عواصم - وكالات - قصفت اسرائيل امس اهدافا لناشطين فلسطينيين في قطاع غزة من الجو والبحر لليوم الخامس على التوالي أوقعت 22 شهيداً بينما يتأهب الجيش الاسرائيلي لغزو بري محتمل رغم اعلان مصر رصد «بعض المؤشرات» لامكان التوصل لهدنة.
وتراجعت أعداد الصواريخ التي يطلقها النشطاء الفلسطينيون خلال الليل لكنها استؤنفت في الصباح واستهدف صاروخان تل ابيب لكن درع القبة الحديدية المضادة للصواريخ اسقطتهما.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعيد الهجوم إن اسرائيل مستعدة لتوسعة نطاق هجومها.
وأضاف في اجتماع لمجلس الوزراء «ندفع ثمنا باهظا بسبب حماس والمنظمات الإرهابية وقوات الدفاع الإسرائيلية مستعدة لتوسيع كبير للعملية.» ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن نحو 56 فلسطينيا نصفهم تقريبا من المدنيين منهم 14 طفلا قتلوا منذ بدء الهجوم وأصيب المئات. وسقط اكثر من 500 صاروخ من غزة على اسرائيل وقتل ثلاثة مدنيين وأصيب العشرات. وبدأت اسرائيل هجماتها الجوية المكثفة يوم الاربعاء وقتلت القائد العسكري لحركة حماس.
والهدف المعلن من العملية العسكرية التي تشنها اسرائيل هو استنزاف ترسانات الأسلحة في غزة والضغط على حركة حماس لوقف إطلاق الصواريخ عبر الحدود.
واستمرت الغارات حتى بعد منتصف الليلة الماضية مع قيام سفن حربية بقصف اهداف من البحر. وقال مسؤولون طبيون ان ثلاث هجمات اخرى وقعت مما أسفر عن مقتل ثلاثة اطفال واصابة 14 شخصا آخرين.
جاءت هذه الهجمات بعد بيان ينم عن التحدي اصدره ابو عبيدة المتحدث العسكري باسم حماس اذ قال في مؤتمر صحفي تلفزيوني ان هذه الجولة من المواجهة لن تكون الاخيرة ضد «العدو الصهيوني» وهي ليست سوى البداية.
واحتشدت الدبابات والمدفعية على حدود غزة لعملية برية محتملة وقررت الحكومة الاسرائيلية يوم الجمعة مضاعفة قوات الاحتياط للهجوم الحالي لتبلغ 75 الف فرد. وتم استدعاء 30 الف جندي بالفعل.
وكتب نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعلون على حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت «اذا كان هناك هدوء في الجنوب ولم تطلق صواريخ على المواطنين الاسرائيليين ولم تدبر هجمات ارهابية من قطاع غزة فإننا لن نشن هجمات.»
ولاقت العملية الاسرائيلية دعما غربيا لما وصفه الزعماء الاميركيون والاوروبيون بحق اسرائيل في الدفاع عن النفس ولكن هناك ايضا عددا متزايدا من النداءات من زعماء العالم لوقف اعمال العنف.
وفي القاهرة قال الرئيس المصري محمد مرسي ان هناك «بعض المؤشرات» على امكانية التوصل لوقف لاطلاق النار قريبا بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة لكنه ليس لديه اي ضمانات مؤكدة. ويسعى مسؤولون أمنيون مصريون الى الوساطة في تهدئة مع حركة حماس.
وتوسطت مصر في تهدئة غير رسمية في تشرين الاول إنهارت بعد اندلاع اعمال العنف الاخيرة. وقال مسؤول فلسطيني ان المناقشات بشأن التهدئة ستستمر في القاهرة قائلا ان «هناك املا» ولكنه قال ان من السابق لاوانه الحديث عما اذا كانت هذه الجهود ستكلل بالنجاح.
وقال نتنياهو في تصريحاته خلال اجتماع مجلس الوزراء امس إنه اكد في محادثاته الهاتفية مع زعماء العالم أن «اسرائيل تبذل جهودا لتفادي إيذاء المدنيين بينما تبذل حماس والتنظيمات الإرهابية كل جهدها لضرب أهداف مدنية في اسرائيل.»
وسحبت اسرائيل المستوطنين من غزة عام 2005 وبعد ذلك بعامين سيطرت حركة حماس على القطاع الذي تحاصره اسرائيل.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان كاميرون «ابدى قلقه من خطورة تصاعد الصراع بشكل اكبر وخطر سقوط مزيد من الضحايا المدنيين من الجانبين» في اتصال هاتفي مع نتنياهو.
وأضاف المتحدث ان بريطانيا «تضغط على الجانبين لوقف التصعيد.» وقال ان كاميرون حث نتنياهو على «بذل كل جهد ممكن لانهاء الصراع.»
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اسرائيل من ان شن عملية برية على غزة قد «يكلفها (خسارة) جانبا كبيرا» من الدعم الدولي الذي تلقاه، مضيفا ان مثل هذه العملية «تهدد بتمديد النزاع».
وقال هيغ لقناة سكاي نيوز ان «رئيس الوزراء وانا شخصيا اكدنا لنظيرينا الاسرائيليين ان اي غزو بري لغزة سيكلف اسرائيل جانبا كبيرا من الدعم الدولي الذي تحظى به في هذا الوضع».
وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي للرئيس باراك أوباما ان واشنطن تود انهاء الصراع من خلال «وقف التصعيد» والدبلوماسية ولكنها ترى ايضا ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة ان من المتوقع ان يزور بان كي مون الامين العام للامم للمنظمة الدولية اسرائيل ومصر خلال الايام المقبلة للحث على وقف القتال. وقالت وزارة الخارجية المصرية امس إن بان سيصل إلى مصر اليوم الإثنين لإجراء محادثات مع مرسي ومسؤولين آخرين.
وسيمثل الاجتياح المحتمل لقطاع غزة والمجازفة بوقوع خسائر بشرية كبيرة مقامرة لا يستهان بها لنتنياهو المرجح أن يفوز في انتخابات كانون الثاني.
ورغم ذلك اشارت اسرائيل التي حشدت دبابات ومدفعية على الحدود انها مازالت تدرس احتمال القيام بهجوم بري على غزة.
واعلن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان امس ان اسرائيل مستعدة للنظر في تهدئة مع الفصائل المسلحة الفلسطينية شرط توقف اطلاق القذائف من غزة.
وقرر مجلس الوزراء الاسرائيلي يوم الجمعة تعبئة ما يصل إلى 75 ألف جندي احتياط وهو ما يزيد مرتين عن العدد الذي وافقت الحكومة على استدعائه بعد بدء الهجوم.
واستمرت آخر حرب على غزة ثلاثة اسابيع وشملت غارات جوية إسرائيلية إلى جانب التوغل البري في آواخر عام 2008 ومطلع 2009 وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني أغلبهم من المدنيين و13 اسرائيليا.
لكن اشتعال الوضع في غزة زاد من التوتر في الشرق الاوسط الذي يشهد بالفعل اضطرابات جراء الثورات العربية والصراع في سوريا الذي يهدد بان يمتد خارج حدودها.
ومن التغيرات الكبرى انتخاب حكومة اسلامية في القاهرة متحالفة مع حماس وهو ما يمكن ان يحد من هامش المناورة امام اسرائيل في مواجهة الحركة الفلسطينية. ووقعت اسرائيل ومصر معاهدة سلام عام 1979.
وادى هجوم شنته اسرائيل يوم السبت الى تدمير منزل احد قادة حماس قرب الحدود المصرية. وقال شهود انه تم تفادي وقوع ضحايا لان اسرائيل اطلقت مقدما صواريخ تحذيرية من طائرة بلا طيار وهو ما جعل عائلة النشط تفهم انه انذار من اجل الفرار ومن ثم تسنى عدم وقوع ضحايا.
وقصفت طائرات اسرائيلية ايضا مباني لحكومة حماس في غزة السبت من بينها مكاتب رئيس الوزراء اسماعيل هنية ومقر للشرطة. ودمر نظام «القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ اكثر من 200 صاروخ أطلقت من غزة في الجو منذ يوم الأربعاء مما أنقذ بلدات ومدن اسرائيلية من أضرار كبيرة محتملة.
وقالت الشرطة إن صواريخ أطلقت اليوم وتفادت القبة الحديدية مما أدى الى إصابة شخصين حين سقطا على منزل في مدينة عسقلان.