كتبت – سهير بشناق - لم تتمكن « ام محمد « من الحصول على الطلاق بسبب رفض زوجها منحها حقها بالطلاق بعد ان تزوج من إمراة اخرى فوقفت اوضاع ام محمد المادية عائقا بينها وبين رفع دعوى قضائية على زوجها لحصولها على الطلاق التي عادة ما تتطلب مصاريف مادية لا يمكنها تحملها.
وتعيش ام محمد وغيرها من النساء تحت مسمى نساء مهجورات يعانين الكثير لعدم قدرتهن على الحصول على اي دعم مالي من ازواجهن او من جهة اخرى لانهن لم يحصلن على الطلاق الذي بوقوعه تحصل المرأة المطلقة على نفقة لها ولاطفالها تمكنها الى حد ما من العيش برغم من ان كثير من النساء المطلقات يشكين من تدني قيمة النفقة المالية التي يحصلن عليها بعد الطلاق.
ام محمد التي تعيل ثلاثة اطفال هجرها زوجها قبل عام ورفض تطليقها وتزوج من امراة اخرى تقول « لم اكمل تعليمي الجامعي فاسرتي زوجتني بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة من رجل يكبرني باثني عشرة عاما وبعد فترة من الزواج بدا زوجي يعاملني معاملة سيئة لا تخلو من العنف الجسدي والنفسي لكني لم اتمكن من اللجوء لاية جهة تساعدني لاني اخاف على مستقبل اطفالي».
واضافت «طلبت الطلاق من زوجي على ان يدعني انا واطفالي نعيش في المنزل ويتحمل مسؤولياته اتجاه اطفاله لكنه رفض ذلك وقام بالزواج مرة اخرى وتركني انا واطفاله نعارك الحياة».
ام محمد التي لا تملك تكاليف رفع دعوى قضائية على زوجها تعيش اليوم على ما تتلقاه من مساعدات من اهل الخير اضافة الى مساعدة اسرتها التي لا تكفيها لكنها لا يمكنها ان تتخلى عنها في الوقت ذاته.
الناطق الاعلامي في صندوق المعونة الوطنية ناجح صوالحة اشار الى انه لا يوجد في الصندوق فئة تتلقى معونات تحت مسمى النساء المهجورات انما الحالات التي يمكنها الحصول على معونات وتشمل النساء المهجورات في بعض الحالات هي التي تقع ضمن الحالات الانسانية التي يخصص لها الصندوق معونات.
واضاف صوالحة ان صندوق المعونة الوطنية يدرك حجم معاناة هؤلاء النساء اللواتي يعشن بلا معيل بعد رفض الزوج منحهن الطلاق الا ان الصندوق لا يستطيع ان يخصص معونات لكل امراة هجرها زوجها فالاساس في تخصيص مثل هذه المعونات هو ان تكون المراة مطلقة ولا معيل لها.
واوضح ان هناك حالات لنساء مهجورات يتلقين معونات من الصندوق ضمن الحالات الانسانية بعد اجراء دراسة ميدانية لاوضاعهن التي تبين ان سبب الحصول على معونة يعود لمرض المهجورة وعدم قدرتها على العمل وفي حالة كون الزوج له اسبقيات سلوكية او ان يكون عاجزا لا يستطيع تحمل واجباته المادية اتجاه زوجته.
وبين صوالحة ان هناك حالات لسيدات يعشن اوضاعا اجتماعية واقتصادية صعبة وازواجهن متنصلين من اية التزامات مادية بحقهن يعمل الصندوق في مثل هذه الحالات على اجراء دراسات ميدانية لهن للتاكد من اوضاعهن وينظر في امكانية تخصيص معونات دائمة لهم تندرج ايضا تحت قائمة الحالات الانسانية.
واكد صوالحة اهمية نتائج الدراسة الميدانية التي تكون هي الاساس في الموافقة او الرفض في تخصيص معونات لهذه الفئة فعدم حصول هؤلاء النساء على اية نفقة او مساعدات مالية من قبل الازواج سببا في شمولهن بالحالات الانسانية خاصة في ظل عدم وجود اي مورد مالي اخر لهن.
وفي الوقت الذي يصنف به صندوق المعونة الوطنية الحالات الانسانية بالحالات المرضية التي لا تستطيع بسبب المرض ان تعمل او ان يطرا على الاسرة ظروف اخرى جديدة تستدعي حصولهم على معونات فان النساء المهجورات نساء يعشن تحت وطأة الفقر والمعاناة النفسية والانسانية فهن يعتنين باطفالهن ويتحملن مشقة التربية لوحدهن الى جانب عدم تمكهن من الحصول على الطلاق والنفقة بالرغم من ان الطلاق بالنسبة لعدد كبير منهن يضيف من معاناتهن فهن يصبحن نساء مطلقات في بيئة مجتمعية تحمل المطلقات مسؤولية الطلاق وتتعامل معهن من منطلق ليس بجديد على ظلم للمراة عهده المجتمع خاصة فيما يتعلق بالزواج وقضاياه سواء من نفقة او زواج مبكر.
رد مع اقتباس
المفضلات