واشنطن - ا ف ب - هل ستترشح وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى الانتخابات الرئاسية في العام 2016 ام لا؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الجميع.
ومع ان كلينتون استبعدت مرات عدة خوض السباق الى البيت الابيض الا ان احدا لا يصدق على ما يبدو ان امراة تتمتع بمثل هذه الطاقة والنشاط يمكن ان تقرر التنحي عن الساحة السياسية.
وكررت كلينتون في مقابلة مع باربرة وولترز على شبكة «ايه بي سي» هذا الاسبوع «لقد قلت انني فعلا لا افكر بانني ساقوم بذلك مرة ثانية»، وذلك ردا على سؤال حول ما اذا كانت ستترشح الى الانتخابات الرئاسية في العام 2016.
وبينما تستعد كلينتون للتنحي من منصبها كوزيرة للخارجية، تسجل نسبة شعبية تقارب ال60%، وهي تتجاوز اي مسؤول في ادارة الرئيس باراك اوباما الذي فاز بترشيح الحزب الديموقراطي قبل اربع سنوات.


وقال الخبير الاستراتيجي في الحزب الديموقراطي جيمس كارفيل وهو احد اصدقاء كلينتون وزوجها بيل الرئيس الاميركي الاسبق «كل الديموقراطيين يقولون آمل فعلا ان تترشح وعندها لن نحتاج الى انتخابات اولية بل سيتم تعيينها مرشحة الحزب على الفور».
واضاف كارفيل «عدد كبير من الديموقراطيين يريدون ان تترشح وانا اقصد بذلك عددا كبيرا جدا اي 90% في مختلف انحاء البلاد».
وتعكس استطلاعات الراي حماس كارفيل فقد اظهر استطلاع اجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة «ايه بي سي» الاسبوع الماضي ان 57% من الاميركيين سيدعمون كلينتون في حال ترشحت بينما بلغت هذه النسبة 60% بين النساء الجمهوريات.
ومع ان فترة اربع سنوات تعتبر زمنا طويلا في السياسة، الا ان كلينتون التي تعتبر من بين ابرز المدافعين عن حقوق النساء والفتيات في العالم، قد لا تزال تريد بلوغ هذه الدرجة الاخيرة في السلم السياسي الاميركي.
ونقل عن زوجها بيل كلينتون تاييده لترشحها.
ولا شك في ان الثنائي يمكن ان يعول على دعم اوباما الذي ساعدوه بقوة في حملته لولاية رئاسية ثانية في تشرين الثاني.
وبما ان لا مرشحين ديموقراطيين اقوياء يبرزون في الوقت الحالي، فان السباق نحو الفوز بترشيح الحزب مع ما يرافق ذلك من حملات جمع الاموال والتبرعات سيجمد فعليا حتى تتضح نوايا كلينتون بشكل تام.
وقد يرغب نائب الرئيس جو بايدن في خوض السباق الا انه سيبلغ ال74 في اواخر 2016 مما سيجعل منه في تلك الحالة اكبر المرشحين سنا في تاريخ الولايات المتحدة.
ويفتقد المرشحون الاخرون المحتملون مثل السناتور عن ماشاتسوستس اليزابيث وورن وحاكم نيويورك اندرو كومو والسناتور مارك وورنر من فرجينيا الى الخبرة او المكانة السياسية اللتين تتمتع بهما كلينتون.
وقد يؤدي ترشح كلينتون الى تحديد اطار السباق في الحزب الجمهوري الذي يحاول ان يعيد رص صفوفه بعد خسارته الثانية في الانتخابات الرئاسية الاميركية، وان يزيل عنه صورة حزب المسنين البيض.
وبدا يبرز بعض الجمهوريين في الكواليس من بينهم سناتور فلوريدا ماركو روبيو الذي يمكن ان يكسب تاييد المتحدرين من اصل لاتيني وحاكم نيو جيرسي كريس كريستي الذي حصد ثناء واسعا لطريقة تعاطيه مع اعصار ساندي.
الا ان المرشح الجمهوري السابق نيوت غينغريتش الذي خسر ترشيح الحزب العام الماضي، حذر من ان المعركة ستكون قاسية ازاء الحزب الجمهوري.
وقال غينغريتش في مقابلة مع «ان بي سي» «في حال كانت كلينتون مرشحتهم في العام 2016 وهي المدعومة من بيل كلينتون واوباما الذي ربما سيظل يتمتع بالشعبية انذاك فان المعركة ستكون في غاية الصعوبة».
واضاف ان «الحزب الجمهوري في هذه المرحلة غير قادر على المنافسة على هذا المستوى».
وبصفتها سيدة اولى سابقة وسناتورا عن نيويورك ووزيرة للخارجية تحظى بالاعجاب في مختلف انحاء العالم، وتتمتع كلينتون بمكانة تميزها عن سائر المرشحين الاخرين.
ومع ان كلينتون ستبلغ ال69 في تشرين الثاني 2016 الا انها قالت في المقابلة مع «ان بي سي» ان السن ليس عاملا في تحديد ما اذا كانت ستترشح ام لا، مع ان الحياة العامة التي تعيشها منذ عشرين عاما قد ارهقتها.
وقالت «انا والحمد لله اتمتع بصحة جيدة ولدي طاقة وقوة كبيرتان».
لكن من المرجح ايضا، ان تتراجع شعبية كلينتون في حال خاضت السباق الرئاسي.
وبعد ان اثارت كلينتون جدلا عندما كانت سيدة اولى تحاول اجراء اصلاحات لنظام التامين الصحي، نجحت كلينتون في وزارة الخارجية في ان تناى بنفسها عن اي تحيز سياسي.
وقال نايت سيلفر الذي توقع بدقة نتائج الانتخابات في 50 ولاية في تشرين الثاني، على مدونته في صحيفة نيويورك تايمز انها ستعود هدفا للجمهوريين في حال ترشحت للانتخابات.
الا ان سيلفر قال ان كلينتون «تبدو الخيار الافضل للديموقراطيين»، للمضي قدما في ولاية ديموقراطية ثالثة او اكثر في البيت الابيض.
وربما كان تعليق نائب رئيس وزراء ايرلندا الشمالية مارتن ماكغينيس هو الامثل خلال زيارة مقتضبة لكلينتون الاسبوع الماضي الى بلاده.
وقال «عندما نقول وداعا لكلينتون فنحن نقول ايضا سنراك قريبا».