فيما تواصلت أعمال الشغب والاحتجاجات في عدد من المحافظات من قبل مؤازري مرشحين اعتراضا على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، عاد الهدوء الحذر الى بلدات ومناطق أخرى شهدت خلال الثلاثة أيام الماضية أعمال شغب واسعة النطاق تخللها إغلاق طرق رئيسة والاعتداء على الممتلكات العامة ومرافق خدمية.

فقد أغلق محتجون على نتائج الانتخابات أول من أمس، الطريق الذي يربط الزرقاء بمنطقة بيرين شفا بدران، بالحجارة والإطارات المطاطية المشتعلة، وفق شهود عيان.

وبين ذات الشهود أن حركة المرور على الطريق الرئيس توقفت لفترة من الوقت، ما شكل أزمة خانقة.

وكان محتجون من سكان منطقة حي الزواهرة في الزرقاء أغلقوا الخميس الماضي طريقا حيويا بالحجارة والإطارات المشتعلة، احتجاجا على خسارة أحد المرشحين.

وقال شهود عيان إن جسر سيل الزرقاء المؤدي إلى منطقة غربي المحافظة أغلق أمام حركة المرور، ما شكل أزمة خانقة.

وقال مصدر أمني إن نحو 150 شخصا تجمعوا بالقرب من مدخل منطقة حي الزواهرة احتجاجا على خسارة أحد المرشحين، إلا أنه نفى وجود أعمال شغب، مضيفا أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع الموقف.

وأقدم مجهولون في وقت متأخر من ليلة اول من أمس، على إحراق مركز صحي معان الشامل في حي الوحدات بالمدينة.

وأفاد مصدر في دفاع مدني معان أن التقارير الأولية تشير إلى أن الحريق نتج بفعل فاعل، لافتا إلى أنه أتى على مختبر تحلية وتعقيم المياه في المركز.

وقال إن طواقم الدفاع المدني اخمدت النيران ومنعت انتشارها إلى باقي أقسام المركز. وذكر مصدر أمني في المحافظة أن أجواء التوتر ما تزال تسود المدينة منذ إعلان نتائج الانتخابات، مشيرا الى أن قوات الدرك وفرت الحماية اللازمة لطواقم الدفاع المدني أثناء قيامها بواجبها، وذلك بعد الاعتداءات المتكررة عليهم وتعرض آلياتهم للتكسير من قبل مجهولين.

كما اعتصم العشرات من أنصار احد المرشحين في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس، أمام متصرفية لواء بني كنانة بإربد احتجاجا على نتائج الانتخابات النيابية. وزعم المحتجون أن الانتخابات في اللواء كانت مزورة وتم التلاعب بنتائجها، مطالبين بإعادة فرز صناديق الاقتراع.

كما نظم العشرات من مؤازري أحد مرشحي دائرة لواء بني كنانة في محافظة اربد مسيرة في بلدة خرجا، احتجاجا على نتائج الانتخابات النيابية.

وردد المشاركون في المسيرة هتافات طالبوا فيها بحل مجلس النواب ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، واصفين الانتخابات بـ"مسرحية هزلية" وأن هذا المجلس "غير شرعي ولا يمثل الشعب الأردني". في الأثناء، عاد الهدوء النسبي في المنطقة الفاصلة بين دير يوسف والمزار الشمالي في محافظة اربد، وسط تواجد كبير لقوات الدرك على المثلث الفاصل بين المنطقتين، تحسبا لأي طارئ، بعد أن شهدت المنطقة أعمال شغب أسفرت عن إصابة 6 أشخاص بأعيرة نارية وحرق مبنى للبلدية وتكسير واجهات بعض المنازل في بلدة دير يوسف والمزار الشمالي، إضافة إلى حرق عدد من المركبات الخاصة التي كانت متوقفة أمام المنازل، احتجاجا على نتائج الانتخابات.

وكان لقاء جمع أمس عشائر في منطقة المزار ومحافظ اربد للوقوف على الأحداث التي وقعت عقب إعلان نتائج الانتخابات، تمخض عن مطالبة العشائر بتواجد امني بين المنطقتين ومحاسبة كل من اعتدى على المواطنين والممتلكات العامة والخاصة. وفي الكرك، عاد الهدوء إلى مختلف البلدات والأحياء التي شهدت احتجاجات شعبية تخللها أعمال شغب واسعة النطاق.


الى ذلك يسود الهدوء بلدات الجديدة وكثربا بلواء عي، وضاحية المرج والثنية بقصبة الكرك، وصرف بلواء فقوع، والتي شهدت أعمال شغب شارك فيها مئات الشبان من أنصار ثلاثة مرشحين لم يحالفهم الحظ بالانتخابات وجاءت نتائجهم قريبة من الفائزين بالانتخابات.

كما شهدت مدينة السلط هدوءا نسبيا بعد أن عاشت المدينة حالة من الفوضى التي خلفتها أعمال شغب واسعة النطاق. وكانت المدينة قد شهدت أعمال شغب استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، تخللها إغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط محافظة البلقاء بالعاصمة بالحجارة والجسور الحديدية.

كما أشعل المحتجون النيران بالأشجار على مدخل مدينة السلط بالقرب من منزل رئيس الوزراء الدكتور عبدالله نسور.

واتهم المتجمهرون الهيئة المستقلة للانتخاب بتزوير نتائج الانتخاب لصالح اثنين من مرشحي الدائرة الأولى وطالبوا بحل مجلس النواب وإعادة الانتخابات في الدائرة الاولى بعد ان كان مطلبهم الأول هو إعادة الفرز.