عمان -بترا - عقد مجلس الوزراء جلسته الاولى برئاسة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور صباح امس الاحد بعد صدور الارادة الملكية السامية بالموافقة على تشكيل الحكومة.
واكد رئيس الوزراء ان عنوان المرحلة الحالية لعمل الحكومة سيكون النظافة والنزاهة بشكل حاسم لا مساومة فيه لافتا الى انه لا ينبغي ان يؤخذ قرار او موقف من قبل أي وزير الا ويكون ناصعا شفافا ومعروفا للكافة.
كما اكد ان الحكومة الحالية ستعمل على تحقيق التقدم المطلوب في مجال الاصلاح السياسي الذي يريده جلالة الملك وبشكل متواز مع الاصلاح الاقتصادي.
واضاف رئيس الوزراء ان هذه الفترة التي يمر بها الاردن استثنائية ليست بحجم المخاطر المحيطة بنا فقط بل بالحجم المأمول لتطور بلدنا مؤكدا ان الاصلاح الذي اطلقه جلالته عميق وواسع ويشمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتعليمية والثقافية وفي كل الميادين الاخرى لافتا إلى ان جلالته عكف على الاصلاح منذ فترة ووجه الحكومات المتعاقبة بما ينبغي انجازه على هذا الصعيد حيث قامت بأداء واجبها « ولكن ما يزال الكثير ينتظرنا «.
وقال النسور ان قدر هذا البلد ان يمر بمصاعب وتحديات ومخاطر ما زالت كبيرة من حولنا في المنطقة مؤكدا اننا في الاردن نفخر باستقرار هذا البلد وتطوره بشكل تقدمي محسوب دون قفزات في الهواء لافتا الى ان العديد من الاقطار والانظمة تشهد تقلبات ومخاطر وكوارث وحروبا في الوقت الذي استطاعت قيادة هذا البلد التاريخية ان تعبر به بصورة محسوبة وحكيمة والامل ببقاء الاردن دائما على هذا النهج بقيادته الهاشمية التي تنتقل به عبر الاحداث والخطوب والالغام من نجاح الى نجاح.
واكد ان هذه الحكومة برلمانية وانطلقت حقا من الاستشارات النيابية ولا ينبغي ابدا ان يقلل من شان تلك الاستشارات لافتا الى ان النواب يريدون اصلاحا عميقا قويا وتغييرا تطوريا ومحسوبا في النهج وفي السلوكيات وفي المظاهر واعادة النظر في الاشياء وليس الانقلاب عليها « وانا لم اسمع من احد غير ذلك».
ولفت الى ان هذه الحكومة سيكون فيها متسع لمشاركة النواب وستكون هناك تعديلات وزارية قبل نهاية العام يدخل بها عناصر من النواب اعتمادا على الكفاءة «حيث اسندنا حقائب وزارية عديدة لبعض الوزراء ونحن بانتظار فك تلك الحقائب المزدوجة ليدخل الحكومة نواب خلال الاشهر القادمة وذلك من اجل تأصيل المبدأ الذي رسمه لنا جلالته بانتهاج نهج الحكومة البرلمانية «.
اضاف بهذا الصدد «لا اعتقد ان الاكتفاء بتسمية رئيس الوزراء من مجلس النواب تكون الحكومة برلمانية فهذا تقليل من الفكرة وتجزيء واضعاف لها» مؤكدا ان الحكومة البرلمانية تكون في حالتها المثلى عندما يكون فيها نواب اكفاء قادرون على المشاركة في الحكومة وان كانوا في السلطة التشريعية امام السلطة التشريعية لينالوا ثقتها فنخطو بالديمقراطية الاردنية خطوة الى الامام.
وتحدث رئيس الوزراء عن مقتضيات تأخير مشاركة النواب في الحكومة الحالية مشيرا الى وجود نحو 91 نائبا جديدا في البرلمان « والعديد منهم لم التق بهم من قبل فكيف لي ان اراهن على هذا او ذاك وادخلهم الى مجلس الوزراء ما لم اتأكد من معرفة ادائهم» مؤكدا انه ومن خلال العمل تحت القبة وفي لجان مجلس النواب نستطيع التعرف على افكار ومنطلقات النواب وكفاءتهم وسيكون الباب مفتوحا لدخول عدد من هؤلاء النواب الى مجلس الوزراء.
واضاف انه اذا تطورت الحياة السياسية بهذا الشكل فإننا بذلك ننجح التجربة في حين اننا لو اخذنا عددا من النواب دون تبصر وحساب فإننا نساهم في افشال التجربة وبعدها لن يقبل الشعب الاردني حكومة نيابية منتقاة بذلك الشكل. ووجه رئيس الوزراء اعضاء الفريق الوزاري بالبدء الفوري بإعداد خطة وبرنامج عمل وزاراتهم واولويات الفترة المقبلة والتركيز على العمل الميداني والتواصل مع المواطنين والانفتاح على الجميع واعطاء الفرص للكافة وحسب الكفاءات بعيدا عن أي اعتبارات.