معان – هارون ال خطاب - أكد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض أن الزيارة التاريخية لجلالة الملك عبدالله الثاني، كأول زعيم عربي وإسلامي يهنئ الفلسطينيين بقبول دولة فلسطين بصفة مراقب في الأمم المتحدة، تجسد الموقف الأخوي الداعم من الأردن للشعب الفلسطيني ونضاله الساعي إلى التحرر والاستقلال، وتعكس قوة ومتانة الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين.
وأشاد الدكتور فياض بالعلاقات الثنائية المميزة بين الأردن وفلسطين، وبمواقف الأردن في دعم القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية وفي مواجهة الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة في المجالات كافة.
وبين فياض خلال اللقاء الذي دعا اليه وزير الزراعة أحمد آل خطاب أمس الاول في مدينة معان بحضور شيوخ ووجهاء مدينة معان، ان دعم الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المتواصل للقضية الفلسطينية اسهم في صمود الشعب الفلسطيني فوق ارضه، وفي مقدمتها حقه في إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود العام 1967.
وأكد فياض عمق العلاقات الاردنية الفلسطينية واهمية تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، مؤكدا ان الاردن هو الرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني وبالتالي فإن العلاقة القائمة بين القيادتين والشعبين قائمة على وحدة المصير المشترك والايمان بقيام الدولة الفلسطينية. وثمن فياض المبادرات والمكارم الملكية السامية لجلالة الملك في التخفيف عن الشعب الفلسطيني من وطأة الحصار والاجراءات الاسرائيلية في قطاع غزة وتزويد سكان القطاع بالمساعدات العلاجية والغذائية والانسانية العاجلة. وأكد فياض على أهمية الزيارات وتعزيزها وتكثيفها، لتبيان أن شعبنا الفلسطيني ليس وحيدا ويستمد قوته من عمقه العربي، مبينا إن زيارة الوفود الرسمية والاهلية هي دليل على التلاحم الأكيد بين الشعبين الفلسطيني والاردني، وهي إحدى المحطات التي يعبر فيها الشعب الاردني عن تضامنه وحبه وتقديره للشعب الفلسطيني.
وقال أن الزيارة الى فلسطين ليست تطبيعا مع الاحتلال بل هي بمثابة زيارة «السجين وليس السجان» وأنكم تطبعون علاقات الأخوة مع الشعب الفلسطيني لدعم صموده وثباته على أرضه.
وقال إن الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يعانون ظروفاً قاسية جداً معظمهم في المعتقلات، مبيناً أن معظم السجناء مضى على وجودهم أكثر من ربع قرن، معتبرا أن ما تقوم به إسرائيل يعد خرقاً دولياً، محملاً إياها مسؤولية سلامة السجناء الفلسطينيين.
ودعا القوى المؤثرة في المجتمع الدولي، للوقوف مع حق الاسرى في الحرية والإقرار بحقوقهم ومكانتهم التي تؤكدها جميع المعاهدات والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية جنيف، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى اتفاقية لاهاي، والتحرك الفوري لوضع حد للمعاناة الإنسانية التي يعيشها الاسرى البواسل في سجون ومعتقلات الاحتلال.
وبين أن المصالحة الوطنية الفلسطينية هي مسألة أساسية لاستكمال انجاز المشروع الوطني الفلسطيني بأهدافه كافة، مؤكدا على أنه آن الأوان لإغلاق ملف الانقسام وإنهاء سيمفونية الخلافات وتحقيق المصالحة، وبما يستنهض طاقات الشعب في معركة التحرر الوطني والبناء الديمقراطي. وشدد فياض على أن المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وخصوصا في القدس جراء الانتهاكات الاسرائيلية وإرهاب مستوطنيه، تستصرخ ضمائر كل أحرار العالم، للوقوف مع هذا الشعب وحقه الطبيعي في الحياة والحرية والكرامة، ووقف ما يتعرض له من ظلم وطغيان، وتمكينه من الخلاص من هذا الاحتلال ومعاناته.
واعتبر أن قبول دولة فلسطين بصفة مراقب في الأمم المتحدة يعزز من المكانة القانونية في حق الحرية للأسرى، حيث أن ذلك يفتح الباب لتكون فلسطين واحدة من الدول الموقعة على اتفاقية جنيف.
ولفت أن القرار يشكل ثمرة هامة وذات مغزى لنضال الشعب الفلسطيني المتواصل منذ عقود من أجل نيل حقه الطبيعي في تقرير المصير، وانتصارا لإرادته في إنجاز كافة حقوقه الوطنية.
من جهته، أعلن وزير الزراعة الفلسطيني وليد عساف أن مجلس بلدي محافظة قلقيلية قرر تسمية أحد شوارع المدينة الرئيسية والمقام فيه النصب التذكاري لشهداء الجيش العربي الاردني باسم وزير الزراعه الاردني أحمد آل خطاب، تقديرا لجهود الوزارة مؤخرا وقيامها باتخاذ قرارات لتمتين العلاقات الزراعية بين الجانبين، وتسهيل انسياب المنتجات الزراعية الفلسطينية للأردن، بما يدعم تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه لمواجهه الحصار الذي يفرضه الكيان الاسرائيلي. الى ذلك أكد وزير الزراعة أحمد آل خطاب أن الزيارات الأردنية وعلى مختلف المستويات ستتواصل للأراضي الفلسطينية، الأكثر قربا وقرابة وإحساسا بمعاناة وآلام الأشقاء الفلسطينيين، كما تأتي في إطار الدعم الذي توليه القيادة الهاشمية المتواصلة للشعب والقضية الفلسطينية على مختلف الصعد، وفي مختلف المجالات، مشيرا الى اهمية التواصل مع الشعب الفلسطيني لتعزيز صموده لنيل استقلاله، واقامة دولته على ترابه الوطني.
وفي نهاية اللقاء قدم رئيس الوزراء الفلسطيني درع قبة الصخرة المشرفة كرمز للتمسك بعروبة وفلسطينية القدس باسم الحكومة الفلسطينية الى وزير الزراعة أحمد آل خطاب تقديرا لجهود الوزارة ولتعاونه المثمر والجاد الذي ساهم بصمود المزارع الفلسطيني على ارضه ومن اجل مصلحة البلدين.
رد مع اقتباس
المفضلات