عمان - بترا - اعلن وزير الصحة الدكتور عبداللطيف وريكات رسميا اليوم الاحد عن ثبوت اصابة حالتين توفيتا في شهر نيسان الماضي بمرض كورونا الجديد في الوقت الذي اكد فيه عدم رصد اي حالة بالمرض على مستوى المملكة.
وقال وريكات في مؤتمر صحافي عقده اليوم الاحد في مبنى الوزارة عقب اعلان منظمة الصحة العالمية امس، عن تسجيل حالتي اصابة بمرض الكورونا الجديدة" اليوم وبعد ان تأكد بشكل قاطع ان الوفاتين في الاردن ناتجتين عن مرض كورونا الجديدة التي لم تكن الى وقت قريب معروفة عالميا ولا يتوفر لها الكواشف اعلن ذلك لازالة غموضا فرضته طبيعة المرض الجديد والمعرفة المتأتية للعالم حوله ومدى توفر الكواشف الخاصة له".
واضاف ان الاعلان اليوم يعطي الفرصة لفريق منظمة الصحة العالمية الموجود حاليا في الاردن للتحري والتقصي عن الوضع الوبائي وهو اجراء اتبعته السعودية وقطر بعد تسجيل اصابات بالمرض الجديد فضلا عن اتاحة المجال واسعا لرفع قدرات الرصد الوبائي المخبري لامراض الانفلونزا بانواعها في المختبرات الاردنية كافة.
واكد وريكات ان الوزارة لم تسجل من شهر نيسان الماضي حتى اليوم اي حالة بفيروس الكورونا الجديد الذي يتصف بالانتشار المحدود.
وعن التسلسل الزمني لتسجيل الاصابات اوضح ان الحالتان اطلقت عليهما وسائل الاعلام في شهر نيسان الماضي المرض الغامض" اذ انه في ذلك الوقت سجلت في قسم العناية الحثيثية في مستشفى الزرقاء الحكومي11 حالة التهاب رئوي شديد خلال الفترة من7 الى21 نيسان منها حالتان لطبيبين و9 حالات بين كوادر تمريضية، وخضعوا جميعا للعلاج وحولت الحالات شديدة العدوى الى احد المستشفيات الخاصة. واضاف ان الوزارة اتخذت الاجراءات الوقائية والعلاجية حسب البرتوكولات الصحية المتعبة عالميا في مثل هذه الحالات وتم سحب عينات مخبرية للفحص في مختبرات الوزارة ومركز الحسين للسرطان وجامعة العلوم والتكنولوجيا ولم تظهر النتائج المخبرية انذاك اي نتيجة ايجابية لامراض مستعصية وكانت النتائج سالبة لاي نوع من انواع فيروسات الانفلونزا مثل انفلونزا الطيور والخنازير والسارس وحتى الكرونا باستثناء بعض النتائج الايجابية لبكتيريا pseudomonas aeroginosa. وقال "وفي الاثناء وبتاريخ19 نيسان توفيت ممرضة اربعينية من المصابين بالتهاب الرئوي الشديد في مستشفى الزرقاء وهي تحت العلاج في المستشفى الخاص، وتوفي بعدها بتاريخ26 نيسان ايضا طالب جامعي يبلغ من العمر 25 عاما وهو من سكان الزرقاء واعلنت الوزارة في حينه عن هذه الوفيات".
واشار الى انه اوعز انذاك في شهر نيسان بنقل الطالب الجامعي من مستشفى الزرقاء الحكومي الى مستشفى الامير حمزة اذ كان يشكو من التهاب في اغشية القلب واشتباه اصابة بمرض التدرن وصادف دخوله المستشفى بالتزامن مع الجائحة فيه. وقال "ولم تتوقف الوزارة عن مواصلة عمليات الرصد والاستقصاء الوبائي المخبري عن حالات باعراض مشابهة في مدينة الزرقاء ولم تبلغ عن اي اصابة خارج نطاق المستشفى واغلق الملف في حينه لعدم ثبوت اي حالات بامراض الانفلونزا بانواعها مخبريا سواء في المختبرات الاردنية او المرجعية لمنظمة الصحة العالمية فضلا عن عدم حدوث اصابات مشابهة خلال عمليات الرصد والاستقصاء الوبائي".
وبين انه وفي تطور عالمي لاحق اعلنت منظمة الصحة العالمية بشكل مفاجئ عن حالتي وفاة ناتجة عن مرض جديد من انواع الانفلونزا يسمى الكرونا الجديدة في المملكة العربية السعودية في شهر تموز من العام الحالي واعلن عن ذلك رسميا في شهر ايلول.
وقال وزير الصحة ان الوزارة وعلى ضوء هذا الاعلان، كثفت اجراءاتها الوقائية، اذ قامت بتطعيم الحجاج بمطعوم الانفلونزا الموسمي قبل سفرهم الى السعودية، وكذلك اعطاء المطعوم للكوادر الصحية في المستشفيات، وعند عودة الحجاج الى الاردن تم اجراء عملية رصد بينهم واعطائهم احترازيا العلاج الوقائي للانفلونزا عند المعابر الحدودية.
ودفع اعلان منظمة الصحة العالمية الوزارة للطلب من مختبرات البحرية الاميركية (نمرو3 ) في القاهرة، اعادة فحص العينات للمرض المسمى كرونا الجديدة الذي لم يكن معروفا سابقا، لا سيما ان الكواشف المخبرية للمرض اصبحت متوفرة بعد اعلان حالات الوفاة في المملكة العربية السعودية بسسب المرض الجديد.
واظهرت نتائج الفحوص المخبرية لنمرو3 في14 تشرين الثاني الماضي، ان الاربعينية المتوفاة (الممرضة) والشاب الجامعي كانت ايجابية للكورونا الجديدة.
وأبلغت الوزارة منظمة الصحة العالمية يوم الخميس الماضي بتسجيل حالتي الاصابة بالكورونا الجديدة بعد التأكد التشخيصي مخبريا، بالرغم من عدم تسجيل اي اصابة مشابهة منذ نيسان العام الحالي حتى الان، حسب الدكتور وريكات الذي قال، ان هذا يؤكد ان الحالات اقتصرت على قسم العناية الحثيثة في مستشفى الزرقاء.
من جهته، اعتبر ممثل منظمة الصحة العالمية في عمان الدكتور اكرم التوم، الاردن منارة للتعاون الفني في مختلف المجالات الصحية، ولاسيما الرصد، فهي من الدول المتقدمة والمتطورة على مستوى الاقليم مقارنة مع اقاليم اخرى في العالم، اذ ان المملكة تملك انظمة صحية قوية.
واوضح ان عدد الحالات المكتشفة بمرض كورونا الجديدة9 حالات سجلت في اقليم شرق المتوسط، خمس حالات في السعودية، وحالتان في قطر، وحالتان في الاردن. واشار الى ارسال المنظمة فريق فني لدعم جهود وزارة الصحة في الاستقصاء والترصد للامراض التنفسية والوضع الوبائي بشكل عام على مستوى الحافظات انها تعتمد بروتوكولات للتقصي عن الامراض وخاصة الفيروسات الجديدة لايمان المنظمة باهمية البحث والاستقصاء في الكشف عن الحالات المصابة وتقديم العلاج المبكر واجراء البحوث الميدانية والمخبرية.
واشار الدكتور التوم إلى ضرورة الاهتمام بتقوية انظمة الرصد ومكافحة الامراض السارية وتقصي كيفية الاصابة بهذا الفيروس وموقعه ونسب انتشاره في الدول، اكثر من اهمية معرفة التسلسل الزمني للاصابات والتي تعتمد في تسجيلها على تاريخ التحليل المخبري وثبوت الاصابة.
وبين مدير ادارة الرعاية الصحية الاولية الدكتور بسام الحجاوي ان مرض الكورونا الجديدة هو مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي ويصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، وسعال جاف وصعوبة في التنفس وهو غالبا ما يصيب الانسان والحيوان وهو شبيه بمرض السارس ولا يتوفر له مطعوم ولا علاج نوعي.
وقال الحجاوي ان الوزارة اعتمدت منذ عام2008 نظام الرصد في3 مستشفيات بعمان والشمال والجنوب، للتحري عن الامراض التنفسية الشديدة اذ تم سحب234 عينة من شهر نيسان وحتى نهاية حزيران الماضي ارسلت الى مختبرات(نمرو3) وظهرت نتائجها سلبية اي انها غير مصابة بفيروس الكورونا الجديدة.
واشار إلى ان فرق الاستقصاء الوبائي وفق انظمة الرصد المعتمدة في الوزارة، وبالتعاون مع فريق فني من منظمة الصحة العالمية، توجهوا اليوم الى الكرك للتأكد من قدرات انظمة الرصد هناك والتقصي عن الوضع الوبائي.
رد مع اقتباس
المفضلات