عمان - منال القبلاوي - يعد توقيع الاتفاقية الأردنية الفلسطينية التي وقعها جلالة الملك عبدالله الثاني اول امس والرئيس الفلسطيني محمود عباس حدثا تاريخيا ياتي ليؤكد الدور الكبير والأساسي للهاشميين في الحفاظ على الاماكن الدينية المقدسة في القدس.
وتاتي هذه الاتفاقية المكتوبة لاول مرة لتكمل وتؤطر رعاية الهاشميين المعنوية والمادية عبر مسيرتهم التاريخية للمقدسات الإسلامية في القدس، وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، باعتبار أن المقدسات الإسلامية في القدس وديعة وأمانة في يد الهاشميين.
ويتمثل جزء من هذه الرعاية باستمرار مشاريع صيانة وترميم المقدسات منذ ما يقرب من قرن، مما يدل على مكانة بيت المقدس في نفوس الأسرة الهاشمية، إذ أنها مهوى أفئدتهم ودرة عنايتهم. فقد كانت ولا زالت قرّة عينهم ومهوى أفئدتهم.
وياتي بحث الاعمار الهاشمي الصادر مؤخرا لمدير إدارة شؤون الـمسجد الأقصى في وزارة الأوقاف الـمهندس عبد الله علي العبادي ليسلط الضوء على جزئية رعاية الاعماروالرعاية والحماية التي تقوم بها الدولة الاردنية وعلى راسها جلالة الملك عبدالله الثاني في الحفاظ على القدس والمقدسات فيها.
الإعمارات الهاشمية
إن الحكومة الاردنية تواصل أعمالها بالرغم من الاحتلال الإسرائيلي للمدينة المقدسة للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لهذه المدينة، التي سيبقى أبناء هذا الوطن الشامخ وعلى رأسهم جلالة الملك، مخلصين لها وعلى العهد، واضعين نصب أعينهم الحفاظ عليها وعلى مقدساتها، باذلين أقصى الجهد بكل أمانة وشرف وإباء للعناية والرعاية للقدس ومقدساتها، لأنها مهبط الرسالات، وارض الأنبياء والصديقين والشهداء. ولأنها جزء من تراث الأمة يفوح منها عبق القداسة والطهر.
ونستذكر ما قدّمه الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى من دعم وتبرع للمسجد الأقصى عام 1924، حينما قدم 24 ألف دينار ذهباً للأقصى، وأوصى بأن يدفن في جنبات المسجد الأقصى تجسيداً لتمسكه بالقدس وفلسطين والأقصى المبارك الذي استشهد على عتباته الملك المؤسس عبد الله الأول طيب الله ثراه. واستمر من بعده ابنه المغفور له الملك طلال طيب الله ثراه بالرعاية والاهتمام بهذه الأرض المقدسة.
وبتوجـيـهات مـلـكـيـة من الملك الحسين بن طلال فقد صدر القانون الأردني رقم (32) لسنة 1954 الخاص بتشكيل لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة، وذلك لتعنى بالحرم القدسي الشريف وما يشتمل عليه من معالم إسلامية خالدة، ولتقوم هذه اللجنة بمهمة الرعاية والصيانة والترميم والمحافظة على الجامع الأقصى المبارك والصخرة المشرفة والمرافق كافـّه.
وتابعه في هذا الاهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني، وذلك من خلال اطلاعه المتواصل وتوجيهاته المستمرة للجنة الإعمار وأجهزة الأوقاف بإيلاء المسجد الأقصى المبارك والمقدسات في القدس جل الاهتمام والعناية.
وبتوجيهات جلالته فقد صدر قانون الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة رقم (15) لسنة 2007 الذي يهدف إلى توفير التمويل اللازم لرعاية المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف، لضمان استمرارية اعمارها وصيانتها وتجهيزها وتوفير جميع المتطلبات اللازمة لتأكيد أهمية هذه المقدسات وحرمتها لدى المسلمين بشكل عام والهاشميين على وجه الخصوص.
ولجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة التي يرأسها وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية تقوم بأعمال الرعاية والصيانة والترميم في المسجد الأقصى المبارك للمحافظة عليه، حيث يبلغ عدد موظفي اللجنة حوالي (45) مهندساً وفنـّياً، وتستمد اللجنة قوّتها وديمومتها من الاهتمام والرعاية الهاشمية لها.
وللمسجد الأقصى المبارك الذي فيه تمّت وتتم أربعة إعمارات هاشمية هي
الإعمار الهاشمي الأول (1924)
حيث تبرع الشريف الهاشمي الحسين بن علي بمبلغ (24 ألف دينار ذهب) لإعمار الأقصى، ودفن رحمه الله تعالى في جنبات المسجد الأقصى. وقد كان هذا الإعمار منحصرا في تجديد عمارة قبة الصخرة المشرفة، وتجديد عمارة المسجد الأقصى.
واستمر جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين على خطى آبائه وأجداده، إذ قام جلالته في عام 1948 إثر أضرار لحقت بالمسجد الأقصى بإطلاق مبادرة لإعادة ترميم محراب زكريا وبعض المباني المحيطة، وقد كان سادنا للمسجد الأقصى، حريصا على زيارته وزيارة القدس، واستشهد على أبواب المسجد الأقصى المبارك يوم الجمعة 20/7/1951.
الإعمار الهاشمي الثاني
(1951ـ 1964)
حيث أمر جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال بتشكيل لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة وصدر قانون لجنة الإعمار رقم (32) لسنة 1954. حيث تم تفكيك القبة القديمة لمبنى الصخرة، ووضع قبة جديدة من الألمنيوم المذهب، وتركيب رخام للجدران الداخلية والخارجية وإعادة ترميم الفسيفساء، وكتابة الآيات القرآنية، سورة الإسراء ويس، وترميم البلاط القاشاني، كما تم في الجامع الأقصى ترميم جدرانه الحجرية الخارجية، وتركيب أعمدة رخامية استوردت من إيطاليا لثلاثة أروقة في الناحية الشرقية، وتركيب نوافذ من الزجاج الملون بالإضافة إلى ترميم الأسقف والجدران الداخلية وتركيب جسور خشبية مزخرفة (روابط) علاوة على ترميم قبة السلسلة، وسبيل قايتباي، ومصلى النساء.
الإعمار الهاشمي الثالث
(1964ـ 1994)
حيث تمت تكسية قبة الصخرة المشرفة بألواح النحاس المذهب وتكسية أسقف مبنى قبة الصخرة، والجامع الأقصى بألواح الرصاص، وقد تعمّق وتكثف هذا الإعمار بعد أن تعرض المسجد الأقصى في 21/8/1969 إلى حريق متعمّد دمّر ثلث الجامع الأقصى وأحرق منبر نور الدين زنكي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي عند تحريره لمدينة القدس، وترميم القبة الخشبية الداخلية للجامع, فما كان من جلالة الملك الحسين بن طلال إلا أن أمر بإعادة ترميم ما أتلف، فتمت إزالة آثار الحريق المشؤوم وأمر بإعادة صنع منبر نور الدين زنكي، وتركيب جهاز للإنذار وغير ذلك من الأعمال التي بلغت كلفتها في حينه تسعة عشر مليون دينار أردني. كما تبرع جلالته بثمانية ملايين دينار اردني من ماله الخاص لمعالجة تسرّب المياه في مبنى القبة.
الإعمار الهاشمي الرابع (1994)
وفي هذه الفترة تحولت عمليات الإعمار الهاشمي إلى إطار مؤسسي تمثل في إنشاء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة بأمر من جلالة الملك عبد الله الثاني حيث أمر جلالته بتخصيص مبلغ 1113000 مليون ومئة وثلاثة عشر ألف دينار أردني لدعم المشاريع في المسجد الأقصى المبارك بهدف الاستمرار في الحفاظ على المقدسات لتبقى قائمة ببهائها وجمالها ومتانتها.
وكان من أهم ما تم إنجازه في هذه الـمرحلة (إكمال بناء المنبر الهاشمي للمسجد الأقصى المبارك/ منبر نور الدين زنكي وبنفس الهيئة والمواصفات التي بني عليها، وكان قد تفضل جلالة الملك عبد الله الثاني بتركيب اللوحة الزخرفية الأولى في جسم المنبر، وبعد إكمال صنعه تم وضعه في مكانه في الجامع الأقصى في شهر كانون الثاني من عام2007.
ترميم الجدران الجنوبية والشرقية وجدران المدرسة الختنية. وتنفيذ نظام الإنذار من الحريق في المسجد الأقصى المبارك حسب أعلى المواصفات العالمية والانتهاء من إحالة عطاء نظام الإطفاء، وتزويد الحرم القدسي الشريف بعدد عشر عربات إطفاء مجرورة بالتعاون مع الدفاع المدني الأردني.ترميم الزخارف الجصية والفسيفسائية لقبة الصخرة المشرفة.أعمال مدّة ميلان لسطح الجامع الأقصى المبارك.ترميم بلاط وتبليط ثلاثة آلاف متر مربع من ساحات وممرات المسجد الأقصى.ترميم مبنى المتحف الإسلامي تمهيداً للبدء بمشروع إعادة تأهيله وتأثيثه وفرشه.
تمديد كوابل الكهرباء الرئيسية للجامع الأقصى ومسجد قبة الصخرة المشرفة.تصفيح وزخرفة الأسقف داخل الجامع الأقصى المبارك وترميم محراب زكريا.
وترميم مقام الأربعين، وشدّادات (روابط) الأقصى من الداخل.ترميم وإنارة مآذن المسجد الأقصى (مئذنة باب الغوانمة ومئذنة باب السلسلة ومئذنة باب الأسباط والمئذنة الفخرية).ترميم المصلى المرواني وتنفيذ نظام قضبان الشد والربط داخله إضافة لترميم مهد عيسى الذي يقع في المنطقة الجنوبية الشرقية للمصلى المرواني.إدخال أجهزة مختبر ترميم المخطوطات ومباشرة العمل فيه بعد أن تم ترميم المبنى.ترميم الشبابيك الجصية للجامع الأقصى المبارك.ترميم الرخام الداخلي والزخارف الداخلية لسقف وجدران مسجد قبة الصخرة المشرفة، وقد تمّ إنجاز خمسة أضلاع من أصل ثمانية، والعمل حاليا جار في الضلع السادس، كما تم ترميم قاشاني رقبة القبة من الخارج بطريقة الحقن.ترميم وصيانة المحاريب والقباب والمصاطب في ساحات المسجد الأقصى.ترميم قبة السلسلة وسبيل قايتباي.إعداد المخططات والدراسات اللازمة لمشاريع البنية التحتية وتنفيذ أجزاء منها كمشاريع الصوتيات والإنارة.
وآخر عطاءات مشاريع الـمبادرات الملكية للقدس في عامي 2009 و2010 وبتبرع شخصي من جلالة الملك عبد الله الثاني بمجموع 2036998 دينارا ما يعادل 2 مليون و900 ألف دولار أمريكي هي:
عطاء شراء مولدات كهرباء للـمسجد الأقصى الـمبارك وقد تم انجازه. عطاء إعادة تأهيل شبكة الإنارة الداخلية للجامع الأقصى وقد تم انجازه.عطاء شراء ألواح رصاص للمسجد الأقصى المبارك وقد تم انجازه.عطاء توريد فرش وسجاد للمصلى المرواني في المسجد الأقصى المبارك وقدتم انجازه. ترميم الزخارف الجصية والفسيفسائية ولا زال العمل مستمراً.
عطاء شراء سيارة نظافة للمسجد الأقصى المبارك وتم انجازه.
ونظام الإطفاء وقد تم احالة العطاء. الا ان سلطات الاحتلال تمنع المقاول المحال عليه العطاء من المباشره بالعمل، والاتصالات مستمره ما بين وزارة الخارجيه الاردنيه وخارجية سلطات الاحتلال من اجل البدء بهذا المشروع الهام.
مما يتضح معه مدى رعاية الهاشميين عبر مسيرتهم التاريخية للمقدسات الإسلامية في القدس، وعلى وجه الخصوص المسجدالأقصى، وقبة الصخرة، وهي مشاريع مستمرة منذ ما يقرب من قرن من الزمان، تدل على مكانة بيت المقدس في نفوس أبناء الأسرة الهاشمية، إذ أنها مهوى أفئدتهم ودرة عنايتهم.
اما عن دور الحكومة الأردنية في الـمحافظة على الـمقدسات في القدس:
بعد وقوع القدس الشريف في يد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 شكـّل المواطنون في القدس الهيئة الإسلامية العليا التي أعلنت في أول بيان لها أن القدس عربية وهي جزء لا يتجزأ من الأردن، وان ميثاق الأمم المتحدة يمنع إسرائيل من الاعتداء على الأراضي الأردنية.
ولذا فإنه لا يجوز لإسرائيل ضم أي جزء من الأراضي الأردنية إليها، وكذلك ظلت أجهزة الأوقاف والمحاكم الشرعية مرتبطة بأجهزة الحكومة الأردنية إداريا وقانونياً ومالياً رغم وجود الاحتلال، وتم تشكيل مجلس للأوقاف في القدس ليشرف بشكل عام على إدارة أوقاف القدس. ويتم تعيين أعضائه بقرار من مجلس الوزراء الأردني الموقر وذلك للإشراف على إدارة الأوقاف والأملاك الوقفية التي تشكل أكثر من 50% من الأملاك في القدس الشريف.
لذا تقوم مديرية أوقاف القدس التابعة لوزارة الاوقاف، وكذلك لجنة الإعمار، والصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة بجهد كبير على المستوى المحلي والعربي والإسلامي لتعريف الناس بأهمية القدس الدينية والروحية من على منابر مساجدها سواء أكانت في الأردن أم في مساجد القدس وذلك بتوعية أفراد الأمة بأهمية الأرض المقدسة والارتباط العقدي بها، ودعوتها المؤسسات والهيئات العاملة من اجل القدس في كافة دول العالم للاجتماع ولتوحيد الجهود لعمل مؤسسة مركزية واحدة من اجل المدينة المقدسة.
إضافة لإبراز الدور الأردني والهاشمي في إعمار القدس والمقدسات الإسلامية فيها ودرتها المسجد الأقصى المبارك الذي حظي بالرعاية الهاشمية منذ القدم والمستمر لغاية الآن حيث يتم تنفيذ مشاريع الإعمار على الأرض هناك في المسجد الأقصى المبارك بكافة مرافقه وساحاته وقبابه وأروقته ومساجده ومصلياته ومصاطبه والمرافق الأخرى فيه.
وفي هذا المجال فإن الوزارة قامت بتوقيع مذكرات تفاهم مع كل من مؤسسة التعاون، ووكالة بيت مال القدس الشريف، والهلال الأحمر الإماراتي للتعاون على الخير من اجل القدس. وتقوم الوزارة بالإدارة والإشراف على الأملاك الوقفية في القدس بأنواعها المختلفة، سواء أكانت الأوقاف الخيرية أم الذرية، والتي تزيد نسبتها عن 50% من الأملاك في القدس، حيث يتم إدارتها وترميمها وصيانتها واستثمارها والإشراف عليها والمحافظة على ديمومتها وتأجيرها لأهلنا في القدس لتثبيتهم على أرضهم ومساعدتهم في العيش بشكل كريم هناك.
كما تقوم بتأجير بعض الأملاك والأراضي الوقفية بأجور رمزية لجمعيات خيرية تقوم بإنشاء المستشفيات والعيادات الصحية لرعاية الأهل، مثل مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في القدس، إضافة لمشاريع حيوية أخرى لتعزيز صمود أهلنا هناك وذلك بتخصيص عدد من قطع الأراضي الوقفية لإقامة مشاريع إسكان للموظفين، وفق اتفاقيات تحفظ حق الوقف في ملكية هذه الأراضي والعقارات، وتحقق المصلحة المرجوّة للمواطنين في المدينة المقدسة.
وتقوم الوزارة برعاية المقابر والزوايا والتكايا وخاصة تكية خاصكي سلطان التي تطعم المحتاجين من أهل القدس طوال العام، وتكرم ضيوف الرحمن الزائرين للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، كما أن لجنة زكاة القدس التي تعمل تحت مظلة الأوقاف تقوم بدور هام في مدينة القدس بتوزيع الزكاة على مستحقيها.
وتقوم الوزارة بدور هام في مجال التربية والتعليم في القدس، حيث أنشأت المدارس الشرعية التي تقوم بتدريس طلابها العلوم الشرعية إضافة إلى منهاج وزارة التربية والتعليم، ومن ابرز هذه المدارس ثانوية الأقصى الشرعية، والثانوية الشرعية للبنات، كذلك فإن مدارس التربية والتعليم في القدس تعمل تحت مظلة الأوقاف الإسلامية ولولا ذلك لما استطاعت الاستمرار في عملها وأداء مهامها التربوية الجليلة،علما بأن عدد هذه المدارس يزيد على (40) مدرسه وكلية تضم أكثر من (13) ألف طالب وطالبة.
وتتبع مدرسة دار الأيتام الإسلامية الصناعية في البلدة القديمة لدائرة الأوقاف، وتهدف المدرسة إلى إعداد وتأهيل الأيتام وتعليمهم المهن والحرف المختلفة لمساعدتهم على العيش بكرامة ولإفادة المجتمع المحلي في القدس.
أما مديرية أوقاف القدس التي يزيد عدد موظفيها عن (570) موظفاً منهم أكثر من (170) حارسا للمسجد الأقصى فأنها تقوم بدور كبير بالإشراف على مساجد مدينة القدس التي يزيد عددها عن مئة مسجد تقوم باعمارها ورعايتها وصيانتها والوعظ والإرشاد بها لتبقى الأجيال متعلقة بدينها، وليستمر المجتمع المحلي في أداء رسالته الإسلامية الخالدة، ويتم دفع رواتب وأجور هؤلاء العاملين من موازنة الوزارة.
كما تعنى الوزارة بالمتحف الإسلامي في المسجد الأقصى الذي تعكس موجوداته تاريخ المدينة العربي والإسلامي، وتدل على عراقة وأصالة هذه المدينة، وترسم طابعها وهويتها التي تتعرض للتهميش والطمس.
وفي جنبات المسجد الأقصى توجد ثلاث مكتبات زاخرة بروائع التراث العربي والإسلامي من مؤلفات ومخطوطات نادرة أغلبها باللغة العربية، وبعضها باللغة الفارسية، واللغة التركية، في مختلف العلوم الشرعية واللغوية والعلمية، وهذه المكتبات الثلاث هي: مكتبة المسجد الأقصى المبارك، والمكتبة الختنية، ومكتبة ثانوية الأقصى الشرعية. وهذه المكتبات تضم في مجموعها ما يقرب من 100 ألف عنوان، منها 80 ألف عنوان في المكتبة الختنية. بالإضافة إلى مئات النشرات والمجلات العربية.
ومن أجل الحفاظ على هذا التراث قامت إدارة الأوقاف بإنشاء مركز لترميم المخطوطات، وفي عام 2008 وبدعم من جلالة الملك عبد الله الثاني تم تقديم 70 ألف دينار أردني من اجل فك حجز قامت به سلطات الاحتلال على هذه الاجهزه التي بقيت محجوزه في ميناء اشدود لاكثر من سنتين وسبعة اشهر وتم تجهيز مختبر مركز ترميم مخطوطات المسجد الأقصى المبارك الذي يقوم بدوره الآن على اكمل وجه بعد ان تم تعيين (5) موظفين جدد فيه.
كما قامت إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، وبالتنسيق مع جامعة القدس بتنفيذ وقفية جلالة الملك عبد الله الثاني بإنشاء الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي في المسجد الأقصى المبارك، ورصد له مبلغ مليوني دينار أردني، والعمل جار في تنفيذ الوقفية إثراء للفكر الإسلامي في بيت المقدس. كما قامت الوزارة من خلال ادارتها في القدس بالإشراف على عدد من المشروعات الخاصة بترميم المباني والعقارات والأملاك في القدس كترميم سوق القطانين، ترميم المدرسة الطشتمرية، ترميم رباط علاء الدين البصيري وترميم وقف الشهابي ومشروع بناء وتشطيب مبنى كلية الأمة في ضاحية البريد.
وبناء على طلب من الحكومة الاردنية، تم إدراج البلدة القديمة في القدس على لائحة التراث العالمي لدى اليونسكو عام 1981. كما تم إدراجها على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982 وذلك للضغط على الدولة المحتلة بعدم تغيير المعالم التاريخية والتراثية للقدس.
وهناك دور فاعل للوزارة عن طريق المشاركة في اجتماعات لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو للتصدي للمحاولات الإسرائيلية المستمرة لتغيير معالم القدس ومحاولات إسرائيل المستمرة والمتكررة لإدراج البلدة القديمة في القدس على لائحتها التمهيدية للتراث العالمي حيث يتم إسقاط هذه المحاولات في كل عام من قبل اللجنة الوطنية الأردنية للتراث العالمي التي تشارك بعضويتها هذه الوزارة، إضافة للتعاون المستمر ما بين الوزارة وكل من اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم برئاسة معالي وزير التربية والتعليم ودائرة الآثار العامة ووزارة الخارجية وكذلك منظمة الأسيسكو (المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم) والاليكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم).
وبعد انهيار جزء من طريق باب المغاربه نهاية العام 2004 بسبب حفريات قامت بها سلطات الاحتلال في الطريق بهدف بناء قواعد خرسانيه مسلحه لمظلات تم تنفيذها فوق الطريق، حيث منعت سلطات الاحتلال ادارة الاوقاف الاسلاميه في القدس من ترميم هذه الطريق الوقفيه الاسلاميه، واستمر هذا المنع لفترة ثلاث سنوات، ثم قامت هذه السلطات المحتله بحفر طريق باب المغاربة عام 2007 خلافاً للشرعية والقوانين الدولية والانسانية وخلافاً لاتفاقية الحفاظ على التراث العالمي الثقافي والطبيعي 1972 (يونسكو) عندها قامت الوزارة بتقديم المشروع الأردني المقترح لحل مشكلة طريق باب المغاربة لمنظمة اليونسكو، وتعمل الوزارة وبالتعاون مع وزارة التربية ووزارة الخارجية على وقف الاستمرار بأعمال حفريات طريق باب المغاربة ولازالت الجهود والاتصالات مستمرة مع منظمة اليونسكو من أجل حلّ هذا الموضوع.
وتقوم الوزارة بإعداد المذكرات والتقارير الخاصة بالاعتداءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس وبيان آثارها ومخاطرها، والعمل على مخاطبة الهيئات الدولية وخاصة الأمم المتحدة واليونسكو وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول العربية والإسلامية لبيان الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشريف وتوعية الرأي العام العالمي والعربي والإسلامي حيال ذلك إضافة لمشاركة الوزارة في المؤتمرات واللقاءات العربية والإسلامية والدولية وتقديم أوراق عمل خاصة بالقدس والمقدسات.
وبهذا، يظهر دور الرعاية الهاشمية ودور وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في حكومة المملكة الاردنية الهاشمية في الحفاظ على القدس ومقدساتها بمتابعة ورعاية هاشميه خالصه من اجل هذه الارض الطاهره المقدسه، والتي ستستمر باذن الله تعالى.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير محمود ابوزيد
المفضلات