كتب - محرر الشؤون النقابية - أفشل وعي المواطن بشكل عام والمعلم بشكل خاص، دعوة نقابة المعلمين للإضراب، منذ اللحظات الأولى لصباح أمس الأحد، منتصراً بذلك لمصلحة الطالب من باب المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه.
ووفق تقديرات وزارة التربية والتعليم التي تم رصدها في المحافظات فقد شكل الاضراب ما نسبته 15 بالمائة من المجموع الكلي للمدارس، فيما شكل 2 بالمائة في مدارس العاصمة عمان.
ففي محافظات الشمال حقق الالتزام بالدوام صباح امس النسبة الكبرى، اذ تم رفض الاضراب بشكل مطلق في محافظة المفرق، فيما شهدت محافظات الجنوب تذبذباً بالدوام انتهى لصالح الوطن والطلاب، بتسيير الدوام كالمعتاد في اغلب مدارس محافظات الجنوب.
ووفق تلك الأرقام، تكون نقابة المعلمين، أخفقت في معارضة الحس الوطني المسؤول لدى شرائح واسعة من معلمي المملكة، نتيجة مخالفتها قانون النقابة الذي يؤكد عدم الإضرار بحق الطالب في التعليم.
ورغم دعوات أولياء أمور الطلبة، لنقابة المعلمين ان يتقوا الله في أبنائهم، وألا يعرضوهم للأذى النفسي والتعليمي، تضرب النقابة نداءاتهم بعرض الحائط، وتخطف مستقبل أبنائهم «رهينة» بأيديهم لتحقيق مطالبها السياسية، التي تتفرد بها جماعة الاخوان المسلمين.
هذا التصرف، المدان شعبياً، وخلقياً، فهو تماماً، كمن يتخذ الأطفال دروعاً بشرية، في معركته سواء العسكرية أو السياسية، مبتعدين عن المنهج الإسلامي والسنة النبوية الشريفة، سالكين دروب السوء، والابتزاز بغض النظر عن الوسيلة حتى لو كانت «الأطفال».
نعتقد هنا، أن صبر المواطنين سينفد تجاه تصرفات النقابة اللامسؤولة بحق أبنائهم الطلبة، اذ تشير استطلاعات ميدانية اجرتها الرأي، الى حالة سخط عام لدى الشارع الاردني، وعزم اولياء امور على مقاضاة نقيب واعضاء مجلس نقابة المعلمين، بتهمة الحاق الضرر بالطالب والمساس بالعملية التربوية.
ورغم الفشل الذي منيت به النقابة في يومها الاول من الاضراب، والذي بدا واضحاً للعيان في العاصمة عمان، التزمت المدارس الخاصة التابعة لجمعية المركز الاسلامي التابعة لجماعة الاخوان المسلمين، بالاضراب بنسبة مائة بالمائة، والذي يؤكد بالدليل القاطع على نوايا الاخوان المسلمين في تهييج الشارع، والذهاب بالبلاد الى المجهول، وتسّيد المشهد المضطرب بقوالب واطارات مختلفة.
ووفق مصادر مؤكدة، فقد قررت قيادة جماعة الاخوان المسلمين منذ ايام، المضي قدماً في اضراب المعلمين، بعيدا عن مجلس النقابة الذي يأتمر بأمرها، وتتخذ من نقيبها واجهة ديكورية، لتنفيذ أهدافها السياسية المنسجمة بأجندات خارجية، والتحشيد للاضراب، والذهاب في البلاد الى حالة اللاعودة لا قدر الله.
وأخيراً، يبقى الرهان على حس المعلم الاردني الوطني، في فهم الواقع السياسي للنقابة التي اختطفت وسيست أهدافها بأجندة اخوانية، وعدم الانقياد وراء قراراتها والالتفات الى المصلحة الوطنية العليا، التي عمادها المسيرة التعليمية وعلى رأسها أبناؤنا الطلبة.