كتب- رياض القطامين -اختار كبار مهندسي الهندسة المعمارية على مستوى العالم، مدينة العقبة من بين مدن العالم بأسره مكانا وميدانا لإقامة اكبر معرض للهندسة المعمارية بعنوان «بينالي العقبة –لعمارة المتوسط « وتحت شعار « أياديهم تزين مدنهم «، وبدت العقبة بعيونهم وكأنها لوحة رسمت بريشة فنان بارع دفعت بالمنطقة من جديد إلى خارطة العالم الاقتصادية.
وشكل المعرض الهندسي الذي افتتح برعاية ملكية سامية واختتمت فعالياته أمس، فضاء رحبا اجتمع فيه متخصصون في العمارة والاقتصاد والسياحة والإدارة من 35 دولة في العالم، كان الأردن فيه واسط البيت الرئيس إذ برزت الهندسة المعمارية الأردنية كلوحات ومشاريع ومبان سكنية اطلع عليها كبار معماريي العالم رسما على اللوحات أو واقعا لمبان احتضنتها مدينة العقبة لعصور ماضية وعهد حاضر ومستقبل منتظر.
وفضل كبار مهندسي العالم المعماريين، التجوال في العقبة ليشاهدوا إرثا معماريا زاخرا بالثقافة وشاهدا على عراقة الحضارات التي مرت واستقرت بالعقبة كبوابة للقرن الأسيوي الإفريقي، ففي (حي التشتش ) احد اقدم احياء العقبة التاريخية واكثرها قربا من اهل العقبة في حوارهم الازلي مع البحر، وقفوا يشاهدون عبق تاريخ اهل العقبة واصالة الماضي وربطها بطبيعة التقاليد والعادات الموجودة بالمنطقة، من خلال فنون العمارة التي جاورت البحر منذ ان كانت العقبة قرية حاضرة البحر.
وقال المعماري العريق «ريتشارد انجلند « وهو واحد من أفضل 20 مهندسا معماريا على مستوى العالم « العقبة واحدة من أفضل مدن العالم التي تجمع منظومة متكاملة للهندسة والاقتصاد والعلوم والإدارة المختلفة»، معتبرا ان المهندس المعماري يعتبر فنانا وفيلسوفا بالدرجة الأولى، لأنه من المفترض أن يعتمد في أي تصميم على مفاهيم وعناصر تتعلق بهدف وفكرة المشروع المطلوب، وان تكون البيئة غنية بمفاهيم وعناصر هذا المشروع وهذا ما توفره مدينة العقبة التي تضم مفردات هندسية واقتصادية متكاملة عز نظيرها.
وأضاف انجلند « العقبة لوحة هندسية بحد ذاتها تضم مختلف أنواع الهندسة وتستوقف الرسام والمعماري والاقتصادي ليضع بصمته كل ضمن اختصاصه.
وقال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الدكتور كامل محادين مندوب جلالة الملك عبدالله الثاني في حفل افتتاح المؤتمر الذي شهد حضورا جماهيريا واسعا « إن المؤتمر هو لقاء أخوة وزمالة للتحاور والتشاور ولكي نقول لمعماريي حوض البحر الأبيض المتوسط ان الحضارات تتمازج وتنتج الأفضل لان المعماريين أصحاب رؤى فكرية يسطرون ما هو مسموع بطريقة مميزة يسجلون الزمان والمكان في لوحة هي الأبهى والأجمل».
وأشار محادين، أن مؤتمر بينالي العقبة أعاد للعقبة القها وبهاءها وعمل على تعزيز صورة العقبة كمدينة مهمة على البحر الأحمر تمارس الفن والثقافة مثلما تشكل حاضرة مهمة للاقتصاد الوطني، معتبرا أن ثقافة المؤتمرات معززا للعقبة ودورها في المنظومة الاقتصادية الوطنية.
واشار المحادين، الى طبيعة تكوين الدولة الاردنية ونهج نظام الحكم كنظام رشيد وحصافة السياسة الاردنية الخارجية والداخلية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدا ان الهاشميين رواد فكر وحضارة ورعاة نهضة للامة على مدى التاريخ.
واتاح المؤتمر، فرصا ثمينة على مدى ثلاثة ايام لطلبة الهندسة المعمارية في الاردن للقاء كبار مهندسي العمارة في العالم، وفي السياق اوضحت إحدى طالبات الهندسة المعمارية في الجامعة الاردنية، انها سجلت في دفتر أيامها ما لا ينسى وهي تحاور اكبر مهندسي العمارة في العالم «ريتشارد انجلند « بعد ان تقدمت به السن وبلغ من العمر عتيا، مؤكدة إنها استفادت كثيرا منه بمداخل هندسة والعمارة ومفرداتها عبر سرده لرحلة الهندسة المعمارية على مدى عقود من الزمن.
وناقش المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، أوراق عمل ودراسات شارك فيها طلبة الهندسة المعمارية الأردنيون، إلى جانب كبار مهندسي العمارة في العالم، وتم فيه الاطلاع عن قرب على ما أنجز عالميا ومحليا في هذا الفن، حيث شكلت اللقاءات الجانبية التي تمت بين الطلبة والمعماريين الضيوف فرصة ثرية لتبادل الخبرات ووجهات النظر بين مدارس فكرية مختلفة تنتمي الى حوض البحر المتوسط.
واجمع المؤتمرون، أن طابع الحضارة المعمارية العربية كان على الدوام محط اهتمام الحضارات الأخرى، وان أبهى المراحل التاريخية كانت تلك التي سادت فيها الحضارة العربية الإسلامية عبر مواءمتها مع غيرها من الحضارات تأثرا وتأثيرا.
وشارك المؤتمرون في فعاليات الاختتام، في رسم جداريات فنية في منطقة الفنادق، حيث شاركهم الفنان المعماري العالمي ريتشارد في رسم لوحة مستوحاة من بيئة العقبة وطبيعتها، كما شارك محادين في رسم جدارية معمارية، فيما ساهم طلبة الهندسة المعمارية في عدد من الجامعات الاردنية في رسم العديد من الجداريات التي تمثل البحر وفنون المعمار المستوحاة من طبغرافية وبيئة العقبة.