"الوطن" حزب سلفي جديد في مصر



أنس زكي-القاهرة

أعلن اليوم في العاصمة المصرية القاهرة عن تأسيس حزب جديد اسمه 'حزب الوطن' ينتمي للتيار الإسلامي السلفي، ويضم في الأساس عددا من أبرز قيادات حزب النور الذي كان الممثل الأبرز لهذا التيار في الفترة الماضية، ونجح في الفوز بنحو ربع مقاعد مجلس الشعب في أول انتخابات برلمانية جرت بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك.

وشارك العشرات من الشخصيات السياسية المنتمية للتيار الإسلامي في المؤتمر الذي عقد اليوم لتدشين الحزب الجديد، وكان على رأسهم عماد عبد الغفور مساعد رئيس الجمهورية والمستقيل من رئاسة حزب النور، إضافة إلى الداعية الشهير حازم صلاح أبو إسماعيل، الذي كان مرشحا بارزا بالانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل أن يتم استبعاده من جانب اللجنة المشرفة على الانتخابات.

وخلال كلمته، تجنب عبد الغفور الحديث عن تجربته السابقة في حزب النور، وركز على حزبه الجديد الذي أكد أنه 'ينشد رفعة الوطن وسيسعى للوصول إلى كل المصريين'، مشيرا إلى إنشاء 24 مقرا في 23 من محافظات مصر.

كما أكد عبد الغفور أن حزب 'الوطن' سيولي اهتماما رئيسيا إلى التطبيق العملي لتطبيق الشريعة الإسلامية وتطبيق ما نادت به الثورة من عدالة اجتماعية، معتبرا أن الكثير من القوى السياسية تتحدث كثيرا عن الشريعة والعدالة الاجتماعية 'دون أن نرى إنجازات حقيقية'.

تحرير الوطن
أما يسري حماد، الذي كان أحد المتحدثين باسم حزب النور، فقال في كلمته إن 'حزب الوطن يمد يده إلى جميع المصريين من أجل تنفيذ مبادئ الثورة'، عبر السير في عدة اتجاهات، 'بينها طرح مشروعات عملاقة تحقق طفرة اقتصادية، مع تبني إعادة منظومة الأخلاق والقيم في المجتمع المصري'.

وأكد محمد نور، وهو أيضا متحدث سابق باسم حزب النور، أن حزب الوطن سيعتمد على شعار أساسي هو 'وطن حر وشعب كريم'، وذلك 'سعيا لتحرير الوطن من التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية والبحث عن التوافق مع كل أبناء مصر'.

ورغم حضور الشيخ حازم أبو إسماعيل لمؤتمر تدشين حزب 'الوطن' إلا أنه لم يتضح تماما الدور الذي يمكن أن يقوم به وهل سيتولى رئاسة الحزب ولو بشكل شرفي أو يكتفي بدعمه من الخارج، علما بأن الأوساط القريبة من أبو إسماعيل كانت تحدثت مؤخرا عن استعداده لإنشاء حزب يحمل اسم 'حزب الأمة'.

وركز أبو إسماعيل في كلمته على مهاجمة ما يعرف بأحزاب التيار المدني، ودعاهم إلى مناظرات يومية مع قوى التيار الإسلامي، الذي أكد أن قوته ستتضح عبر تحالفات ستنشأ مستقبلا.

يذكر أن حزب النور كان قد حل ثانيا في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة وحصد ما يقرب من ربع مقاعد مجلس الشعب، محتلا المركز الثاني بعد التحالف الذي قاده حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، والذي حصل على ما يقرب من نصف مقاعد المجلس، الذي تم حله لاحقا بعدما قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون الانتخابات الذي انتخب بمقتضاه.