صنعاء – عبدالعزيز الهياجم
لقي 12 شخصاً حتفهم وأصيب 22 آخرون بعد ارتطام مقاتلة يمنية روسية الصنع بأحد المباني السكنية بوسط العاصمة صنعاء، ما تسبب باشتعال النيران في المبنى وعدد المحال التجارية المجاورة، ولم تعرف بعد أسباب الحادث.
وأسفر تحكم الطائرة وهي من طراز "سوخوي 22" عن أضرار كبيرة في الحي، وشوهدت السيارات تحترق وأعمدة الدخان تتصاعد، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان، وتجمع السكان بالآلاف في المنطقة وسط حالة من الذعر والفوضى.
وأعلنت الحكومة اليمنية عن تشكيل لجنة فنية من وزارة الدفاع والقوات الجوية والأمن العام للتحقيق في ملابسات حادث سقوط الطائرة الحربية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" عن مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا قوله إنه سيتم إعلان نتائج التحقيق للرأي العام فور الانتهاء منه، مبيناً أنه تم التحفظ على الوثائق الخاصة بالطائرة بالإضافة إلى انتشال الصندوق الأسود من بين حطام الطائرة.
ومن جانبه أوضح الموقع الإلكتروني التابع لوزارة الدفاع اليمنية أن قائد الطائرة الذي لقي حتفه في الحادثة وهو يحمل رتبة نقيب طيار واسمه محمد علي ناصر شاكر.
سلسلة أعمال تخريبية
وفي غضون ذلك تحدث لـ"العربية.نت" الخبير الاستراتيجي كامل عبدالغني مؤكداً أن "حادثة سقوط الطائرة الحربية تضاف إلى سلسلة حوادث غير عفوية استهدفت لحظات تاريخية بالنسبة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي".
وأضاف: "كان الحدث الأبرز اليوم بالنسبة للشارع اليمني هو زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يعد أول رئيس عربي وأجنبي يزور اليمن منذ تولى الرئيس عبدربه منصور هادي مقاليد السلطة في 2012. غير أن الحادثة أفسدت انتصاراً سياسياً مهماً للرئيس هادي".
وذكّر أنه "في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سقطت طائرة شحن عسكرية وسط حي الحصبة السكني بصنعاء مخلفة 10 قتلى ولم تظهر حتى الآن نتائج التحقيق في أسباب سقوطها، غير أن تلك الحادثة جاءت في أعقاب قرارات رئاسية هامة أقال بموجبها هادي عدداً من كبار المسؤولين الأمنيين من أقارب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
سرقة الأضواء من الرئيس هادي
كما تحدث عبدالغني عن جريمة ميدان السبعين بصنعاء التي ذهب ضحيتها أكثر من 100 جندي يمني جراء تفجير عبوات ناسفة من قبل شخص تسلل إلى بروفات عرض عسكري. وقال: "حادثة السبعين وقعت يوم 21 مايو/أيار 2012 في ذروة التحضيرات لاحتفال كبير بذكرى قيام الوحدة اليمنية التي تصادف 22 مايو/أيار، وبالتالي كان العمل مدبراً وأراد من خطط له إفساد أول احتفال يمني كبير بالوحدة اليمنية في عهد الرئيس عبدربه منصور هادي".
وأعطى المتحدث دلائل أخرى على نظريته قائلاً: "يتذكر الجميع أيضاً أنه حين ذهب الرئيس هادي إلى القمة الإسلامية في مكة كأول مشاركة خارجية له، قام جنود من الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس السابق بمحاولة اقتحام مقر وزارة الدفاع، ما أدى إلى إحراج هادي أمام قادة دول القمة وإظهاره كرئيس في مهب رياح اضطرابات تعصف ببلده".
وتابع قائلاً: "أما حين سافر إلى نيويورك في سبتمبر/أيلول 2012 للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة فضلاً عن جولة أوروبية-أمريكية قام بها حينذاك، تعرضت أبراج الكهرباء لعمليات تخريبية حرمت اليمنيين من متابعة لقاءات الرئيس هادي بزعماء الدول الكبرى".
يُذكر أنه سبق للرئيس هادي أن اتهم صالح قبل أكثر من شهرين بالوقوف وراء دعم أعمال تخريب طالت أنابيب النفط وأبراج الكهرباء واحتجاجات في مؤسسات بالدولة أرادت إفشال أعمال الحكومة تحت حجة مطالبات حقوقية، حسب قوله.
رد مع اقتباس
المفضلات