كتب - محمد الزيود - يظهر المشهد النيابي بداية تفكك واضح في بنية عدد من الكتل النيابية القائمة، بسبب الخلافات التي دبت بين أعضائها حول عدد من القضايا، ما يؤكد هشاشتها.

وبدأت عدوى الانسحابات والخلافات بين أعضاء هذه الكتل النيابية، بعد انتهاء المجلس من انتخاب مكتبه الدائم، إلا انها برزت بشكل أوضح بعد المشاورات المتعلقة بترشيح اسم رئيس الحكومة المقبلة، ما أدى إلى ازدياد الانقسامات بين النواب المتكتلين.

وانسحب من كتلة التجمع الديمقراطي (8) نواب، كما انسحب من كتلة وطن النائب خليل عطية، علما أن عددا من اعضائها أعلنوا انسحابهم قبل اسبوعين، أما كتلة المستقل فاصابها نوع من التضارب والإختلاف في تصريحات أعضائها.

وأعلنت النائب مريم اللوزي أمس استقالتها من كتلة النهج الجديد، وذلك لمخالفة الكتلة لرأي الأغلبية بعدم تسمية رئيس الوزراء، بحسب رأيها.

وشهدت الكتل اهتزازات في بنيتها قبل أيام من انتهاء المدة الدستورية، التي لا يجوز أن تنتهي دون أن تتقدم الحكومة ببيانها الوزاري الذي ستنال الثقة على أساسه.

وبحسب المادة (53) من الدستور، التي منحت الحكومة شهرا كاملا لتتقدم ببيانها الوزراي، فإن آخر موعد لمهلة الشهر هو يوم الثاني عشر من الشهر الحالي على أبعد تقدير، وذلك للابتعاد عن الدخول في مرحلة انتهاء مدة الشهر على تاريخ انعقاد مجلس الأمة في دورته غير العادية الأولى.

والبند الرابع من النص الدستوري من المادة (53) يقول: «إذا كان مجلس النواب غير منعقد يدعى للانعقاد لدورة استثنائية وعلى الوزارة أن تتقدم ببيانها الوزاري وأن تطلب الثقة على ذلك البيان خلال شهر من تاريخ تأليفها».

أما البند الخامس من نفس المادة الدستورية والذي ينطبق على الحالة السياسية التي نعيشها اليوم، فيقول: «إذا كان مجلس النواب منحلا فعلى الوزارة أن تتقدم ببيانها الوزاري وأن تطلب الثقة على ذلك البيان خلال شهر من تاريخ اجتماع المجلس الجديد».

وكانت الدورة غير العادية لمجلس النواب بدأت في 10شباط الماضي، إلا ان النواب انشغلوا بالمشاورات مع رئيس الديوان المكلي الدكتور فايز الطروانة حول ترشيح اسم الحكومة المقبلة.

وتوقعت مصادر نيابية أن تصيب عدوى الانسحابات عددا من الكتل الأخرى، إضافة إلى ولادة كتل جديدة بعد الكشف عن اسم رئيس الحكومة المقبلة.

وألمحت المصادر ذاتها إلى ان بعض الكتل لن تستطيع المحافظة على تماسكها قبل ايام من الإعلان عن رئيس الحكومة المقبلة بسبب الخلافات الكبيرة بين أعضائها.