غريب أمر جماعة الاخوان المسلمين في الأردن وعجيبة هي تلك المواقف ذات المعايير الأكثر من مزدوجة عندما يتعاطون مع الشأن الوطني حيث يبدون المزيد من العناد والمكابرة ولا يصغون الى ما يقوله الأردنيون في مجالسهم ولا يقيمون وزناً لقواعد اللعبة الديمقراطية التي لا تسمح لأحد مهما كان حزباً أم جماعة أم ائتلافاً أم جمعية أم فئة او جهة ان تفرض رأيها دون الانخراط في هذه اللعبة والعمل على تغيير تلك القواعد لا يتم الا من خلال القنوات الدستورية والقانونية وبالتفويض الشعبي الذي يأتي عبر صناديق الاقتراع ، أما غير ذلك فهو محاولة للاستقواء وعرض القوة المزعومة والنوم في العسل المزيف بان شعبيتهم كفيلة باجبار الحكومة على الرضوخ لمطالبهم او صياغة قانون انتخاب وفق قياسهم فقط وهو امر اكتشفوا الان رغم كل ضجيجهم انهم سجلوا هدفاً في مرماهم هم كما يقول معلقو كرة القدم..
هذا عن الانتخابات أما حالة الانكار والمنطق المقلوب الذي يعيشونه والقراءة الخاطئة والمغلوطة للمشهد الوطني وازمة الاقتصاد وعجز الموازنة والصعوبات التي يعيشها مجتمعنا جراء ارتفاع فاتورة الطاقة وغياب المساعدات وارتفاع كلفة الخدمات الصحية والتربوية والخدمية التي تقدمها الحكومة للأردنيين وما تنفقه على البنى التحتية اضافة الى الآثار المترتبة على الازمة الاقتصادية والمالية العالية، فإن الاخوان المسلمين في الأردن لا يرون في ذلك كله سوى فرصة للمزايدة على الحكومة والتحريض عليها واصدار بيانات وتصريحات وعقد ندوات يشعر من يقرأها او يستمع اليها بان هؤلاء الناس يعيشون في كوكب آخر او ان مصير الاردن لا يعنيهم، أما معاناة الاردنيين وتزايد الصعوبات التي يواجهونها فهي فرصة لهم كي يحققوا مكاسب سياسية ويجلسوا في مقاعد التنظير واطلاق المزاعم بان ما يحدث هو من صنع الحكومات وكأن هذه الحكومات التي لا يتوقفون عن مهاجمتها اياً كان رئيسها واياً كانت الحلول او المبادرات التي تطرحها على الصعيد الاقتصادي او السياسي او الاجتماعي او المالية وبخاصة في شأن العلاقة مع الصندوق والبنك الدوليين اللذين لم تعد اي دولة في العالم بما فيها دول الاتحاد الاوروبي كاسبانيا واليونان تخجل من التعامل معهما..
هنا يتساءل الاردنيون عن سرّ هذه العدمية التي يواظب الاخوان المسلمون على التعاطي بها مع الشأن الاردني فيما هم يصرفون النظر ويرددون ما لجأ اليه اخوانهم في مصر الذين تسلموا الحكم والذين قالوا قبل وصولهم السلطة ان الاقتراض من الصندوق الدولي رباً وهو محرم ثم عند وصولهم الى السلطة افتوا بان ذلك حلال ..
ليس هذا فحسب بل ان حكومة الاخوان المسلمين في مصر ونحن هنا لا ننتقدها بل نسوق الامثلة، قررت رفع الدعم عن البنزين من صنف 95 اوكتان وهي بصدد اتخاذ المزيد من القرارات في هذا الشأن لمعالجة ازمتها الاقتصادية والمالية الصعبة والتي يعرفها الجميع..
فلماذا كل هذا الهجوم والتجني على أي قرار قد تتخذه حكومة الدكتور عبدالله النسور في مسألة رفع الدعم عن اسعار المحروقات بعد ان اثقلت فاتورة الطاقة كاهل الموازنة واوقعتها في عجز غير مسبوق ولم يعد امامنا سوى الاعتماد على انفسنا وترشيد انفاقنا واستهلاكنا ومواصلة محاربة الفساد والهدر والانفاق غير المبرر..
آن للاخوان المسلمين ان يتحدثوا بلغة واحدة وان يصطفوا الى جانب وطنهم وشعبهم ولهم مطلق الحرية التي كفلها الدستور في اختيار مواقفهم السياسية أما عندما يتعرض الوطن الى مصاعب وازمات فيجب ان تتضافر الجهود لانقاذ الوطن وشعبه.
رد مع اقتباس
المفضلات