ما يزال الحديث عن أسباب خروج منتخب شباب الأردن من الدور الثاني لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم يثير حفيظة البعض، هنالك من يعتبر الوصول للدور الثاني انجاز وهنالك من يعتبره اخفاقا بحكم طول فترة الإعداد والمعسكرات المتنوعة التي خضع لها منتخب شباب الأردن.

ومن باب الوقوف على أدق التفاصيل المتعلقة بكل ما يخص منتخب شباب الأردن منذ رحلة الإعداد وحتى الخروج من نهائيات كأس آسيا التي استضافتها مدينة الفجيرة الإماراتية، التقى المدير الإداري ماهر طعمة بحوار لا يخلو من الصراحة والجرأة والصدق، وإليكم نص الحوار ..


* كثير هم من يسألون عن أسباب استبعاد نجم فريق العربي ومنتخب الشباب احسان حداد، فهل من توضيح دقيق؟

قبل كل شيء يجب التأكيد أن العلاقة التي تجمعنا بالنادي العربي علاقة قائمة على الحب والتقدير، ونحن نقدر مليا ما يقدمه هذا الصرح من لاعبين لمنتخب الشباب وحرصهم على التعاون مع الدائرة الفنية بالإتحاد الأردني.

أما فيما يتعلق باللاعب احسان حداد و أسرار استبعاده في اللحظات الأخيرة من موعد المشاركة في نهائيات كأس آسيا فإنه لم يتم استبعاده بالمفهوم الرياضي وإنما تعرض لإصابة في قدمه في مباراتنا الودية مع السعودية ونقل بعد الإصابة مباشرة لأكبر صرح طبي في الرياض وقد خضع للفحوصات اللازمة من علاج وصور اشعاعية وكان ذلك في الرابع من اكتوبر الماضي وفي اليوم الخامس عدنا إلى عمان وفي يوم السباع توجهنا إلى تركيا وسافر معنا احسان بتوصية من الجهاز الطبي واقرار من المدير الفني للمنتخب جمال أبو عابد وذلك بدافع استكمال عملية العلاج والتأهيل، وعندما عدنا إلى عمان يوم 17 اكتوبر، وبعدها سافر معنا احسان إلى الإمارات لخوض لقاءات ودية بهدف استكمال عملية التأهيل وبعد العودة يوم (26) وبناء على الإستشارة الطبية فإنه اتضح أن احسان يحتاج للوقت ويصعب اعداده بدنيا وبعد أن استشار المدير الفني الجهاز الطبي تم استثنائه من السفر وكنا بحاجة للإستغناء عن أحد اللاعبين كون تعليمات الإتحاد الآسيوي تتطلب اعلان قائمة تتكون من (23) لاعبا ولهذا كان احسان المستثنى بحكم الإصابة فقط.

وفضلا عن كل ذلك يجب القول أن المدير الفني جمال أبو عابد يعامل كافة اللاعبين كأبنائه ولا يوجد لديه أي تميز بين لاعب وآخر بشهادة اللاعبين أنفسهم، ولو كان هنالك مخطط لإستبعاد حسان لما قمنا بمتابعة عملية تأهيله إلى آخر نفس.


* وهل قامت الدائرة الفنية بالإتحاد الأردني بواجبها تجاه منتخب الشباب؟


هذا السؤال قد يدفعني للتحفظ، ولكن من كثرة ما تردد فإنني أجد أن الوقت مناسب لأوضح أن أحمد قطيشات هو الرئة التي كنا نتنفس بها عندما كانت تعترضنا أية صعوبات، والجميع يعلم بأن قطيشات تدرب على يدي المرحوم محمود الجوهري، ولهذا فقد قام قطيشات بترتيب كافة معسكراتنا وقاما بتوجيهنا في كثير من المواقف ، ولا يوجد بيننا وبين قطيشات إلا كل محبة وتقدير وهو للإنصاف امتداد لمسيرة الراحل الكابتم الجوهري.


* نفهم من حديثك أن دوائر الإتحاد لم تكن مقصرة مع المنتخب؟


نعم لم تكن مقصرة على الإطلاق وهي تعمل بحرفية عالية المستوى مما ساهم في انعكاس ذلك ايجابا على مشاركتنا الخارجية بفضل الله والعاملين بالإتحاد حيث لا أكاد أتذكر أن مشكلة ما صادفتنا ولم توجد لها الحلول السريعة بفضل جهود أمين السر خليل السالم.


* يقال بأن أبو عابد كان يتفرد بقراراته ولا يستشير طاقمه بأي شي؟


من أراد أن يصدق كلامي أهلا وسهلا ومن أراد أن يشكك في كلامي فإن الأيام كفيلة لتثبت له بأن الملاعب الأردنية انجبت لاعبا اسمه جمال أبو عابد خلقا وأدبا وفنا، وستثبت بأنها انجبت أيضا مدربا على مستوى عال من الحرفية والتدريب العملي والعلمي فهو مخلص جدا بعمله وهو صاحب قرار في حال لزم الأمر الخروج بقرار لكن لا يعطي قراره إلا بعد أن يتشاور مع طاقمه، وأقولها للإنصاف أيضا من يريد أن يعمل مع أبو عابد فعليه أن يودع النوم.


* مع تقديرنا لكم، ولكن هنالك من يقول أن غالبية معسكراتكم كانت عبارة عن (شمة هوا) وسهر ولاعبين يقضون وقتهم على (الفيس بوك)؟


هما في البداية معسكران فقط في تركيا وكل معسكر اشتمل على خوض ثلاث مباريات ودية وحققنا فيهم نتائج مميزة وكان اللاعبون يخضعون لتدريبات وعلى مرحلتين صباحة مسائية. أتعجب في ظل هذا الجدول أين (شمة الهوى) وهل كنا نمتلك الوقت الكافي للذهاب إلى برك السباحة والإستجمام والجلوس على القيس بوك. أقسم لكم بالله بأنني لم أعرف أن الفندق فيه بركة سباحة إلا قبل يوم من موعد مغادرتنا تركيا، ولم ينزل أي لاعب البركة إلا في آخر يوم لإلتقاط الصور التذكارية ولمدة نصف ساعة فقط. وأقول بما يتعلق بالفيس بوك والهاتف فإن الساعة الحادية عشرة مساء كان موعدا لكافة اللاعبين للخلود للنوم وكانت غرفهم مفتوحة وكنا نقوم بزيارات لغرف اللاعبين والأمور كانت على أكمل وجه.
ولأنني وعدت بقول الصراحة فإنني لا أخفي بأن بعض أخوة اللاعبين هم من كانوا يسهرون على الفيس بوك، ولأن هذه المعلومة وصلتني ونحن في تركيا فقد طلبت من كافة اللاعبين عدم اعطاء (باسورد) الفيس بك لأخوانهم ولا لأحد قطعيا.
معسكراتنا كانت ناجحة 100% ولا يوجد ما نخفيه لأننا نعي حجم المسؤولية التي تقع على عاتقنا ومن يريد أن يصطاد بالماء العكر فليقم بالمواجهة أفضل من استخدام أساليب ملتوية تهدف للإساءة.


* وهل حدث خلاف بينك وبين الجهاز الفني وبخاصة فيما يتعلق بكثرة طلباتهم؟


بصدق وأمانة الجهاز الفني ومعاونيه كانو أهلا لهذه المسؤولية ولو كان هذا الكلام صحيحا لما استمريت بعملي لدقيقة واحدة ، وأنا أشكر من منبركم الجهاز الفني والتدريبي واللاعبين على تعاونهم طيلة الفترة الماضية.


*هل قمتم بإستبعاد أحد من اللاعبين لسبب إداري؟


لم نستبعد أحدا فالجميع كان منضبطا بأعلى درجة ولا يوجد أي خلاف بيني وبين أي لاعب.


* وفي حال طلب منك العمل مع أبو عابد هل ستوافق؟


أبو عابد هو من يختار طاقمه، وأنا أتشرف العمل معه دائما.


* أنت كنت محسوبا على المدرب المصري محمد عبد العظيم الذي دعمك عند الجوهري للبقاء ولكنك كنت سببا برحيله؟


لقد اختارني الكابتن الراحل الجوهري للعمل مع محمد عبد العظيم الذي لم أكن أعرفه من ذي قبل، وقام بالتزكية أحمد قطيشات ، ومن عرفني على الكابتن الجوهري هما علي شهاب وزياد وبخصوص عبد العظيم فلقد عملت معه نعم له وجهة نظر وأنا لي وجهة نظر احترمه ويحترمني لكنني لم أكن سببا برحيله نهائيا ولست بصاحب قرار أصلا.


* لو عاد عبد العظيم هل تعمل معه مجددا؟


بصراحة لا


* يقال بأن عملك مع منتخب الشباب أشبه بالتطوعي حيث لا تتقاضى راتبا عاليا أسوة بالآخرين؟


الكاتبن الجوهري كان وعدني بتحسين وضعي المالي، فهو كان الخيمة لكافة الأجهزة الفنية والإدارية، وسأبقى مشجعا ومساندا لمنتخباتنا الوطنية.


* وكيف تصف خروج المنتخب من النهائيات بالمشرف بعد هذا الكم الهائل من المصاريف؟


هو خروج مشرف بكل ما تحمله الكلمة وقد خرجنا مرفوعي الرأس ولاعبينا أكدوا لأنهم رجال وجهازنا الفني والتدريبي كان مثابرا ومجتهد وعلى مستوى عال وصنع لاعبين للمستقبل سيكون الرافد الرئيسي للمنتخب الوطني في قادم السنوات.
كثير من الدول التي أنفقت أضعافا مما أنفقناه وخرجت من الدول الأول، لكننا بفضل العزيمة نجحنا في التأهل في مجموعة كانت الأصعب بين سائراتها. هنالك دول أنفقت أضعاف ما أنفقناه، فهذه لعبة جماعية وبالتأكيد تتطلب نفقات عالية لكننا مقارنة مع غيرنا فإننا حظينا باهتمام وعناية أسوة بكافة المنتخبات الوطنية، وأعتقد أن كل شخص يتحدث بهذا الموضوع هو (غايب طوشة).