الحقيقة الدولية - عمان - مصطفى الريالات
نحو عشرة ايام تفصل عن موعد انطلاق الماكنه الانتخابية بشكل عملي واجرائي وبدء العد العكسي للعرس الديمقراطي الاردني، تنفيذا لاستحقاق دستوري مهم، يعكس التزام الأردن الراسخ بالإصلاح السياسي، وتوسيع آفاق المشاركة الشعبية في المسيرة الإصلاحية والتحديثية الوطنية ، تبرز في الحملات الانتخابية في العاصمة عمان غياب سخونة الحراك الانتخابي على غالبية المقاعد في معظم الدوائر الانتخابية البالغ عددها سبعة دوائر مخصص لها 24 مقعدا ، فيما يرتفع بشكل محموم منسوب حراك مرشحين محتملين للانتخابات للوصول الى قبة مجلس النواب السابع عشر .
في تفاصيل الحراك الانتخابي الذي تبلورت معالمه في عمان ، يبرز في المشهد اختلاط الطيفان السياسي الحزبي .. والعشائري بحيث يلقيان بظلالهما على الساحة الانتخابية ، بيد ان اللافت في خلفيات المشهد ان القوة العشائرية ما تزال هي بيضة القبان في حسم اي حراك انتخابي ذلك انه يتواجد في غالبية الدوائر تجمعات عشائرية ذات حضور وثقل تصويتي، الا ان قوتها التصويتية تتوزع في ظل عدم توافق ابنائها على مرشح معين.
عملية التسجيل للانتخابات شهدت حالة من الفتور في العاصمة عمان التي بلغ عدد المسجلين فيها
709037 ناخب وناخبة بنسبة 49.86% ، يتوزعون على النحو التالي (الاولى 128982 ،الثانية 187597
،الثالثة 98597 ،الرابعة 128134 ،الخامسة 75452 ،السادسة 63462 ،السابعة 26813 ) .
وفق نظام التقسيمات فقد خصص للدائرة الاولى في عمان خمسة مقاعد للنواب المسلمين ، ومثلها للدائرة الثانية اما الدائرة الثالثة فقد خصص لها اربعة مقاعد للمسلمين و مقعد لنائب مسيحي ، فيما خصص للدائرة الرابعة ثلاث مقاعد للمسلمين ، اما الدائرة الخامسة فلها مقعدان للمسلمين ومعقد لنائب من الشيشان او الشركس ومثلها خصص للدائرة السادسة في حين كان نصيب الدائرة السابعة مقعد واحد لنائب مسلم .
يرى مراقبون أن النخب الرسمية والسياسية والاقتصادية والعشائرية تعيد إلى حد كبير إنتاج المعادلة ذاتها والحراك الانتخابي نفسه .
الملاحظ ان غالبية نواب العاصمة في المجلس السادس عشر المنحل يعتزمون خوض الانتخابات مجددا ،ومنهم من سيخوض الانتخابات ضمن القوائم الوطنية وليس على مستوى الدائرة الفردية باستثناء اربعة نواب .
تواجه الانتخابات تحدياً رئيسياً يتمثل في رفع نسبة المشاركة الشعبية فيها نتيجة الشعور بعدم جدوى المشاركة.
وبالتزامن مع عمليات الترشح المتسارعة وما يصاحبها من تطورات، بالإضافة إلى ما يظهره المشهد الانتخابي، بدأ عدد من الشخصيات الوطنية الممثلة لتيارات سياسية وفكرية ومستقلة بالعمل لجهة حشد التأييد من أجل تشكيل قوائم الانتخابات البرلمانية المقبلة .
وتستعد الاحزاب السياسية بمختلف اطيافها لاعلان قوائم مرشحيها للانتخابات فيما تراجعت احزاب اخرى عن اعلان قوائم لمرشحيها مكتفية باعطاء الفرصة لكل مرشح باعلان اسمه بالطريقة التي يراها مع طرح افكار وبرامج الحزب.
وتظهر في ملف تشكيل القوائم الوطنية ارتفاع في سخونة تشكيل تلك القوائم والتي يتوقع ان يبدا الاعلان رسميا عنها بالنسبة للاحزاب اعتبارا من يوم الاربعاء سيما وان هناك احزاب بلورت خطواتها لجهة تشكيل قوائم تحديد احزاب الوسط مثل التيار الوطني الذي ييعلن غد قائمته الانتخابية و حزب الاتحاد الوطني وحزب الوسط الاسلامي واحزاب اخرى رفعت من منسوب حراكها لبلورة قوائمها الانتخابية على مستوى الوطن بالاضافة الى مجموعات من الشخصيات السياسية التي تنشط حاليا في انجاز تشكيل قوائمها الانتخابية ..اما احزاب المعارضة فقد كانت قررت المشاركة في قائمة ثم علقت قرارها احتجاجا على قرار الحكومة تحرير اسعار المحروقات و حاليا تتجه الانظار لاجتماع تعقدة قريبا لاتخاذ قرار ها بالمشاركة على الارجح .
وفي خلفيات المشهد يظهر بوضوح غياب حضور المراة في تشكيل قوائم انتخابية خاصة بالنساء والناشطات في وقت تحضر فية المراة عموما في غالبية القوائم الانتخابية التي سيتم تشكيلها على مستوى الوطن والتي من المرجح ان يبلغ عددها من 20 - 25 قائمة وطنية وهو رقم جيد سيما وان الاقبال من المواطنين على الترشح للانتخابات يعبر عن وعي وطني وإدراك عميق لمعاني وقيم المشاركة الفاعلة، والإحساس الوطني العام بأهمية الدور القادم لمجلس النواب وهو ما يترجم، بوضوح، حقيقة وعي المواطن الأردني لمسؤوليته الوطنية، ولدوره المحوري، الذي يريده ويرضاه جلالة الملك تكريسا لروح الشراكة والإيمان بقيم المواطنة الصالحة، في سبيل نهضة الأردن الانموذج
رد مع اقتباس
المفضلات