الحقيقة الدولية - الكرك- عبدالحميد المعايطه
تعجز الكلمات عن الوصف وتأبى ان تخرج ..انهم اموات ولكن ينبضون بالحياة يتعففون من مد اليد وطلب الحسنة ينامون جوعى ايام وايام لا يجدون كسرة خبز في اغلب الاوقات تعودوا على الجوع ولازمهم الفقر وعشش في منازلهم التي لا نستطيع ان نطلق كلمة منزل على ما يسكنون ولا نستطيع ان نوصف عدد المشاهدات التي تركت في القلب غصة وفي النفس حسرة .
بلدة محي تقع الى الشرق من مدينة الكرك وهي آخر قرى المحافظة كان اهالي المنطقة يعملون بالزراعة عندما كان هناك زراعة الا انهم اليوم يعانون البطالة التي تسببت بفقر لا نستطيع وصفة من هول ما شاهدناه بأم اعيننا، بعد زيارة "الحقيقة الدولية" للبلدة.
منازل سقوفها سقطت على الاطفال، ولاغطاء ولا فراش حتى التدفئة على الحطب احد المنازل والذي شاهدنا فيه ثلاث نساء مصابات بأمراض نفسية من عدم استطاعتهن الوصول للطبيب سألت احداهما مما تشكين فقالت مرض نفسي من هذه الاوضاع التي نعيشها فيما وجدنا بأحدى الغرف بقايا رجل تجاوز المائة من العمر لا تسمع سوى انينة المتقطع وحشرجة صوته متسائلا بعينيه من انتم ؟
غرفتان فقط تتقاسمها فتاتان بالعقد الثالث مع والدهما بعد ان توفيت امهما حاولت ان اجد المطبخ او دورة المياه الا انني فشلت وعندما سئلت علمت انه لا يوجد
وفي منزل آخر كانت بوابته مغطاة ببطانية لعدم وجود باب وفي وسط الغرفة يتجمع 9 اطفال على "جورة" نار من الحطب اشعلت ليشعروا بالدفء.
سألت والدهم عن هذا الوضع فقال الحمد لله هذه هي حياتنا وهذا هو منزلنا وعلمت انه لا يعمل ولا يتقاضى راتبا من المعونة الوطنية بسبب قيد امني سجن على اثرة إلا انه لازال يطارده كلما حاول البحث عن وظيفة.
احد المنازل وجدنا الاب المريض وزوجته التي تقوم على مدار الساعة بخدمة 8 اطفال لا يدرسون ولا يتوفر لديهم قوت يومهم عندما نظروا الينا اعتقدوا اننا من كوكب آخر لم نجد اثاثا ولا مطبخ ولا دورة مياه في غرفة واحده يعيشون وينامون ويمرضون ويشعرون بالبرد معا .
منازل عديدة قمنا بزيارتها الا اننا نعجز عن الوصف من هول ما شاهدناه حتى انني فضلت الهروب قبل ان اجد عوائل اخرى يعانون وعندما سألت الدليل الذي كان يرافقني افاد بأن هناك حي كامل يعيش ابناءه بوضع مأساوي ووضع محزن واغلب ارباب الاسر عليهم قيود امنية لأسباب لا تستحق الذكر.
والسؤال الذي يطرح نفسه اين المسؤولين اين وزارة التنمية الاجتماعية اين وزارة الصحة والعمل والبيئة اين الحكومة برمتها لتشاهد الانسان الاول وتشاهد الفقر والمرض ولتقف على الحقيقة من خلال الميدان وليس من خلف مكاتب لا تعلم عن المعاناة معاناة طفل ليس لدية تأمين صحي لم ينم ليلته وهو يصيح من الالم ووالدته لجأت الى الاعشاب لعلاجه، ليشاهدو مريضه ابتلاها الله بمرض نفسي تتقاضى من التنمية مع شقيقتها ووالدها 40 دينار مع ان علاجها الاسبوعي 20 دينار مما جعلها تترك العلاج ويزداد الالم لديها .
شعرت بالحزن والألم عندما قفزت الدموع من عيني وقلت هل انا في وطني، هل ما اشاهده على ارض اردنية وان هذه البلدة موجودة على خارطة المملكة الاردنية الهاشمية .
انه نداء استغاثة لكافة هيئات ومنظمات الاغاثة تعالوا جميعا لتشاهدوا ما عجزت عن وصفة من فقر شديد والم اشد ومعاناة لن تنتهي .
سؤالي الوحيد لحكومتنا الموقرة هل سمعتم بقرية اسمها محي في لواء المزار الجنوبي لازالت وستبقى تنبض بالولاء والانتماء للوطن وقائد الوطن .
رد مع اقتباس
المفضلات