رأينا - جزء من الحقيقة كثير من التزييف لا تهز النموذج الأردني
ثمة احداث ومجريات تقع في بعض المراحل لا بد من طرح السؤال عن مغزاها وتوقيتها ، ومقارنتها بالحقائق والتجربة الطويلة ، حتى يمكن التدقيق بما يتم تداوله فجاة وعلى نطاق واسع ، واستخلاص الحقائق التي لا تحتاج بعدها الى عناء تمحيص او مرور خلط على الراي العام بلا منطق يكشف التقصد بتغييب الحقيقة لصالح التاويل والاشاعة والتشويه .
الدولة الاردنية منذ نشاتها الى هذه اللحظة وفي المستقبل ، قامت ومضت وفق ثوابت واضحة لم تتغير او تتبدل في نهجها الوطني او القومي وفي التعامل مع المحيط الخارجي ، رغم العواصف والانواء التي تضرب المنطقة ووقوع الاردن في عين العاصفة فيها ، اذ لم تطاله حرائق الاقليم وازماته ولم تتزعزع صدقية التجربة والنموذج الاردني في أي مرحلة .
واقع التجربة الاردنية ونموذج الحكم فيها ، سار على هذه الصدقية والثبات ، خلال اكثر من تسعين عاما مضت شكلت عمر الدولة الاردنية ، وهذه المسيرة واجهت على الدوام تحديات جسام ، سواء باستهداف النموذج والنهج ومحاولة اعاقته وتشويهه او حتى تدميره في بعض المراحل جراء تصارع اجندات اقليمية او دولية مركزها قضية الشرق الاوسط وهي القضية الفلسطينية التي يشكل الموقف الاردني تجاهها موقفا تاريخيا ثابتا بوصلته الحق الفلسطيني الكامل على التراب الوطني الفلسطيني .
واكب الاردن وقيادته وشعبه هذه الاحداث الجسام وتقلبات الاقليم المتازم على الدوام بحصانة ومنعة داخلية ، اعتمدت التقدم ، وعلاقة الاسرة ( القيادة والشعب) وعصامية التجربة ، التي واكبتها ظروف موضوعية لا مجال لانكارها كمحدودية الموارد وصغر الحجم والوقوع في خضم « حلقة من النار « دائمة الاشتعال وصدود في كثير من الاحيان من الشقيق والصديق للنموذج الاردني بكليته لانه لا يقبل الخروج عن ثوابته او السير في ركب اقليمي او دولي من شانه تغييب المصالح الاردنية لصالح اجندات واهداف ملتبسة او تنكر الهم القومي وفي مقدمته القضية الفلسطينية .
الضغوطات التي يتعرض لها الاردن ليست وليدة اللحظة ، وتزداد حدتها في المفاصل الصعبة التي يمر بها الاقليم وهي في اوجها في هذه الايام ، التي يجري فيها حمام الدم بغزارة في اكثر من مكان ، في معركة محاولة انتصار بعض الانظمة على شعوبها ، وتقاطع مصالح القوى الدولية في هذه المعركة التي انفلت عقالها ، وبات كسر العظم هو العنوان بين هذه القوى ووكلائها في المنطقة وخارجها .
أرادت هذه القوى احيانا منفردة ومجتمعة في احيان اخرى تطويع الموقف الاردني للتماهي معها ودفع كلف واثمان كبيرة ، وبخلاف ذلك فان تشديد الضغوط يصبح هو السائد سواء عبر الضغوط الاقتصادية او السياسية ، او محاولة ضرب الجبهة الداخلية عبر التسريبات واختلاق الاخبار والقصص التي شهد المجتمع الاردني الكثير منها خلال المرحلة الماضية وثبت عدم صحتها وصدقيتها .
اصعب واسوأ انواع التضليل ، واكثره خبثا ايضا ، هو الذي تستخدم فيه المنابر واسعة الانتشار في ظروف صعبة ، والتي يستخدم فيه جزء من الحقيقة وكثير من التزييف في توقيت معين ، والزيادة على ذلك بالتحليل والراي الذي يوظف لخدمة اجندات محددة تتعلق بالشان الاقليمي ومحاولة معاقبة الاردن كله على مواقفه باي شكل وباي ثمن وبخلط متعمد للاوراق لضرب الوحدة الوطنية والعشيرة الواحدة بفعل مكشوف .
رد مع اقتباس
المفضلات