضب والكراهية، والتصدي لموضوع التزمت الديني والتعصب والتطرف، مشيرا الى إن العنف والكراهية والتزمت ظواهر غير صحية تعمي أبصارنا عن إنسانية الآخر، وتحط من شأننا أمام الله والبشرية جمعاء، كما أنها العدو الطبيعيّ للسلام والمساواة والإنصاف والتنمية. وبين سموه انه في ظل الصدام والصراع لا مجال للحوار أو التفاعل بين الثقافات، مؤكدا انه في اللحظة التي نقر فيها بقيمنا الإنسانية يصبح الانتقال من العداء إلى السلام أكثر سهولة. واشار الى ان تطوير الحوار بين أتباع الأديان على المدى البعيد يكمن في إيجاد ثقافة سياسية مجتمعية تكون غنية بالتعددية؛ يتم فيها إيجاد نظام إنساني أخلاقي وفهرس عالمي مشترك للقيم الإنسانية.