حفلت الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبداله الثاني الى رئيس مجلس امناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية واعضاء مجلس الامناء في مناسبة إعادة تشكيله, بكثير من الاشارات والدلالات التي يمكن للمدقق فيها أن يرى حجم وطبيعة الأهمية والاولويات التي يرى فيها قائد الوطن ناظمة لعمل المجلس وبخاصة في عشريته الثانية (تشكل عام 2001) والتي استطاع الصندوق خلال السنوات الماضية ان يحقق العديد من الانجازات التي ساهمت بدورها في ترجمة بعض جوانب الرؤية الملكية الساعية لإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة تستفيد منها بالطبع فئات واسعة ومتنوعة من ابناء وبنات وطننا الغالي فضلاً عما انجزه الصندوق من مبادرات ومشاريع عديدة على امتداد محافظات الوطن.
من هنا, وفي اطار هذه الرؤية الملكية الشاملة التي تنظر الى الامورمن زاوية وطنية متكاملة تستدعي من الصندوق التعاون مع جميع المؤسسات الوطنية لمراكمة الانجاز وتحقيق التطلعات لتمكين شرائح اوسع من ابناء وبنات الاردن في مختلف المجالات والقطاعات عبر اطلاق مبادرات نوعية في مجال التدريب والتأهيل والتعليم والابداع والريادة للمساهمة في توفير فرص عمل انتاجية مستدامة, فإن جلالة الملك أولى في رسالته كما حث رئيس ومجلس امناء الصندوق على الاستمرار في تحمل مسؤوليته الوطنية الرائدة في رعاية ودعم الشباب, بما هم قادة المستقبل وبناة الغد والاردن الجديد الذي ننشد يجب وبالضرورة ان يرتكز على دور الشباب ومشاركتهم كما كان حاله على الدوام.
إذن بات مطلوبا وبارادة ملكية واضحة وداعمة وحاسمة من الصندوق ان يركز على مسارين اساسيين في برامجه الشبابية مسار اقتصادي وتمكيني.. يتمثل في استمرار وتطوير ادوات دعم الصندوق للابداع والتميز والريادة من خلال دعم شبابنا وشاباتنا في مختلف المجالات أما المسار الثاني فيتوجب ان يكون مساراً اجتماعياً توعوياً يتمثل في بلورة وتنفيذ مبادرات وبرامج تكرس الثقافة الديمقراطية والمشاركة السياسية واخلاقيات الحوار الهادف وثقافة العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية.
بات المشهد اكثر وضوحاً والرؤية الملكية ترسم للصندوق خريطة عمل ميدانية وبخاصة لاعداد الصندوق استراتيجية متكاملة يجب ان تتضمن خطة وآليات تعبر عن رؤية الصندوق للعشرية الثانية من مسيرته وبما يضمن الارتقاء بمستوى برامجه وفقاً لأفضل اسس الحاكمية الرشيدة وتضمن توسيع وتنويع الفئات الاجتماعية المستفيدة من برامج الصندوق وتحرص على التواصل مع ابناء المجتمعات المحلية, ليكونوا شركاء حقيقيين في العملية التنموية.
جملة القول ان جلالة الملك يضع التنمية والاصلاح الشامل على رأس جدول اعماله الشخصي وبما يضمن في النهاية تحسين مستوى معيشة المواطن الاردني وتوفير فرصة العمل له وبما يمكّنه من الاسهام في نهضة وتطوير الاردن نموذجاً يحتذى في الديمقراطية والتعددية وتكافؤ الفرص والتنمية العادلة والارتقاء بالخدمات المقدمة للاردنيين افقياً وعامودياً واطلاق طاقات الشباب لابراز تميزهم وابداعهم وابتكاراتهم فهم قادة المستقبل وبناة الغد كما اكد على ذلك قائد الوطن وراعي مسيرته الاصلاحية والتنموية.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات