القدس المحتلة - الرأي - كامل إبراهيم - قال وزير الجيش الإسرائيلي "إيهود باراك" صباح الثلاثاء، بأن جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة ومحيطه لم تنته بعد، وان "إسرائيل" ستتخذ قرارا بشأن طريقة وتوقيت العمل من اجل "استعادة قدرتها على الردع"، مؤكداً أن "إسرائيل" "لن تتحمل إصابة مواطنيها".
وحمل "باراك" حركة حماس المسؤولية عن استمرار إطلاق الصورايخ على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، مشيراً إلى أن حركة حماس "تلقت ضربات مؤلمة خلال الأيام الأخيرة" على حد قوله.
وكانت قد ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المنتدى الوزاري المصغر قد اجتمع صباح امس بدعوة من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، لبحث توسيع العمليات العسكرية على قطاع غزة، مع استمرار القصف الصاروخي بالرغم من الحديث الجدي من خلف الكواليس عن التهدئة.
ويأتي هذا الاجتماع بعد سلسلة من التحركات قام بها "نتنياهو" ووزير خارجيته "أفيغدور ليبرمان" لتهيئة الرأي العام لتنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة, ووفقا لما نشره موقع صحيفة "معاريف".
وقال وزير التعليم الإسرائيلي "جدعون ساعر" إن كل من يفهم حقيقة الواقع يدرك أن احتمال قيام "إسرائيل" بعملية عسكرية واسعة لوقف إطلاق القذائف الصاروخية يزداد أكثر فأكثر، مشيراً إلى أن جولات المواجهة التي وصفها بالعنيفة في المناطق الجنوبية لا يمكن تحملها.
وأكد "جدعون ساعر" أن الحكومة ستختار التوقيت الملائم للعمل من منطلق المسئولية والتفكير السليم، واصفاً الاتفاقيات التي يتوصل إليها الجانب الإسرائيلي مع الفلسطينيين حول التهدئة بالهشة مرجعاً السبب بحسب إدعائه إلى أن عناصر مسلحة فلسطينية تتصرف بمفردها في إطلاق الصواريخ.
ورأى الوزير الليكودي انه يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يوضح للفلسطينيين أنه يجب دفع الثمن غالياً ومؤلماً للغاية في حال استمرت سقوط الصواريخ على البلدات الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته دعا عضو الكنيست عن حزب العمل "نحمان شاي" الحكومة الإسرائيلية للرد على إطلاق الصواريخ من خلال القيام بعملية عسكرية ضد قطاع غزة، معرباً عن أمله في أن تنظم العلاقات بعد تلك العملية مع قطاع غزة والتوصل إلى نوع من الحل السياسي، مشيراً إلى أنه يمكن ذلك من خلال الوساطة المصرية والدولية.
"خيرا كان أم شرا، لم أسمح لهذا الوضع أن يستمر"، أوضح أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ختام نقاش عملياتي مع باراك، رئيس الاركان وضباط كبار آخرين. وقال نتنياهو انه اذا استمرت النار، فستوجه التعليمات للجيش الاسرائيلي لوقفها. هذا
ورغم الرد مضبوط النفس لاسرائيل، فان حماس والمنظمات الفلسطينية تطلق الاشارات بانها غير معنية بتصعيد القتال، وانها مستعدة لوقف النار. واستدعت قيادة حماس أمس قيادة الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الى مقر القيادة في غزة.
وقال مصدر مصري رفيع المستوى أمس ان القاهرة نقلت الى المنظمة رسالة تفيد بانها لن تدخل في مواجهة مع اسرائيل اذا ما استمرت جولة القتال.
وفي ختام اللقاء، الذي استغرق نحو ثلاث ساعات، أعلنت المنظمات بأنها مستعدة لان تنظر في وقف النار شريطة أن تكون اسرائيل ملتزمة بذلك. وقال الناطق بلسان حماس في غزة سامي ابو زهري ان "المنظمات الفلسطينية استجابت لتوجه حماس ومستعدة لان توقف النار، طالما امتنعت اسرائيل عن الهجمات والتصفيات في غزة. أما اذا استمرت الهجمات فسنرى أنفسنا معفيين من كل التزام".
وأعرب الإتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء عودة العنف بين "إسرائيل" وقطاع غزة، داعياً الجانبان إلى ضبط النفس، فيما قصفت قوات الاحتلال فجر الثلاثاء، عدة أهداف ومواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مدعية أنها تأتي رداً على استمرار إطلاق القذائف الصاروخية على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
وقالت الممثل الأعلى للشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي "كاثرين آشتون" في بيان لها: "أشعر بقلق شديد لعودة العنف بين غزة وإسرائيل، وأدعو الجانبين إلى ضبط النفس لعدم زيادة تفاقم الوضع".
وأكدت آشتون "دعم جهود الوساطة التي تقوم بها مصر"، التي تسعى من خلالها إلى إقناع الفصائل المسلحة في غزة بالالتزام بالتهدئة، مضيفة أن "استئناف المفاوضات هو وحده الذي يمكن أن يحقق التطلعات المشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين عن طريق حل الدولتين".
وفي سياق متصل ذكرت مصادر إسرائيلية " أن مصر تعمل بجد لوقف التصعيد الحاصل في قطاع غزة، محذرة من أن مصر سترد "بشكل قوي" في حال قررت "إسرائيل" شن عملية برية على قطاع غزة.
وذكرت إحصائية قام بنشرها جهاز الأمن العام الشاباك مساء الاثنين أن عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقت من قطاع غزة خلال عام 2012 على النقب الغربي والمدن الإسرائيلية المحاذية للقطاع هي الأكثر منذ عملية "الرصاص المصبوب" والتي نفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة عام 2008.
وتشير الإحصائية إلى أن هناك قفزة كبيرة بأعداد الصواريخ والقذائف التي سقطت على جنوب "إسرائيل" والتي وصلت إلى 858 صاروخاً وقذيفة هاون من بينها 119 صاروخاً أطلقت خلال الجولة الأخيرة من التصعيد على حدود غزة، مشيرةً إلى أنها لا تشمل الصواريخ التي تمكنت القبة الحديدية من اعتراضها خلال العام بأكمله ووصلت إلى نحو 110، بالإضافة لعشرات من الصواريخ والقذائف التي أطلقت مساء اليوم الاثنين.
وتوضح أن الصواريخ التي سقطت في الأعوام الماضية كانت بأعداد أقل منذ الحرب من هذا العام، حيث أطلق 418 صاروخاً وقذيفة العام الماضي، فيما شهد عام 2010 نسبةً أقل حيث وصلت عدد الصواريخ التي سقطت تجاه البلدات الإسرائيلية إلى 357، فيما شهد عام 2009 إطلاق 317 صاروخاً وقذيفة عقب انتهاء عملية الرصاص المصبوب.
وأشارت الإحصائية إلى أن عام 2008 كان الأكثر حظاً في تساقط الصواريخ على جنوب "إسرائيل" وخاصةً خلال عملية الرصاص المصبوب والتي بلغ عدد الصواريخ في ذاك العام 3700 صاروخاً وقذيفة.