استراتيجيات التدريس ... مفهومها وأهميتها
- التربوية باستمرار مع ازدياد التطورات في كافة الميادين، وهذا لابد أن ينعكس بطريقة أو بأخرى على متطلبات الحياة التي سوف يواجهها الطلبة مستقبلا عند انخراطهم في الحياة العملية. لذلك لا بد أن تطور قدرات المعلمين المهنية، على مواكبة التغييرات الحضارية المتسارعة. من هنا تزداد الحاجة إلى توظيف الأساليب والاستراتيجيات التدريسية الحديثة، للسعي نحو تطوير مهارات الطلاب على التفكير بأنواعه والبحث وحل المشكلات. وكما أن لدى الطلبة قدرات وإمكانات كبيرة ، أيضا لدى المعلم طاقات وإمكانات كبيرة، لذلك نحتاج إلى تحريك وإطلاق تلك الطاقات الداخلية للمعلم، من أجل مدِّه بالدافعية والرغبة لتحقيق ذاته. ومن أفضل السبل لإطلاق تلك الطاقات استخدام المعلم لاستراتيجيات التدريس الحديثة بعيدا عن الإستراتيجية التقليدية التي تعتمد على التلقين والحفظ والإلقاء والمنطلقة من أن مصدر المعرفة محصور بصورة كبيرة في عقل المعلم .
إن مصادر المعرفة والعلم متوفرة ومتنوعة، ويمكن الوصول إليها بطرق متعددة ، دون الاعتماد على المعلم للحصول عليها. لذا لم يعد دور المعلم الهام، مقتصراً على توصيل المعلومات فقط؛ بل يتعدى ذلك بكثير. إذ أنه اصبح مسئولاً عن بناء شخصية الطالب الباحث والمفكر والناقد والمستقل؛ الذي يستطيع الوصول إلى المعلومات والتعامل معها وتوظيفها توظيفا مناسبا في حياته اليومية.
وتشير نتائج الدراسات والأبحاث التي تهتم بعملية التعليم والتعلم إلى فعالية الاستراتيجيات الحديثة في تحسين قدرات الطلبة المختلفة، كذلك تسهم في تنمية الاتجاهات الايجابية نحو التعلم . ويمكن النظر إلى الإستراتيجية التدريسية على أنها الخطوات والإجراءات المنظمة التي يقوم بها المعلم وطلبته لتنفيذ الموقف التعليمي، وهي أيضا الخطوات المقترحة التي يمكن للمعلم أن يطورها أو يغيرها بما يتلاءم وظروف الطلبة وإمكانات المدرسة مع الاهتمام بتوظيف تكنولوجيا المعلومات الى الحد الأقصى الممكن .
لذلك يمكن أن يختلف أسلوب التدريس من معلم إلى آخر، على الرغم من استخدامهم لنفس الطريقة، مما ينعكس على مستويات تحصيل طلبة كلا منهما. وهذا يعني أن تلك الفروق يمكن أن تنسب إلى إستراتيجية التدريس وتنفيذ إستراتيجية التدريس قد يرتبط بصورة ما بالصفات والخصائص والسمات الشخصية للمعلم، وهو ما يشير إلى عدم وجود قواعد محددة لأساليب التدريس على المعلم إتباعها أثناء قيامه بعملية التدريس، وبالتالي فإن طبيعة أسلوب التدريس تبقى مرهونة بالمعلم الفرد وبشخصيته وذاتيته وبالتعبيرات اللغوية، والحركات الجسمية، وتعبيرات الوجه ، والانفعالات، ونغمة الصوت، ومخارج الحروف، والإشارات والإيماءات، والتعبير عن القيم، وغيرها، وتمثل في جوهرها الصفات الشخصية الفردية التي يتميز بها المعلم عن غيره من المعلمين، ووفقاً لها يتميز أسلوب التدريس الذي يستخدمه وتتحدد طبيعته وأنماطه.
كما ترتبط أيضا بالمادة الدراسية والوقت المتاح لتنفيذ المقرر الدراسي، وبشكل عام فالإستراتيجية الناجحة هي التي تؤدي إلى الغاية المقصودة في أقل وقت، وبأيسر جهد يبذله المعلم والمتعلم ، وهي التي تثير اهتمام الطلبة وميولهم وتحفزهم على العمل الإيجابي ، والنشاط الذاتي والمشاركة الفاعلة في الدرس وهي التي تشجع على التفكير . وتتميز الإستراتيجية الناجحة بالخصائص التالية : الشمول، بحيث تتضمن جميع المواقف والاحتمالات المتوقعة في الموقف التعليمي ، المرونة والقابلية للتطوير، بحيث يمكن استخدامها من صف لآخر. كما يجب أن ترتبط بأهداف تدريس الموضوعات الأساسية. وأن تعالج الفروق الفردية بين الطلاب. وأن تراعي نمط التدريس ونوعه ( فردي ، جماعي ) .كما يجب أن تراعي الإمكانات المتاحة في المدرسة .
وخلاصة القول أن دور المعلم قد تغير من دور الملقن للعلم إلى ميسر ومسهل للتعلم، وحتى ينتقل المعلم من الدور التقليدي إلى الدور الحديث عليه أن يستخدم استراتيجيات تدريسية حديثة ويمكن أن نتحدث منها في مقالات قادمة .
مدير مركز تدريب المعلمين في الأمانة العامة للمؤسسات التربوية المسيحية في الأردن
رد مع اقتباس
المفضلات