تفسير الاحلام ابن سرين

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 345
النتائج 41 إلى 46 من 46

الموضوع: رواية يوميات عمر وسارة

  1. #41
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032412

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الجزء الثاني

    بابا عمر وماما سارة الحلقة الثانية عشرة




    قـالت سـارة:
    جلستُ على مقعدي في الطائرة وأنا أتلو آيات قرآنية وأشعر برهبة كبيرة، ولا أتوقف عن النظر إلى ساعتي وإلى خريطة سير الطائرة، وأكاد أستحلف الدقائق أن تمر كي أصل إلى ما حلمت به منذ كنت طفلة .. لا أكاد أصدق نفسي أنـّني بملابس الإحرام وبعد ساعات سألمس الكعبة بيدي ..
    أنظر إلى عمر بحب الكون كله الذي أهداني هذه الهدية التي تفوق كنوز الأرض ..
    لا أستطيع أن أصف فرحتي منذ رأيت تأشيرة العمرة على جواز سفري، ومن وقتها وأنا أكاد أستوقف الناس في الشارع لأخبرهم أن الله دعاني ضيفة على بيته الكريم .. كم من أغنياء رفض الله أن يدخلوا بيته الكريم وألهاهم في متع الدنيا كي يحرموا من هذا الشرف الرفيع
    .. وكم من فقراء لا يملكون قوت يومهم دعاهم الله إلى رحابه الطاهرة .. فنحن لا نذهب إلى الحج أو العمرة بإرادتنا بل الله هو من يدعونا إليه ..

    قـال عمـر:
    أشعر بنبضات قلبي تعلو على محركات الطائرة وهي تهبط في مطار جدة .. أتحسس ملابس الإحرام كي أصدق فعلا أنـّني لا أحلم ..
    سارة تكاد تطير من الفرحة، وكل دقيقة تشكرني على هذه الهدية
    .. والعجيب أنـّها لم تفتح أي حوار أو عتاب في مشكلتنا بل وكأنها نسيت كل أحداث العالم وتذكرت فقط أنها ذاهبة إلى بيت الله ..

    قـالت سـارة:
    هبطنا إلى مطار جدة وحدثت ماما ويحيى في التليفون وبكيت عندما سمعت صوته ولكني لم أستطع ان أصحبه معي لمشقـّة الرحلة .. أول مرة أفارقه منذ يوم مولده، ولكنـّي أفارق إبني لأذهب إلى حبيبي و ملاذي وملجئي ..

    قـال عمـر:
    ركبنا الأوتوبيس الموصل إلى مكة وركبت سارة بجواري، وأخذت أنظر إلى جميع الركاب وأتأمل وجوههم المشتاقة إلى زيارة بيت الله، وأتأمل الشيوخ منهم وأتساءل كيف سيقدر هذا الشيخ الواهن على أداء المناسك؟ وكيف يجتمع كل هذا الحب في قلوب كل المسلمين إلى شيء لم يروه أبداً ويقضون حياتهم كلها في شوق إلى رؤية بيت الله الأعظم؟
    قد تجد من يجادل في أشياء في الدين .. ولكن لا يمكن أن تجد مسلماً قلبه لا يتوق إلى زيارة مكة والمدينة .. ودخلنا أسوار مكة، وأخذت أتأمل شوارعها الواسعة، وأسواقها الكثيرة، وخيرها الذي لا ينقطع .. وأتخيل أنّ مساكن الصحابة كانت في محل الفنادق الفارهة .. وكيف كانوا يتحملون هذه الحرارة العالية التي نشكو منها الآن في وجود المكيفات؟! .. كيف تحملوا العذاب فوق رمال الصحراء كي يتخلوا عن دينهم؟ ونحن لا نصبر على القيام لصلاة الفجر؟!!

    قـالت سـارة:
    وصلنا الفندق ووضعنا حقائبنا وتوضأنا أنا وعمر، ورفضت تناول أي طعام أو حتى أن أستريح .. وهرولنا لندخل الحرم .. مشينا في الأسواق وأنا لا أكاد أرى البائعين الآسيويين والأفارقة ولا أرى بضائعهم الكثيرة، ولا تحيد عيني عن إتجاه الحرم حتى أخيراً وصلنا الى أبوابه .. وتعالت دقات قلبي وأنا اخلع حذائي وتمس قدمي رخامه البارد دوما وأشعر ببرودته في كل جسدي وقلبي ..
    أحاطني سلام داخلي لم أعرفه من قبل وأنا أرى أبواب الحرم الكثيرة وحوائطه الجليلة .. وكأني سائرة داخل حلم لا أريده أن ينتهي .. حتى أخيراً وصلنا إلى صحن الكعبة ورأيتها لاول مرة في عمري .. لم أصدق عينيّ وأحسست أنـّني أحلم، وانتفضت وكأن زلزالاً هزني بقوة ونفض عن قلبي سباته وغفلته الطويلة ليخبره أنـّه قد ولد الآن فقط .. ولم أتمالك نفسي من الخشوع والرهبة فسجدت وبكيت بكاء لم أعرفه طوال حياتي ..
    هل أستحق أن أكون هنا يارب العالمين؟
    لقد أخطأتُ كثيراً وأذنبت كثيراً ويملؤني الخجل من أن أقف ببيتك الكريم وأنا لا أستحق هذا الشرف ..
    أرى بيتك بعيني وقد أخطأت عيني كثيراً ..
    أطوف حول الكعبة بقدمي وطالما عصت قدمي ..
    ما هذه الرحمة؟ إنها لا تكون إلا من رب رحيم عظيم ..
    أطوف حول الكعبة ولا أشعر بالزحام، ولا أشعر بافتقادي لإبني ولا أشعر بزوجي بجواري .. عرفت الآن لماذا النظر إلى الكعبة عبادة .. رؤيتي لها تغسل قلبي وروحي من دنس الذنوب وتفاهة الدنيا وصراعاتها الشرسة .. إنـّه ليس فقط إحساس، ولكنه تغيير داخلي يحيطني ويشعرني أنـّني أولد من جديد ..

    قـال عمـر:
    أمسك بيد سارة كي لا تتوه مني في الزحام، وأراها وهي لا تتوقف عن البكاء من خشية الله، وأشكر الله على هذه الزوجة الصالحة التي لولا فضل الله ثم وجودها بجواري وصبرها على لم أكن لأحقق أي نجاح .. لا أعرف لماذا أشعر بنوع جديد من الحبّ تجاهها وُلد هنا .. هل هو الحب في الله جمعني بها غير حبي لها كزوجة وأم إبني؟ اللهم اجمع قلبينا على حبك فهذا الحب لا يمكن أن يموت ..
    وصلت للشوط الأخير من الطواف وأنا أتصبـّب عرقاً ودموعاً .. دعوت دعوات كثيرة، وبكيت بين يدي الله أكثر، وتذللت بين يديه أن يبدأ حسابي من يوم دخلت بيته .. شكرت الله على نعمه التي أغرقني بها ولم أشعر بها إلا عندما سمعت دعوات المجاورين لي والتي يشكو كل منهم حاله وابتلاءه الى الله ..

    قـالت سـارة:
    صلينا ركعتين في مقام إبراهيم ثم طاب لنا أن نصلي أكثر وأكثر، ولم نشعر بالوقت وقلوبنا ساجدة في رحاب الله الطاهرة، وحمام الحرم يطوف حولنا وكأنه سعيد بضيوف الرحمن ..
    ذهبنا إلى المسعى بين الصفا والمروة وبدأنا السعي ونحن نذكر الله ونبتهل في دعائه .. لم أعرف في البداية المسافة التي يجب أن نهرول فيها حتى وجدناها محددة بضوئين أخضرين، وهرولتُ مع عمر تيمناً بالسيدة هاجر .. حتى لفتت نظري سيدة فاضلة أن الهرولة للرجال فقط في هذه المسافة ..

    قـال عمـر:
    وصلنا إلى الشوط الخامس وأنا لا أقوى على السير، فالمسافة طويلة جداً .. وتعجبت كيف لامرأة ضعيفة مثل السيدة هاجر أن تهرول كلّ هذه المسافة 7 مرات بحثاً عن ماء لوليدها ونحن الرجال لا نقوى على السير مع وجود الأرض الرخامية والسقف الواقي من لفحة الشمس؟!!
    سارة أنهكت وانبحّ صوتها من فرط الدعاء والبكاء بين يدي الله .. وأخيرا انتهينا من السعي وأجلست سارة تستريح وتدعو على جبل الصفا وذهبت أحضر لها ماء زمزم .. وأصريت أن أسقيها بنفسي، وشربت معها حتى ارتوينا ..
    أخذنا ندعو سوياً أن يحفظ الله إبننا يحيى ويجعله من حفظة القرآن .. وندعو أن لا يكون هذا آخر عهدنا بالبيت وأن يأتي بنا الله في هذه الزيارة الكريمة مرات ومرات ..

    قـالت سـارة:
    نظرتُ إلى عمر وكأنـّني أراه لأول مرة في عمري كله ويملؤني إحساس أن قلبي مليء من ناحيته بحب من نوع جديد .. حب في الله ..
    حب أقوى وأعمق مئات المرات من حبي له كرجل أو كزوج، فهذا ممكن أن يضيع أمام أي مشكلة، أما أن أشعر أنـّني أرضيه لأنـّني أرضي الله فيه وأحبه لأنـّني أحب الله فيه فهذا لا يمكن أن يضيع .. ولا يمكن أن ينتهي ..
    دعوت الله أن يحفظه لي ويجمع قلبينا سوياً حتى نهاية العمر في زمرة المتحابين في جلاله ..
    اللهم احفظ علينا نعمتك التي لا تمنحها إلا للقليل من عبادك .. وعلمنا شكرها وحق رعايتها ..
    اللهم أدم علينا الحب فيك .. ومنك .. وبك يارب العالمين ..

  2. #42
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032412

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الجزء الثاني

    عمر وسارة الحلقة الثالثة عشرة

    قالت سارة:
    فى طريق العودة إلى القاهرة و من ساعة ركوب الطائرة وأنا لا أرى أمامي إلا يحيى .. حتى إنـّني كنت أغمض عينى حتى أراه أوضح.!! وكأن الله قد مد لي حبال الصبر فقط لكي أؤدي مناسكه طالما كنت فى رحاب بيته المحرّم، لكن بمجرد مغادرتي عدت مرة اخرى الأمّ الملهوفة التي لا تقوى على فراق ولدها .. و بالرغم من أنـّنى كنت أكلمه يوميا ًلكن حضنه ورائحته الطفوليه وكل تفاصيله التي أصبحت جزءاً مني لا تفارقني منذ ركوبي الطائرة ..
    أيضا أحس أن عمر قد عاد لي، عاد بأكمله .. منذ شهور كنت فقدت هذا الإحساس والآن، وبفضل الله وحده، عاد لي حبيبي وزوجي .. لم أعده بذكائي ولكن الله أعاده وقرّبت بيننا الرحله النورانيه أكثر و أكثر ..
    يا ريت نقدر نكررها .. لكن المرة الجاية حاجيب يحيى .. آه، ما الحرم كان مليان عيال يعني إشمعنى ابني أنا؟!!

    قـال عمـر:
    يا ترى سامحتيني يا ساره؟ ويا ترى سامحتني يا رب على خطأي ..
    ـ "يا عمر ده كان مجرّد تفكير"
    ـ لا لا لا، لا صغيرة مع استكبار ولا كبيرة مع استغفار .. أستغفرك ربى و اتوب إليك ..
    لكنى لا عذر لي إلا أنـّنى إنسان، وكان الإنسان ظلوماً جهولاً .. اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب .. ولقد عاهدتك يا رب أمام بيتك المحرم أن أعطي كل دقيقه من إهتمامي خارج عملي لسارة و يحيى .. وأن أجعل منهما درعا يقيني الخطأ ..

    قالت سارة:
    إيه كل الاجراءات دي؟ ساعة عشان نطلع من المطار؟!! يعني يا ربي نيجي من السعودية في ساعة و نطلع من المطار في ساعة و نصف؟!! لكن والله عندهم حق في الإجراءات دي كلها .. ده إحنا الوحيدين تقريباً اللي مش معانا مروحة و بطانية، ده أنا خفت يشكو فينا عشان الموضوع ده!! مشكلة الشعب الطيب ده إنه بيحول كل سفرية حتى العمرة إلى مهرجان للسياحة و التسوق ..!! يقولو علينا إيه فى السعودية ما عندناش بطاطين في مصر؟ و بعدين والله سألت نفسي كتير ليه السعودية بتستورد بطاطين أساساً؟! ده هناك ما فيش شتا و الجو حر نار .. وكمان ما تنفعش فيه مراوح خالص، حتحس إنك قاعد قدام السيشوار .. لكن الرفاق المصريين في المطار عرفوني السعودية بتجيب بطاطين ومراوح ليه .. والله تلاقيها مستوردة من مصر ..
    "الحمد لله يا عمر إن ماما فكرتنا بموضوع الهدايا ده، والا كان حايبقى شكلنا عرّة أوي"

    عمر: والله يا ساره أنا مش فاهم ليه كل واحد يباركلي ع العمره لازم أديله طاقيـّة أو سبحة ..! إنما أغلى حاجة جبناها من هناك هيّ مية زمزم .. وأوعى تنسي تشربي يحيى منها ..

    سارة: بس أنا مش عارفه الناس دى لقت وقت إزاى تعمل شوبنج كده .. ده احنا طول النهار كنا في الحرم .. وحتى لما خلـّصنا العمرة بتاعتنا عملنا عمرة تانية، إنت لوالدك وأنا لجدتي الله يرحمهم جميعاً .. هوه ده الهدف الحقيقي ..

    عمر: معلش يا سارة، تفكيرك مش زى غيرك .. ربنا يتقبل منا ومنهم، هو أعلم بالنوايا ..

    قالت سارة:
    مهما حكيت مش حاقدر أوصف لحظة لقائي أنا و يحيى .. زي ما يكون غايب عني بقالو سنين .. نسيت أسلم على ماما و بابا وأحمد أخي .. ما شفتش في الدنيا لحظتها غيره .. ونزلت دموعي غصب عني .. وده طبيعي، لكن هوه تنزل الدموع من عينيه بالشكل ده وهوه ما بيقولشي غير ماما ماما وباحس إنه بيعاتبني أكتر منه بيناديني، بيقولي كنتي فين يا ماما كل ده؟!! أنا حاسة دموعه بتقول كده .. يا حبيبي يا بني، ربنا ما يحرمني من حضنك يا رب ..
    بس مش كده يا يحيى، عايزة أسلم على الخلق .. شكلنا بقه وحش فى المطار ..

    قـال عمـر:
    يا عينى عليك يا عمر، إنت باين عليك ما لكش حد في الدنيا .. حتى إبنك مش راضي يسلم عليك .. وحماتك ما سلمتش إلا عشان سارة إيدها ما كانتش فاضية .. إنما إيه اللي بين سارة و يحيى ده؟ إشمعنى أنا؟ .. أنا عايزه يحضني ويمسك وشي و يبص لي زى ما بيبصلها كده .. و إيه كم البوس ده؟ سبحانك يارب ..
    لكن حماتى ما نسيتش برضه تديله كلمتين هوه واللي خلفه .. هوه من لقى أحبابه نسي أصحابه؟ كده يقولو كنا بنعذبك يا سى يحيى؟ هي كلّ الرجاله كده ولّلا إيييييه ..
    إنما الشهاده لله الست والله عملت الواجب و زيادة .. روحنا البيت لقيناه زي الفل .. وبط ّ وحمام .. أحمدك يا رب، ده أنا بطني نشفت من الفراخ المشوية ..

    قالت سارة:
    يا حبيبتى يا أمي .. ربنا يبارك في عمرك و يخليكي يا رب .. البيت زي الفل والأكل محطوط ع الترابيزة ولا العروسة فى يوم دخلتها .. دى كمان حاولت تاخد يحيى عشان أرتاح، لكن بصراحة لا يحيى وافق ولا أنا كمان .. وبعدين أنا حاسة دلوقتي إن عيلتي ما تكملش من غير يحيى .. يعنى بقينا تلاته في واحد ..

    عمر: أنا حادخل أشوف الرسايل على الميل بتاعي يا سارة لحد ما تفضي الشنط ..

    قالت سارة:
    تمتمت في سري: "آه ربنا يستر من إيميلات الشركة وزمايلنا اللي في الشركة" .!!
    خرج عمر بعد دقيقتين ووجهه متغير جداً .. "فيه خبر مش كويس خالص يا سارة"

  3. #43
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032412

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الجزء الثاني

    الحلقة الرابعة عشرة








    مرّت لحظة كأنـّها الدهر حتى تكلم عمر: الشركه بتصفي أعمالها في مصر عشان المشروعات بتاعتها انتهت هنا خلاص، و باعته نوت إن كلّ مهندس عليه أن يوفـّق أوضاعه؛ يا إما ياخد مكافاة يا إما يقدم على السفر لفرع الشركه الجديد في هولندا عشان هما محتاجين هناك ناس واخده خبره في نفس المكان.

    قالت سارة:
    لله الأمر من قبل و من بعد .. إنت خضتني أوي يا عمر، يعني احنا كنا مولودين في الشركة دي؟ .. سبحانه الذي يغير ولا يتغير، وإنت اصلاً مهندس عبقري ودلوقت كمان خدت خبره هايله في الشركة دي .. ممكن ناخد المكافاة ونعمل مشروع أو حاجة أو حتى تشوف شركة تانية ..

    عمر: إنتِ فاكرة المكافاة دي يعني تكفي إيه في الأيام دي .. وأنا كمان مبقاليش في الشركة فتره طويلة، وبعدين حالاقي فين شركه تديني المرتب ده .. أنا متهيألي إننا نسافر أحسن يا ساره ..

    قالت سارة:
    "نسافر بره..؟!! وكمان أوروبا؟!! يعنى ناس تانية ومجتمع تاني، ونظرة تانية لينا كمسلمين هناك."
    أول مرة يجيلي الخاطر ده .. أسيب مصر وأسيب اهلي، ده أنا بحب حتى ريحة الشارع في مصر .. حتى المكروباص بحبه .. بلدي ومهما حصل هي أولى بي .. ليه ما نقدرش نعيش فيها بكرامة؟!!
    صحابى اللي كان بييجي لأزواجهم شغل برة كانو بيخافو من الحسد، رغم إني كنت باشفق عليهم .. بلد غريبه وناس تانية و جو تاني وماما..!! ياخرابي لو ماما عرفت .. مش كفاية أختي إللي سافرت دبي بعد الجواز، وماما كل عيد وكل جمعة حتى تقلبها مناحة عشان إسراء واحشاها .. ودلوقت ما عادش ليها غيري أنا وأحمد، أقوم أنا كمان أسافر وأسيب البلد؟!! دي ماما تروح فيها .. وبعدين حاعمل إيه أنا في الغربة دي وأنا جربتها وأنا صغيرة مع ماما و بابا .. وكنت كلّ أجازه أسيب مصر ودمعتى على خدي عشان السنه الطويلة اللى حاقضيها هناك .. يا رب افرجها من عندك .. وأنا مش حاقول غير قدملنا اللي فيه الخير ..

    عمر: إنتِ مش بتتكلمي ليه يا سارة؟ ساعديني في الاختيار الصعب ده ..

    سارة: آآآآ معلش يا عمر أصلي سرحت .. بص يا عمر مش لازم شركه بنفس المرتب ده، ربنا هوه الرزاق وبيبارك في القليل .. واللي حيساعدك فعلاً هوه اللي طول عمره بيساعدك .. قوم صلي العشاء و صلي صلاة استخارإ و اللي رايده ربنا هوه اللي حايكون ..

    قال عمر:
    إفرجها من عندك يارب .. أنا عملت اللي عليّ و قدمت في شركات هنا في مصر كتير جداَ .. لكن مش حايجيلي شغل في يوم و ليلة، كمان الشركة مديانى مهلة عشان أقرر، بعدها ممكن يروح عليّ السفر .. و سارة ما بتتكلمش لكن أنا حاسس إنها رافضة السفر رفضاً باتاً .. مش عارف إيه اللي حصلها وهيّ اللي طول عمرها بتتغنى بوقوف الست جنب جوزها .. لكن لما الأمر بيخص والدتها وأهلها خلاص تنسى جوزها خالص ..
    وأنا مش حاقدر أسافر لوحدي و اعيش بره كده وحدي .. ده أنا كنت حاتجنن لما قعدت كام يوم من غيرها هي و يحيي، والشقه بقت زي الإسطبل في أربعة وعشرين ساعة .. كمان الفرص هنا ضيقة وكل صحابي و قرايبي بينصحوني بالسفر .. وكمان دي هولندا، يعني دولة متقدمة في كل حاجة، وحاتعلم كتير .. أنا حاحاول أقنع ساره بالسفر وربنا معايا ..
    _________
    وأثناء الغداء
    ¯¯¯¯¯¯¯¯¯
    عمر: إنتِ عارفة يا سارة إني سألت اصحابي اللي عاملين مكاتب هندسية يعني هنا في مصر وعرفت إن أقل مبلغ نبدأ بيه حوالي سبعمية تمنيمة ألف جنيه.!

    سارة: يا خبر أبيض.! ليه يعني كل ده؟!!

    عمر: ده إحنا بس محتاجين شقة مقر للمكتب بالشيء الفلاني .. ده غير التصاريح و الموافقات والسجل التجاري وموافقة الضرائب ..

    سارة: الحمد لله يا عمر إنك بدات تفكر في كده، وإنت عارف والله ربنا حايسهلها .. ما نشارك صحابك دول طيب ..

    عمر: نشاركهم إزاي يعني يا سارة؟ دول هما نفسهم زهقانين وعايزين يقفلوا .. الشركات الكبيره مش سايبة فرصه لحد صغير في السوق ..

    سارة: يعنى إيه يا عمر عايزنا نسافر؟ وكمان هولندا؟ يعني بلد لا نعرف لغتها ولا نقدر نتعايش فيها؟

    عمر: ما نقدرش ليه يعني؟

    سارة: عشان حاجات كتير .. إختلاف العادات والتقاليد، التربية اللي حانربيها لابننا، مش اتفقنا نربيه عالإسلام والسنة؟ إزاي يعني نعمل كده وهو في مدرسته وفي بيته وفي وسط أصحابه مش حيلاقي إلا كل عداء للإسلام وكراهية لينا؟

    عمر: بصي يا سارة، اللي عايز يربي ولاده مش محتاج يتحجج بالمجتمع .. إحنا في البيت حانصلي ونقر القرآن كعادتنا، وهوه حايطلع يلاقي كده فيكون زينا بفطرته السليمة .. وربك هو الهادي ..

    سارة: وحاتعمل إيه لما حد يعايره ولا يقوله إنه إرهابي زي ما بنسمع؟ ولا لما حد يقلعني الحجاب عشان ما يبقاش شكلي متخلف؟ ولا لما أفتح الجرنال اليومي العادي ألاقي حاجة مسيئة لديني و لحبيبي صلى الله عليه و سلم؟ إنت مش عارف المسلمين هناك متعذبين ازاي من ساعة حداشر سبتمبر؟

    عمر (و قد بدا صوته يعلو): بصي يا سارة .. أنا فاهمك كويس جداً وما تتذاكيش عليّ .. إنتِ مش عايزه تمشي من جنب مامتك واخواتك عشان إنت فاكره نفسك لسه صغيرة ولازم العيلة حواليكي .. ما اختك أهيه سافرت وهي لسّه عروسة والحمد لله كويسة .. إيه المشكله يعني؟!

    سارة: إيه اللي جاب سيرة ماما وبابا دلوقتي وانا بكلمك كلام موضوعي جداً .. وبعدين حتى الكلام عن ماما وبابا قمة الموضوعية، إزاى أسيبهم وهما في السن ده ومحتاجين ليّ جنبهم .. وأظن والدتك يوم ما احتاجتلنا لقتني أنا وإنت جنبها ..ولا هيّ يعني الأنانية عشان إنت ما عندكش دلوقت حد في مصر تقلق عليه؟

  4. #44
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032412

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الجزء الثاني

    الحلقة الخامسة عشرة

    قالت سارة:
    آخر مرة اتكلمنا فيها أنا عمر والمناقشه انتهت بانه ساب الاكل وقام عشان اعتقد اني باعايره بوقوفي جنب والدته وأول مرة الاقيه زعلان ومش قادرة اصالحه .. كل اللي عملته اني اتصلت باكتر من صديقه لي عايشين في النمسا وفي فرنسا وفي منهم واحدة اخدت الجنسية كمان وسالتهم عن حياتهم في البلاد دي؛ واحدة فيهم اضطرت تخلع الحجاب فعلا عشان تلاقي شغل وقالت انها بتحتشم ع الاخر لكن ما تغطيش شعرها.!! ممكن تغطيه بشابو او اي حاجة لكن تلف طرحة حول وجهها توصم بالارهاب على طول ..
    وصديقتي التانية محجبة بس دي معاها الجنسية، ساعات تتعرض لمضايقات في الشارع بس هي ما بتشتغلش .. وكمان ولادها كلهم بيدرسوا بالالماني فاصبح من الصعب عليهم العودة رغم انها تريدها و تتمناها من قلبها ..
    طيب انا ايه اللي يغصبني، دي بلدهم يصدروا قوانين بحظر الحجاب بحظر التجول حتى هما احرار، واحنا كمان احرار اننا ما نعيشش هناك وربنا قال ان ارضه واسعه لنلتمس فيها الرزق .. ليه نضيق اختيارتنا ونختار نعيش في مكان يكون فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر؟!
    ده المسلمين الاوائل و قبلهم المصطفى صلى الله عليه وسلم ساب احب ارض الله الى الله (مكة) عشان اهلها آذوا المسلمين وفروا بدينهم منها، لماذا لا نجعل الحياه اكثر سهوله بلا تعقيدات ولا ضغوط ؟
    وعمر طبعا مش مصدق ابدا ان دي اسبابي الحقيقيه ونظرية المؤامرة بتاعته بدات تدخل ماما طرف في الموضوع رغم انها ما تعرفش حاجه اصلا .. الله يهديك يا عمر ..

    قال عمر:
    انا مش مصدق نفسي، دي سارة اللي وقفت جنبي قبل كده بكل قوتها و باعت حتى دهبها عشاني .. انا مش مقتنع اني لو عشت برة عقيدتي او ديني حيتأثروا، انا اقدر استعصم لديني وعرضي في اي مكان .. بس تاثير البيئه ع الاطفال؟ يمكن ساره عندها حق في دي .. احنا لينا اقارب في اوروبا اولادهم سابو البيت فى سن سطاشر والقانون هناك يحمي حرية الشاب تماما .. بقى كده يا يحيى بعد التعب والتربيةة دي كلها تسيبلي البيت وتروح تعيش مع صاحبتك؟!
    منك لله يا ساره خليتي الفار يلعب في عبي ليه بس؟ ده انا كنت خلاص على وشك ادخل النهارده للمدير واخد القرار، لكن لا مش حاعمل حاجه الا لما نوافق عليها سويا، بس هوه انا اساسا عارف اكلمها دي .. طول النهار على الانترنت مع ابناؤنا فى الخارج بتعمل تحقيقاتها ومداولاتها ..
    الله يهديكي يا سارة

    قالت سارة:
    الظاهر يا ساره حاتضطري تطلعي شهرزاد من علبتها بعد طول اختفاء .. يا رب يفتكر ان عيد جوازنا بكره .. بس حتى لو ما فتكرش، كفاياه الهمّ اللي هوه .. فيه ربنا معاه
    بدات خطة عمل عيد الجواز الرابع منذ الصباح الباكر، طبعا نظافة شاملة للشقة بواسطة الشغالة اللي كمان خدت يحيى ودته لماما، وانا نزلت اعمل عمرة موتور عند الكوافير ..
    طلبت ان نفس البنت اللي كانت عملتلي ماكياج فرحي تعملي ماكياج زيه بالضبط .. و جبتلها صورة الفرح معايا .. وفعلا عملته زي يومها بالضبط و بنفس الالوان .. وعملت سيشوار .. ياااااه ده شعري طويل قوي .. ما اكتشفتش كده الا بعد ما شفته في المرايه .. كان بقاله شهر عبارة عن كلكيعة كبيرة في راسي .. كل اللي اعرفه عنها انها ما بتخلينييش انام كويس ع المخدة.!!!
    روحت البيت و كنت محضرة الاكل من امبارح في التلاجة وما كانش علىّ الا التسخين بس .. وفي خلال الوقت ده طلعت من الدولاب ذكرى غالية اوي .. فستان فرحي .. ياااااه أحلى أيام عمري .. والمفاجاه انه زي ماهوه ..
    انا فضلت اني افصل فستان تمليك مش غالي بدل ما أأجر فستان رهيب بنفس التكلفة، عشان أنا عندي حاجات كده في دماغي بخصوص الارتباط النفسي و الحنين .. وهو ده اللي مخليني كارهة اسيب بلدي ..
    ويادوب بدات عيني تدمع و افتكر اغنية مصرهي امي .. بلدي بلدي يا بلدي ..
    يييه .. ايه اللي جاب بلدي دلوقت بقة؟ ركزي يا شهرزاد .. قصدي يا سارة ..
    والمفاجاه الكبيرة اني باقفل السوسته .. قفلت وبصيت في المراية .. مش اعجاب بنفسي والله، لكن حسيت اني حتى احلى من يوم فرحي .. مافيش القلق الجامد بتاع الفرش، ومافيش السهر الطويل قبلها عشان الفستان، وعشان الجزمة، وعشان وعشان .. وكمان ما فيش التقفيلة اللي تحت الفستان لزوم الحجاب .. أكملت زينتي بوضع البارفان وبعدين اطلقت بخور احضرته لي احدى صديقاتي من الكويت، وقالتلي ان الجرام بالشيء الفلاني، وطفيت نور الشقه كله الا نور صغير في المدخل .. وبعدين احترت اقعد فين ..
    انا جربت موضوع الاسهم ده و اتبع الاشارات و بتاع قبل كده .. ايه رايك يخش يلاقيكي في وشه المره دي عشان تبقى صدمة، قصدي مفاجاة جامدة ..
    شلت الترابيزة المدورة الصغيرة اللي في مدخل الشقه وقعدت ..

    قال عمر:
    معلش يا عمر خليك انت الكبير، النهارده عيد جوازنا .. خرجت بدري من الشغل و اشتريت هدية لسارة؛ سلسلة ذهبية وفيها دلاية صغيرة على شكل قلب، يمكن تحس ان فعلا قلبي معاها واحضرت تورتة صغيرة وروحت بافتح باب الشقة شميت روايح جميلة دوختني بصراحة .. دي ريحة بخور دي ولا بارفان واللا... ايه ده، وبعدين لقيت قدامي أجمل منظر ممكن يشوفه زوج محب وعاشق ..
    وردة بيضاء مفتحة في مدخل البيت، ومش شايف غير الدائرة البيضاء الكبيرة وحبيبة عمري حاطه وشها في الارض وشعرها الجميل مغطى ظهرها واكتافها .. واول ما دخلت رفعت وشها باجمل ابتسامة وأجمل عينين حبيتهم في حياتي وحسيت ان النور جه ..
    يا شيخه عايزانى اقعد في مصر و اشحت على باب السيدة .. حاشحت بس ما بعدش عنك ابداً ..
    وقلت اللي قدرت اقوله ساعتها: ما شاء الله!!! ..

    قالت سارة: ياه وحشتني الكلمة دي من زمان .. دي اغلى كلمة قلتهالي واول كلمة قلتهالي .. فاكر يا عمر ..

    قال عمر: ما أنا ما لقيتش حاجه اقولها زمان .. ولا حاجه اقولها دلوقت الا الكلمه دي .. ما شاء الله ..

    قالت سارة:
    جلس عمر الى جواري على الارض و اكتشفت انه لم ينس عيد زواجنا وانه احضر لي هديه وفتحها ..
    الله يا عمر ده كتير اوي .. ده انا مكسوفه منك اوي .. انا ما جبتش هديه عشان....
    وضع عمر يده علي شفتى قبل ان اكمل وهمس: انتي هديتي ..
    وسكتت شهرزادعن الكلام المباح ..

  5. #45
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032412

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة الخامسة عشرة

    قال عمر:
    صحيح انا مش مقتنع اوي بوجهة نظر سارة، و صحيح انها قالت لي خلاص اللي تشوفه يا حبيبي اعمله، لكن انا صليت استخاره امبارح و طلبت من الله يهدينى للصواب .. وانا واثق اني حاشوف علامة النهاردة، يا تخليني اقبل على السفر او تخليني اتراجع واسيبها على الله ..
    وصلت الشركه لقيت واحده شعرها اصفر ما شفتهاش قبل كده بتقولي صباح الخير يا باشمهندس عمر، بادقق كويس ما صدقتش عيني، دي آية!! قصدي المهندسة آية .. ده انا شايفها اول امبارح و كانت بالحجاب ايه اللي حصل؟؟؟
    كل المكتب كان بيبص لها و يتعجب، لكن ماحدش جروء على انه يسالها، انا سالتها: ايه التغيير ده يا باشمهندسة آية؟ خير ايه اللي حصل؟!!
    آية: أبداً .. انت عارف ان الوفد اللي جاي من هولندا حيقابل الستاف النهاردة، وانا قررت اني لازم اسافر ..
    عمر: طيب ايه اللي يمنع انك تحافظي برضه على التزامك يا باشمهندسة! هوه ده يتعارض مع الشغل؟
    آية: لا مش حيتعارض مع الشغل، لكن اذا كنت فى روما فافعل ما يفعله اهل روما!
    عمر: المثل ده وحش اوي على فكرة، ومعناه بالضبط ان الانسان يكون إمعه، وده اللي: نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (( لايكن احدكم إمعة يقول اذا احسن الناس احسنت وإن أساؤوا أسأت))
    آية: اظن دي حرية شخصية يا باشمهندس عمر، واللا انت خايف اني آخد المركز اللي انت بتحلم بيه في هولندا؟؟
    عمر: باحلم بيه؟! في هولندا؟! اعوذ بالله .. انتي للدرجة دي فهمتيني غلط؟ انا كان هيى مصلحتك ومش مصدق التغيير ده اللي حصلك .. انا حتى ما قررتش لسة اعمل مقابلة مع الوفد الهولندي ..
    آية: بص يا باشمهندس عمر بك، دلوقت الحجاب برة علامة على الإرهاب يعني مجرد ما المدير الهولندي يشوفني بيه خلاص حاكون اترفضت، ومافيش لي أي امل .. وانا نفسي اسافر بره تاني واشوف الدنيا واتعلم الجديد .. ايه العيب في كده؟ من ساعة ما جيت هنا وانا باصطدم بعقليات متخلفة .. وانا واثقة ان ربنا حيسامحني عشان في شيوخ افتو اذا كنت قاعد برة وكان من الصعب عليك انك تنفذ دينك بكل حذافيرة ممكن ربنا يسامحك على بعض التجاوزات ..
    عمر: و ده مين اللي قال كده بقة؟ مفتى القناة السادسة؟!! امال فين فمن استعصم لدينه وعرضه؟ .. وفين من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب؟
    و فجاة سكتّ خالص لما لقيت نفسي باكرر كلام سارة بالضبط، يعني هي كانت عندها برضه حق .. ادي واحده كانت محجبة وحاتخلع حجابها عشان هولندا وشوية فلوس زيادة .. وياريتها فقيرة او محتاجة ..
    آية: هييه انت رحت فين.؟ ما كنتش فاكرة نظرتك كدة لاي واحدة مش محجبة يعني تبقى مش مسلمة ..
    قال عمر: لا من فضلك، أنا مين عشان أحكم مين مسلمة و مين لأ .. ده ربنا سبحانه وتعالى اللي بيحكم .. لكن بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ..
    آية: إزاي تسمح لنفسك تقولي الفسوق؟ انت تخطيت حدودك على فكر .. انا ما كانش لازم اتكلم معاك ولا أرد عليك اساسا ..
    عمر: يا باشمهندسة الفسوق مش لازم يكون المقصود بيه الانحراف، لكن أي انسان يحيد عن الطريق السليم اللي كان رسمه لنفسه يكون اسمه كده .. وأنا متاسف يا آنسه آية .. وارجو ما تزعليش مني .. بعد اذنك ..

    يااه يا آية .. انت مش عارفه اد إيه ساعدتينى في اتخاذ القرار .. ده انا مش حاروح هولندا مخصوص عشان ما شوفكيش تاني، ازاي فى يوم من الايام قارنتك بسارة اساسا؟؟

    وبعد المقابلات مع كل من يريد السفر من المهندسين أعلنت اللجنه اسماء المسافرين، وعلى راسهم طبعا الآنسة آية اللي نالت كل الاعجاب والتقدير من اللجنة .. وطلب مدير فرع القاهره الاجتماع بعمر، وبعد جلسة مطولة معه خرج عمر وعلى وجهه سعادة ورضا لم يعرفهما منذ عاد من العمرة .. وجرى على الموبايل ..

    قالت سارة:
    منذ الصباح الباكر اعد الدقائق وانظر للهاتف ليبلغني عمر بقراره النهائي في موضوع السفر .. بعد سلسله من صلوات الاستخاره خلال الايام السابقة، كففت عن محاولة اقناعه .. وحتى لم اعد اذكر والدي أو الدتي وتركت أمري كله بين يدى الله (اللهم فارج الهمّ كاشف الغمّ رحمان الدنيا والاخرة ورحيمهما أنت ترحمنا فارحمنا برحمة تغننا بها عمن سواك يا رب)
    وبعد ساعات طويلة من القلق رن جرس الموبايل .. بيد مرتعشه رددت على عمر .. وحين أبلغنى بالخبر لم استطع الرد،فقد سجدت لله شكراً في مكاني وعيني مليانة بالدموع ..
    يا ما انت كريم يا رب ..

  6. #46
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586670

    رد: رواية يوميات عمر وسارة





    يعطيك الف عافيه
    سلمت الايادي
    ودي واحترامي

    اختكم بالله



صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 345

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-01-2012, 01:01 PM
  2. نكت عشت على امل بناء سفينتي
    بواسطة جون سينا في المنتدى نكت 2018
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 22-01-2012, 04:24 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك