«الأزمة السورية» والقضية الفلسطينية وتطوير الجامعة تتصدر أعمالها

الدوحة - الرأي - اختتمت أمس أعمال القمة العربية الـ(24)، التي أعترفت بالمعارضة السورية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري، إذ ترأس الوفد السوري رئيس الائتلاف الوطني المعارض معاذ الخطيب، الذي القى كلمته تحت مظلة علم «الثورة السورية»، مطالبا القمة بتقديم جميع اشكال الدعم للشعب السوري في ثورته في وجه النظام الذي وصفه بـ»الوحشي».
وفي مستهل جلسة الافتتاح، القى رئيس القمة السابقة، نائب الرئيس العراقي الدكتور خضير الخزاعي كلمة، سلم من خلالها القمة الى دولة قطر، مستعرضا في كلمته الجهود والانجازات التي قامت بها رئاسة القمة خلال العام الماضي.
ودعا العراق إلى تشكيل مجلس أمن عربي يتولى حل الإشكالات الأمنية وفق صيغة يتفق عليها تؤهل الدول العربية لمقاربة قضايا الأمن العربي كله وبالشكل الذي يكون فيه البيت العربي هو المرجعية والإطار الشامل الذي يتولى حل كل خلاف يقع بعيدا عن التدخلات الخارجية، كما اقترح النقل المؤقت لمقر البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد.
ودعا الى تشكيل مجلس الأمن العربي هو الرد العملي على اللامبالاة الدولية بقضايانا وأزماتنا، كما دعا الى نقل المؤقت لمقر البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد لحين استقرار الوضع في سوريا.
وأكد امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للقمة، في كلمته بجلسة الافتتاح أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى وهي مفتاح السلام والامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فلا سلام إلا بحل هذه القضية حلاً عادلاً ودائماً وشاملاً يلبّي كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
واقترح عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب فرصة ممكنة برئاسة مصر، ومشاركة من يرغب من الدول العربية إلى جانب قيادتي فتح وحماس، وتكون مهمة هذه القمة، التي ينبغي أن لا تنفضّ قبل الاتفاق على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وفقاً لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد، وعلى أساس اتفاق القاهرة عام 2011 واتفاق الدوحة عام 2012، مطالبا إنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال قدره مليار دولار، على أن يتم التنفيذ فور انتهاءالقمة، معلنا مساهمة قطر بربع مليار دولار.
ورحب بمشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والحكومة السورية المؤقتة في قمتنا هذه، ولاشك أنهم يستحقون هذا التمثيل لما اكتسبوه من شرعية شعبية في الداخل وتأييد واسع في الخارج، ولما يقومون به من دور تاريخي في قيادة الثورة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة.
من جهته أكد رئيس ائتلاف المعارضة السورية معاذ الخطيب، في كلمته في القمة أنه طلب من الادارة الامريكية توفير حماية صاروخية للمناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، مؤكدا رفضه الحديث عن «إرهابيين» في صفوف المعارضة.
وقال الخطيب انه طلب من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مد شبكة التغطية التي توفرها صواريخ باتريوت في تركيا إلى مناطق شمال سوريا التي تسيطر عليها المعارضة، مضيفا: «الوزير وعد بدراسة الوضع، وما زلنا ننتظر الجواب» وطالب بمنح المعارضة السورية الدعم الكامل وحق الدفاع عن النفس وتمكنيها من احتلال مقعد سوريا بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وقال الخطيب، في كلمته أمام القمة العربية إن ما جرى يمثل «بداية لرد الحقوق»، مضيفا أنه يحمل التحية من «شعب شجاع صار ربع سكانه مشردا ودفع ثمنا لحريته قرابة مائة ألف شهيد على يد نظام متوحش أرعن».
وأضاف الخطيب أن الشعب السوري «يُذبح أمام أنظار العالم منذ سنتين بينما بعض الحكومات تحك رأسها». وأكد أن السوريين يرفضون وصاية أي جهة على قراراتهم»، وتابع بالقول: «قد تتقاطع مصالحنا مع بعض الجهات ولكن ثورتنا من صنع نفسها، وقد فجرها الشعب وسيقرر طريقها.»
واعترض الخطيب على ما قال إنها «محاولات للتشويش على الثورة» محددا ثلاثة محاور لتلك «المحاولات» تتعلق بملفات الأقليات والأسلحة الكيماوية ووجود المقاتلين الأجانب ومن يوصفون بـ«الإرهابيين».
وأضاف الخطيب: «من يتحدث عن الأقليات ذلك فلينظر ماذا فعل النظام مع الأقليات في لبنان.. وما فعله مع الفلسطينيين والأكراد، وكذلك مع العلويين.»أما بالنسبة للأسلحة الكيماوية، فقد ذكر الخطيب أن هناك من «مرر رسائل» حول إمكانية تدمير هذه الأسلحة من قبل الثوار في وقت لاحق، دون أن يحدد هوية الجهة التي تقف خلف تلك الرسائل.
وتابع الخطيب بالقول إن تحديد طريقة التعامل مع السلاح الكيماوي ستتم من خلال مؤتمر وطني وعبر قرار جامع وفي ظل أجواء أكبر تتعلق بنزع الأسلحة الكيماوية والنووية من المنطقة برمتها مضيفا: «المعارضة لن تبيع وطنها».
وحول وجود المقاتلين الأجانب والحديث عن وجود من يوصفون بـ«الإرهابيين» في صفوف الثوار قال الخطيب: «هل إرهاب الدولة مقبول؟ ماذا عن آلاف الخبراء الروس ومقاتلي حزب الله؟» مبينا أنه رد على رسائل عدد من الأمهات الأجنبيات اللواتي خاطبنه حول ذهاب أبنائهن للقتال في سوريا بالقول: «لدى أولادكم ضمير حي».
وقدم الخطيب شكر الشعب السوري للاردن على مواقفه الانسانية اتجاه الشعب السوري كما شكر عدد من الدول العربية والاجنبية على مواقفها الداعمة للثورة السورية
والقى الامين العام للجامعة العربية كلمة أكد فيها حرص الجامعة العربية على مواصلة دعم مسيرة إعادة البناء الجارية في العديد من الدول العربية تحقيقا لتطلعات شعوبها في الحرية والتغيير الديمقراطي، مشيرا الى ضرورة تفعيل دور الجامعة واصلاح منظومتها بما وصفه القيام بإدوار ومبادرات غير تقليدية في كافة القضايا والمواقف العربية.
وأكد على مركزية القضية الفلسطينية في الصراع بالمنطقة وضرورة ايجاد اليات جديدة للتحرك العربي على المستوى الاقليمي والدولي تركز على إنهاء الاحتلال ومعالجة الصراع بدل ادارته، خصوصا بعد فشل المجتمع الدولي وقواه المؤثرة في احراز اي تقدم مع اسرائيل.
وحمل العربي النظام السوري مسؤولية القتل والدمار الذي حل بسوريا خلال العامين الماضيين، موكدا دعم الجامعة للشعب السوري في ثورته ونضاله من أجل نيل حريته واختيار النظام الذي يريده مؤكدا أن الحل السياسي لا زال ممكنا في سوريا.
كما القى وزير خارجية تركيا احمد داوود اوغلو وأمين عام منظمة التعاون الاسلامي و احمد الجروان، رئيس البرلمان العربي كلمات في القمة، تناول القضايا المطروحة على الساحة العربية والاسلامية.
وفي الجلسة المسائية من اعمال القمة, أكد الرئيس المصري محمد مرسي في كلمته أهمية التضامن والتكامل العربي في كافة المجالات معربا عن تقدير مصر للشعوب العربية التي ساندت الشعب المصري في ثورته.
واعتبر مرسي أن استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقة الأصيل في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس يتعارض مع القانون الدولي وينال من مصداقية المجتمع الدولي، مؤكدا أن القضية الفلسطينية لا تزال تراوح مكانها دون تسوية شاملة تعيد الحق وتحرر الأرض وتضمن العيش الكريم للشعب الفلسطيني.
ونبه مرسي في كلمته إلى ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك لضمان التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني من خلال ثلاثة محاور، أولها مواجهة سياسات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وإجراءات تهويد القدس ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وأوضح أن المحور الثاني هو إتمام المصالحة الفلسطينية التي تعد حجر الزاوية لتوحيد الصف الفلسطيني كخطوة للحصول على الدعم الدولي، وأضاف أن المحور الثالث هو الوفاء بالتعهدات التي قدمت للشعب الفلسطيني ليتمكن المسؤولون من تحمل مسؤولياتهم.
وحول الأزمة السورية، أكد الرئيس المصري على ضرورة إنقاذ الشعب السوري من بحر الدماء على أراضيه والعمل على التوصل إلى حل مناسب يجنب سورية ولايات استمرار الصراع الدائم التي تهدد وحدة أراضي سوريا وتهدد استقرار دول الجوار.
وشدد مرسي على أهمية نقل السلطة في سورية بشكل آمن يحفظ وحدة أراضيها والانتقال السلمي الآمن إلى حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة ويرضي عنها الشعب السوري.
وأكد مرسي رفض مصر التدخل العسكري في سورية ودعم الشعب السوري في الداخل ودعم ممثليه في الخارج معربا عن أسفه لأن كل المبادرات التي قدمت لحل الأزمة السورية لم تجد آذانا صاغية من النظام السوري.
وحذر الرئيس المصري من أي محاولات للتدخل في شؤون مصر الداخلية، مؤكدا أن القاهرة لا تتدخل في شؤون الغير ولن تسمح لأحد أن يتدخل في شؤونها الداخلية، مشددا على أن كل من تسول له نفسه التدخل في شئون مصر الداخلية سيواجه بكل حزم.
من جهته رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس باقتراح أمير دولة قطر لعقد قمة مصغرة خاصة بالمصالحة برئاسة مصر، على أساس اتفاقي القاهرة والدوحة، وبمبادرة إنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال مليار دولار، بمساهمة قطر بمبلغ 250 مليون دولار.
ودعا عباس في كلمته أمام القمة إلى «تحرك عربي إسلامي نحو هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمنع الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخططاته التدميرية ضد القدس».
وأشاد الرئيس الفلسطيني بـ»قرار لجنة مبادرة السلام العربية بإيفاد وفد عربي وزاري الشهر المقبل إلى واشنطن لإيجاد آليات ومنهجية جديدة لحل النزاع والصراع القائم وفقا لبرنامج زمني محدد وواضح المعالم وعلى نحو يؤدي لوضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، ويفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة».
وتابع «شعبنا يتوقع استمرار وفاء الدول العربية بما تعهدت به من التزامات مالية لدعم الموازنة وفق آليات قمة بيروت لعام 2002 والوفاء بشبكة الأمان المالية المقررة، في قمة بغداد».
وأكد أن «القيادة الفلسطينية ستعمل مسترشدة بما سبق واتخذه العرب من قرارات، لتجسيد القرار الأممي باعتبار فلسطين دولة غير عضو بالأمم المتحدة، على الأرض، على أساس المرجعيات الدولية».