المفرق – حسين الشرعة - رغم الدعم الذي تلقاه المرأة في المفرق من جهات حكومية واهلية لضمان تمثيلها في المجلس النيابي السابع عشر ، الا انها لاتزال تتكئ على العشيرة للوصول الى المجلس النيابي والذي ستجرى انتخاباته في الثالث والعشرين من كانون الاول العام القادم .
وتنتهج الراغبات في ترشيح انفسهن والبالغ عددهن الى الآن (12) سيدة في دائرتي قصبة المفرق والبادية الشمالية اسلوبا جديدا في التعاطي مع العملية الانتخابية، على خلفية الدعم المعنوي الذي تلقاه سواء من الجانب الرسمي المتمثل بتخصيص مقعدين لسيدات المفرق ضمن الدائرتين الانتخابيتين، او من قبل المؤسسات الاهلية النسوية التي ابتدأت حملات مكثفة لترويج برامجها الانتخابية وتكثيف اللقاءات مع القواعد الانتخابية من منظور ادارة الحوارات بما يفضي الى اقناع الناخبين بتوجه المرأة وبرامجها الانتخابية.
وان كانت انطلاقة المراة باتجاه الانتخابات النيابية تعد خروجا من قبلها ولو ضمنيا عن مألوف العشائرية التي طالما كانت حاجزا امامها ، الا انها لا تجرؤ على اظهار هذا الشعار بشكل مباشر حفاظا على الدعم الاسري والعشائري الذي قد يحقق لها الفوز ما دعاها الى الابتعاد عن قوائم الوطن حيث تشير المعلومات المستقاة من بعض الناشطات في الجانب السياسي في المحافظة الى ان المرأة سواء في قصبة المفرق او البادية تنأى بنفسها عن الترشح ضمن قوائم الوطن وتعتبر فرصتها لا تتجاوز المعقدين اللذين منحا لها في قانون الانتخابات الجديد .
ورغم ذلك يرى مهتمون في الشأن الانتخابي ان مهمة المرأة تبدو صعبة ، فهي لن تستطيع تحقيق الفوز بالاعتماد الكلي على العشيرة في اطارها الضيق كما انها لن تستطيع تحقيق الفوز اذا خرجت عن العشيرة، الامر الذي يتطلب مواءمة متوازنة من قبلها بحيث تضمن القدر الاكبر من اصوات العشيرة خصوصا تلك التي تطرح مرشحين من الرجال ، الى جانب محاولة حصولها على اعداد من الاصوات التي ترجح فوزها من الناخبين الاخرين.
فالمطلوب من المراة - حسب مراقبين- ضمن هذه المعطيات ان تراعي البنية الاجتماعية في طروحاتها وان يتصل خطابها بالهم العام لابناء المجتمع المحلي وان يكون مستلهما من البيئة المحلية وان لا تغالي في الشعارات.
لكن ناشطات في القطاع النسائي يرين ان غياب التجربة النسوية في المناصب القيادية على صعيد المحافظة يجعل مهمة المرشحة سهلة ويمنحها فرصة تمرير برامجها الانتخابية على الناخبين من خلال الوعود التي سيتم الحكم عليها في مرحلة لاحقة .
وتشير المعلومات المستقاة من داعمين لمرشحات الى ان طروحاتهن ستركز على الجانبين الخدمي والتنموي من خلال التعاون والتنسيق مع الدوائر والمؤسسات الحكومية لتحسين واقع الخدمات المقدمة للمواطنين وخصوصا في مجالات الصحة والتعليم والمياه والبيئة .
وكانت سيدات ناشطات بالعمل العام في محافظة المفرق طالبن المرأة بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية المقبلة لتأخذ دورها في تنمية المجتمع المحلي من خلال اثراء الحوار السياسي وصولا الى التنمية الشاملة على مستوى المملكة.
واشرن في حديث الى «الرأي» الى ان قانون الانتخابات النيابية الجديد يلبي طموحات المرأة كمرشحة بعدما خصص مقعدا للكوتا النسائية لكل محافظة بما فيها دوائر البادية الثلاث ، مثلما سينعكس ايجابا على حسن اختيارها.
وقالت عضو لجنة الانتخابات المستقلة في قصبة المفرق ، رئيسة الاتحاد النسائي آمنة تليلان العمري ان للمرأة دورا هاما وفاعلا في الانتخابات النيابية مؤكدة ضرورة تفعيل دورها في الحياة السياسية كونها تمتلك طاقة وكفاءة تؤهلها للقيام بخدمة مجتمعها عن طريق المشاركة في افراز النواب الذين سيمثلون المحافظة ضمن دائرتيها القصبة وبدو الشمال في المجلس القادم ، نافية بذلك ما يشاع بان قرار المرأة مرتبط كليا بقرار الرجل .
واعتبرت ان وجود المرأة في مختلف القطاعات الاجتماعية والسياسية يدحض ان تكون المرأة مقيدة في هذه المسألة كما ان مؤشر التعليم بين النساء يصل الى مزاحمتهن الرجال في الجامعات.
واضافت العمري ان وجود المرأة المثقفة والواعية لمطالبها اصبح احد ملامح المجتمع البدوي.
وحسب المهندسة امل العموش فانه لا يوجد حائل دون مشاركة المرأة في الانتخابات المقبلة والتوجه الى صناديق الاقتراع وبما يتواءم وقناعتها عندما تتمتع بالكفاءة العلمية والخبرة لان ذلك يجعلها قادرة على المشاركة في صنع القرار لافتة الى ان تخصيص مقعدين ضمن الكوتا النسائية لدائرة القصبة وآخر لبدو الشمال ستكون الخطوة الاولى في اتخاذ القرار ويسهم في عملية التنمية السياسية ونشاط المجتمع.
واشارت الى ان المرأة اصبحت واعية لمشاكل المجتمع وقادرة على التفاعل مع القضايا الوطنية والقومية لافتة الى النجاح الذي حققته من خلال مشاركتها في مختلف القطاعات.
وقالت العموش انه ولنجاح المرأة لا بد من توعية المجتمع بدورها الهام باعتبارها عنصرا اساسيا فيه ، وهذا لن يتأتى الا من خلال اعطاء المرأة الفرصة في اختيار من يمثلها في مجلس النواب بحرية دون اللجوء الى بعض الضغوطات كيلا تبقى الديمقراطية مجرد شعارات بالنسبة للمرأة ومقتصرة على الذكور فقط.
وكان تجمع لجان المرآة في المفرق دعا سيدات المحافظة الى المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة والتي ستجرى في الثالث والعشرين من الشهر القادم ترشيحا واقتراعا.
وقالت مقررة التجمع الدكتورة عالية اخو ارشيدة في حديث الى «الرأي» ان التجمع سينفذ بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي والنسوية في الاردن المهتمة بتمكين المرأة سياسيا برامج تدريبية تهدف الى تعريف سيدات المحافظة بالقانون الجديد والذي افسح المجال في جميع محافظات المملكة لاختيار سيدة لتكون عضوا في المجلس النيابي القادم.
ويصل عدد الناخبين في قصبة المفرق الى (59 الف ناخب)، يساويهم في ذلك ناخبو البادية الشمالية وان عدد اصوات القطاع النسائي في المحافظة يتجاوز (51) % من مجموع الاصوات الكلية.
يذكر انه تم تخصيص (5 مقاعد) للقصبة بما في ذلك المرأة، و (4 مقاعد) لبدو الشمال ضمن قانون الانتخابات الجديد .