فيما تتواصل زيارة العمل التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني للولايات المتحدة الاميركية وفق جدول زمني مكثف ومزدحم بالمواعيد واللقاءات والذي شهد يوم امس لقاء بين جلالته ونائب الرئيس الاميركي جون بايدن كانت المباحثات خلاله مستفيضة وصريحة وبخاصة في اعادة التأكيد على المواقف الاردنية الثابتة والمعلنة من قضايا وملفات المنطقة وعلى رأسها الازمة السورية المتمادية وجهود تحقيق السلام في المنطقة، تشهد واشنطن اليوم حدثا مهما وبارزا استقطب اهتمام الدوائر السياسية والدبلوماسية والاعلامية الاميركية والعالمية وهو القمة التي تجمع بين جلالة الملك والرئيس اوباما والتي ستكون ذروة زيارة العمل الملكية الى الولايات المتحدة والتي جاءت في موعد مقصود سواء في توقيته أم في طبيعة جدول الاعمال الذي سيبحثه جلالته والرئيس الاميركي وبخاصة في شأن تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد والمجالات أم في شأن قضايا وأزمات المنطقة المتفاقمة..
من هنا جاء لقاء جلالته مع نائب الرئيس جو بايدن ليضيء على مسألتين وهما الازمة السورية المفتوحة على احتمالات عديدة ليس أقلها ما لفت اليه جلالته وهو وصول الازمة الى مستويات غير مسبوقة وان استمرارها ينذر بتداعيات كارثية على مستقبل المنطقة وشعوبها وهو ما حذر منه جلالته منوها في الآن ذاته الى ان الوقت قد حان للتوصل الى حل سياسي ينهي هذه الازمة ويضع حدا لمعاناة الشعب السوري ويضمن سلامة ووحدة ارضه وشعبه..
عملية السلام في المنطقة لم تغب عن مباحثات جلالته مع نائب الرئيس الاميركي وهو ما أعاد جلالته التأكيد خلاله على اهمية الدور الاميركي في دعم هذه الجهود ومساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين للعودة الى طاولة المفاوضات وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني والتي تعيش في أمن وسلام الى جانب اسرائيل..
من جانب كانت لقاءات جلالة الملك مع قيادات الكونغرس يوم اول من امس اشارة اضافية على حجم وطبيعة الجهد الذي يبذله جلالته لخدمة المصالح الوطنية العليا والدفاع عن قضايا الامتين العربية والاسلامية اضافة الى مروحة قضايا وملفات حرص جلالته على بحثها مع قيادات الكونغرس التي تتمتع بنفوذ ودور في القرار الاميركي وكانت ايضاً فرصة للاضاءة على تفاصيل المشهد الاردني اكد خلالها جلالته سعي الاردن الى تقديم نموذج اصلاحي يلبي تطلعات المواطنين في غد افضل مع لفت جلالته انظار المشرعين الاميركيين الى تواصل مسيرة الاصلاح في المملكة بهدف تكريس وتعزيز النهج الديمقراطي وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار الوطني ناهيك عن الملفات الاقليمية الملّحة التي ناقشها جلالته مع قيادات الكونغرس سواء الاوضاع على الساحة السورية ام سبيل احياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والفرص المتاحة امام حل الدولتين الذي لا سبيل غيره لاخراج المنطقة من دائرة العنف والكراهية والاحتلال..
كذلك في ايجاد حل للازمة السورية يوقف سفك الدماء وينهي حالة العنف وما ينتج عنها من تدفق المزيد من اللاجئين الى دول الجوار دعا فيها الاردن..
جملة القول ان زيارة العمل الملكية الراهنة للولايات المتحدة قد اسهمت في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين عمان وواشنطن كذلك في ما شكلته من دعوة ملحة لاستمرار الجهود الاميركية المهمة والحيوية من اجل احياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين..