يتميز سكان لواء عي في محافظة الكرك والذي يتكون من بلدات عي مركز اللواء وكثربا وجوزا بميزتين مهمتين وهما الاقبال على التعليم والذهنية الاقتصادية.

ففي اللواء أعلى نسبة على مستوى المحافظة من حملة الشهادات الجامعية والشهادات العليا بمختلف انواع العلوم والمعارف، فيما الغالبية العظمى من ابناء اللواء يمارسون انشطة اقتصادية متنوعة مما اوجد في اللواء الكثير من اصحاب الكفاءات العلمية ومن رجال الاعمال.

يضاف إلى ذلك ما يتمتع به اللواء من جمال الطبيعة حيث الخضرة الدائمة التي تغطي مساحات كبيرة من ارضه، وهذه وضعية يمكن لصانع القرار معها ان يجعل من اللواء منطقة جذب سياحي وترويحي لهواة التسلق والصيد على مستوى محافطة الكرك والمنطقة حيث الاودية والجبال باطلالاتها الاخاذة على منطقة الاغوار الجنوبية وسواها.

وفي هذا المجال يطالب سكان اللواء أيضاً بالاهتمام بمنطقة الميسة التي تحوي بعض المعالم الأثرية من حيث ابراز تلك المعالم وتوظيفها في خدمة الاغراض السياحية.

تحقيق تلك المتطلبات يساعد بالتأكيد - كما يعتقد مواطنو عي - في دفع السكان إلى الاستقرار في منطقتهم خاصة اذا ارتبط ذلك بتوفير الخدمات العامة المناسبة التي تمكن الناس من الارتقاء بظروف معيشتهم، فيما يمكن اعتبار ان مناطق لواء بالوضع الذي هي عليه حاليا مناطق طاردة للسكان الذين غادر اكثرهم الارض التي درجوا عليها واستنشقوا عبق هوائها النقي ليستقروا في العديد من مناطق محافظة الكرك وبخاصة في مناطق مؤتة والضواحي الجديدة لمدينة الكرك ومنهم من غادر المحافظة ليستقر خارجها بحثا عن خدمات وظروف حياة انسب وعن فرص استثمارية اجدى.

تستدعي طبيعة منطقة اللواء الجبلية من الجهات الرسمية اهتماماً خاصاً فالطرق المؤدية للواء سواء من جهة بلدة مؤتة أو من جهة مدينة الكرك - الشهابية تحتاج الى صيانة دائمة وإلى تحسين وتوسيع لازالة مافيها من مواقع خطرة، وهذه الطرق كما هو حال الشوارع داخل بلدات اللواء تحتاج ايضا إلى التوسع في عمل الجدران الاستنادية وصيانة ماهو قائم منها، كما حاجتها الى مسارب لتصريف مياه الامطار، ذلك لانه ولادنى كمية هطول مطري فان تلك الطرق والشوارع سرعان ما تتضرر نتيجة انجرافات التربة المتسببة عن تدفق المياه من الجبال المحيطة ما يلحق اضرارا بالغة في كل عام بالبنية التحتية لتلك الطرق والشوارع ويجعلها بحاجة إلى متابعة فنية مستمرة.

الصفة الزراعية الغالبة على طبيعة النشاط الاقتصادي في اللواء وخاصة في مجال الزراعات الشجرية والخضرية وتربية المواشي والدواجن تستدعي اهتمام الحكومة بجملة امور لادامة هذا النشاط وتحسين متطلبات ادائة، ومن ذلك حاجة اللواء الى فتح العديد من الطرق الزراعية بما يضمن وصول الناس الى اراضيهم ومصالحهم الزراعية، وهذه برأي المواطنين في سلم الاولويات التي يقع في مقدمتها استكمال فتح طريق كثربا الاغوار، فهذا الطريق بحسب مواطني اللواء يساعد المواطنين في استغلال المزيد من الاراضي الزراعية التي يملكونها والتي تقع في مناطق يصعب الوصول اليها حاليا، فيما يعتبرون ان طريق كثربا الاغوار طريقا تنمويا يسهم فتحه في تطوير المنطقة اقتصاديا لانه سيكون معبرا لكافة سكان مناطق جنوب الكرك باتجاه الاغوار الجنوبية والى مدينة العقبة وحتى الى وسط وشمال المملكة باستخدام طريق الاغوار الشمالية العقبة لانه يختصر الكثير من المسافة مابين مناطق جنوب المحافظة وكل من عمان والعقبة، فيما الطريق حال اكتمال فتحه يساعد ايضا في تمكين مواطني لواء عي ومن بينهم الكثير من المستثمرين الزراعيين في منطقة الاغوار الجنوبية من سرعة الوصول الى مزارعهم هناك، ومن متطلبات تحسين مقومات العمل الزراعي كما يطالب مواطنو لواء عي تعزيز امكانات مديرية زراعة اللواء الفنية والمهنية وكذلك توفير الاسمدة وتحسين مستوى الخدمات البيطرية لمعالجة الافات الزراعية والامراض الحيوانية بشكل ناجع وسريع .
ولعل من ابرز احتياجات سكان لواء عي في المجال الزراعي بحسب قولهم تطوير عيون وينابيع المياه في المنطقة وذلك لتحسين كفاءتها في الاستخدامات الزراعية، واكد السكان ان اكثر تلك العيون والينابيع يحتاج الى صيانة عاجلة لضمان عدم اندثارها وغورها في الارض شأن الكثير من العيون والينابيع الى اختفت وغارت مياهها - كما يعتقدون - بسبب الاهمال وعدم خدمتها بالشكل الامثل، فيما يطالبون ايضا بتوخي الدقة في اعمال مشروع تطوير الاراضي المرتفعة واخضاعه لمعايير تضمن وفق قناعتهم وصول المنفعة لاصحاب الاراضي التي تزرع فعلاً.

اللواء يحتاج كذلك وبحسب السكان الى تحسين جهوزية المركز الصحي الشامل في اللواء الذي يرون انه اسم على غير مسمى ويقول اكثر السكان ان الخدمة الطبية فيه منقوصه لحاجته الى كوادر طبية في مختلف التخصصات الطبية مطالبين بعمل مايشبه مستشفى ميداني في المركز لمعالجة الحالات المرضية العاجلة بدل الاضطرار الى نقلها وفي ظل ظروف صحية صعبة وطرق غير مريحة ومواصلات عسرة احيانا الى مستشفى الكرك الحكومي الذي يبعد عن اللواء مايزيد عن 50 كيلومترا على الاقل، فيما تحتاج المراكز الصحية الاولية في بلدات اللواء الى عناية واهتمام هي الاخرى سواء من حيث دوام الاطباء ويطالبون ايضا بتوفر العلاجات والتجهيزات الطبية المناسبة في هذه المراكز .

في لواء عي كذلك شكوى من واقع خدمتي الماء والكهرباء، فشبكة المياه - كما قال مواطنون – ل" عمون "غير مواتية ولاتفي بالغرض في اكثر الاحيان خاصة في فصل الصيف، فيما يصعب وصولها الى المناطق المرتفعة بحسبت طبيعة المنطقة الجبلية مايستدعي وفق السكان معالجات فنية فورية للتغلب على مشكلة نقص مياه الشرب التي يعتبرها السكان مشكلة مؤرقة ومستعصية، اما بالنسبة لشبكة الكهرباء فتعاني من قدمها ومن عدم كفاية المحولات التي تنقل التيار عبر الشبكة مايجعل التيار متذبذبا ابان الصيف وعرضة لانقطاعات غير معلنة في موسم الشتاء، هذا بالاضافة الى حاجة اللواء الى تحسين مستوى الخدمات التعليمية فيه سواء من حيث الابنية المدرسية والتجهيزات التربوية المختلفة او من حيث الكفاءات التعليمية، ويتحدث السكان ايضا عن ضرورة دعم بلدية اللواء ومعاملتها معاملة تفضيلية من قبل وزارة البلديات بالنظر لظروف عمل البلدية الصعبة المرتبطة بناحية تضاريسية صعبة مما يضاعف من مسؤوليات البلدية في مجال خدمة الشوارع والطرق النافذة في مواجهة السيول التي تنشأ في فصل الشتاء، فيما مسؤوليات البلدية مضاعفة ايضا في مجال انارة الشوارع والاحياء وفي توفير خدمات النظافة وخدمات الصحة والسلامة العامة.

ويتحدث سكان اللواء عن موضوع قالوا انه ظل دون علاج لسنوات طويلة رغم مطالب المواطنين المتكررة الا وهو حل مشكلة الواجهات العشائرية في مناطق (احيمر والحمرة) معتبرين اراضي تلك الواجهات حقا من حقوقهم مطالبين بحل هذا "الاشكال"، ويقول بعضهم ان لديهم سندات تسجيل رسمية بتلك الاراضي.

الحالة الاجتماعية الجيدة التي عليها غالبية ابناء لواء عي الذين حققوا الكثير من الانجازات في المجالين التعليمي والاقتصادي لاينفي وجود بعض جيوب الفقر في بلدات اللواء، وهنا يطالب السكان وزارة التنمية الاجتماعية وغيرها من الاجهزة المعنية بالمزيد من الاهتمام بالاسر العفيفة في اللواء واجراء دراسات مسحية حقيقية تضمن انصاف هذه الاسر ومساعدتها في توفير متطلبات العيش الكريم لابنائها.