حقق مانشستر سيتي الانجليزي تعادلاً مثيراً مع ريال مدريد الأسباني في ملعب الاتحاد بهدف لكل فريق في الجولة قبل الأخيرة من منافسات دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا مساء اليوم الأربعاء، ليحرم الضيوف من فرصة المنافسة على صدارة المجموعة مع بوروسيا دورتموند الألماني ليتأهل الفريق الاسباني لدور ال16 بصفته الوصيف.


وارتفع رصيد الريال للنقطة الثامنة بالمركز الثاني، خلف دورتموند المتصدر برصيد 11 نقطة، ثم أياكس امستردام الهولندي برصيد 4 نقاط في المركز الثالث، وفي الأخير يأتي مان سيتي برصيد 3 نقاط من ثلاث تعادلات.


ويحل أياكس ضيفاً على الريال في سانتياجو برنابيو خلال الجولة المقبلة، بينما يسافر مان سيتي لألمانيا لمواجهة دورتموند. وضمن الفريق الألماني التأهل رسمياً كأول المجموعة بغض النظر عن نتيجة مباراته القادمة مع سيتي الذي مازال لديه الأمل في التأهل للدوري الأوروبي.


دخل المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني اللقاء بأمل حجز المركز الثالث في المجموعة للتواجد في الدوري الأوروبي بعدما انعدمت فرصته في التأهل لدور ال16، حيث اتبع أسلوب 3-4-1-2 معتمداً في المقدمة على رأسي الحربة دزيكو وسيرجيو اجويرو، خلفهما ديفيد سيلفا، وجاء في الارتكاز يايا توريه ونصري، وفي قلب الدفاع الثلاثي زاباليتا وكومباني وناستاسيتش، وفي الطرفين مايكون (يمين) وكوالاروف (يسار).


أما جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد، لم يضع نصب عينيه سوى الفوز لضمان مقعد في الدور المقبل، معتمداً على تشكيلته المعتادة 4-2-3-1، مستعيناً بالكرواتي لوكا مودريتش بدلاً من الألماني مسعود أوزيل، جاوره انخل دي ماريا وكريستيانو رونالدو لدعم كريم بنزيمة في الهجوم، وتولى تشابي ألونسو وسامي خضيرة مهام الارتكاز الدفاعي، وحل راموس وبيبي وكوينتراو وأربيلوا في الدفاع.


دخل الفريقان في أجواء المباراة سريعاً، وظهرت الرغبة الجامحة للملكي في تحقيق الفوز للتربع على صدارة مجموعته، مصطدماً بطموح السيتي وآماله في التنافس على لقب الدوري الأوروبي. وسرعان ما أعلن رفاق جوزيه مورينيو عن أنفسهم في المباراة حينما أرسل انخل دي ماريا تمريرة عرضية من الجانب الأيمن ضربت خط الدفاع الإنجليزي، لتذهب إلى الهارب من الرقابة كريم بنزيمة الذي حول الكرة من أول لمسة في شباك جو هارت الذي لم يستطع التصدي للكرة في الدقيقة العاشرة ليعلن الفرنسي عن هدف أول للملكي.


لم يهدأ الفريق الضيف، وانطلق كريستيانو منفرداً بالحارس هارت وسدد الكرة "لوب" من فوقه ولكن المدافع ماتا ناستاسيتش انطلق بأقصى سرعته وشتت الكرة قبل ان تتجاوز خط المرمى، لتعود للبرتغالي الدولي الذي صوب مرة أخرى ولكن الدفاع تصدى لكرته لتذهب للركنية في الدقيقة 17. وظهرت تعبيرات مورينيو "المثيرة" في الإعادة وهو غاضب من ضياع الفرصة السهلة.


انكمش السيتي نوعاً ما بسبب سرعة الريال وقدرته على التواجد في نصف ملعب السماوي بأسرع وقت، وتمكن جو هارت من إنقاذ فريقه من هدف ملكي محقق بعدما اخترق سامي خضيرة العمق الدفاعي واتجه صوب المرمى ولكن العملاق هارت خرج من مرماه لملاقاته والتصدي للكرة في الدقيقة 24.


جاء الرد سريعاً للغاية عن طريق تمريرة طولية تسلمها سمير نصري من نصف الملعب تقريباً، لينطلق بسرعته تجاه مرمى ايكر كاسياس وعندما اقترب من المنطقة حاول المراوغة والتمرير ولكن الدفاع أفسد محاولته.


ارتفع إيقاع المباراة وتبادل الفريقان الهجوم، وتقمص مايكون دور "سوبر مان" في الدقيقة 27، وانطلق انطلاقة ماراثونية وسط دفاع الريال، ولكن في الأخير صوب بجوار القائم الأيسر لمرمى الحارس كاسياس لتضيع فرصة أخرى على السيتيزينز.


مع بداية الشوط الثاني، ازدادت رغبة السيتي في إدراك التعادل، من خلال الهجوم بقوة على مناطق الميرينجي، ولكن التمركز الدفاعي لالونسو وخضيرة سهلا من مهمة الخط الخلفي للضيوف.


لم يتمكن أي من الفريقين السيطرة على الكرة بشكل متواصل، حيث سارت المباراة "سيجالاً" بين الطرفين، مما زاد من إثارتها. جن جنون مانشيني ودفع بالمهاجم الثالث كارلوس تيفيز على حساب سمير نصري في الدقيقة 61 ليتراجع الريال ويتقدم السيتي للهجوم لتتوالى الهجمات التي كان أخطرها عرضية من الجانب الأيمن حولها سيرجيو أجويرو داخل منطقة الست ياردات، ولكن الحارس العملاق كاسياس تصدى للكرة من على خط المرمى ليحرم أصحاب الأرض من فرصة تعديل النتيجة في الدقيقة 64.


رغم السيطرة الهجومية للمان سيتي، إلا أن هذا لم يقلل من شأن الريال الذي تميز بسرعة مرتداته وخطورتها على مرمى جو هارت. وفي الدقيقة 67، قرر مورينيو سحب مودريتش والدفع بكاييخون بدلاً منه.


وبالفعل حصل مان سيتي على مراده جراء الضغط، من خلال ركلة جزاء تسبب فيها أربيلوا بعد اعاقة أجويرو، ليحصل على البطاقة الصفراء الثانية (الحمراء) ويغادر الملعب في الدقيقة 73. انبرى للركلة الكون أجويرو وسددها بنجاح على يسار الحارس كاسياس ليشغل ملعب الاتحاد بنتيجة التعادل.


اشتعلت المباراة في دقائقها الأخيرة، وكثف المان سيتي من هجماته واختراقاته من الجانبين، في حين اعتمد الريال على سرعات كريستيانو الخارقة في إرهاق دفاع السيتيزينز. استمر الوضع كما هو عليه إلى أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة بتعادل الفريقين.