الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المخلوقين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم...
أما بعد
لاشك أن أمريكا هي من استغل تنظيم القاعدة (توجيهيا دون علمها) لتشويه صورة الإسلام وللاستعانة بها في مجالات شتى، مثلا معركتها مع الإتحاد السوفياتي ومن ثمة تصبح كأداة لتسليطها على من يرفض الوجود الأمريكي على أرضه لنهب خيراته أو التسلط على جاره...الخ.أما طريقة تسليطها على من تريد فهذا هو صلب الموضوع.
لقد أصبحت أمريكا تحت تصرف اليهود الصهاينة منذ تصفية أغلب سكانها الأصليين واستبدالهم بشعب مستورد نصفه من النخب الأوروبية لإدارة الأعمال والنصف الأخر من السواعد الأفريقية وممن تبقى من أبنائها اليتامى.إذا فاليهود تمكنوا من صنع الولايات المتحدة الأمريكية كما تمكنوا سابقا من صنع أغلب دول أوروبا المضللة والشعب المسيحي المضلل، فانصهرت كما انصهروا داخل الكيان الصهيوني ليصبحا جسدا وفكرا واحدا، والكل يعرف أن اليهود الصهاينة قبل إقدامهم على أي خطوة لابد من التخطيط لها بحنكة بمائة عام أو أكثر قبل القدوم على تنفيذها، فيختارون الزمان والمكان والمنفذ لأنهم قوم محبون للحياة لذلك يبتعدون عن مواجهة الموت فيختارون من يقوم مقامهم ، فهم أمكر قوم على وجه البسيطة بدون منازع. وحتى لا يبعدنا الحديث عن تنظيم القاعدة لنتحدث قليلا عن الشخص الذي يترأسها ويعتبر أهم مؤسسيها في نظرة العامة حتى انتهت مدة الصلاحية التي حددت له،دون علمه وهو شخص عاقل مجنون "أسامة بلادن"
(عاقل في جهاده ضد الاتحاد السوفياتي وتحرير ارض أفغانستان ومجنون بقبول الدعم من أمريكا في معركته)
اللهم اغفر لنا وله ولجميع المسلمين 'فقبول الدعم بمثابة التداوي بالحرام'
_فعن أم سلمة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال" إن الله –تعالى- لم يجعل شفاء أمتي في ما حرم عليها" وما روي عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله –عز وجل- انزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بالحرام"_
أما بالنسبة للانتهاء مدة صلاحية بلادن فهذا مقرون من أول يوم بتمكين القاعدة، وعندما تبين لهم أنها تمكنت في شبه الجزيرة العربية والعديد من بقاع العالم الإسلامي والمسيحي المعادي لهم أصبح وجود بلادن كعدم وجوده،فأصبحت القاعدة شبح يهدد المنطقة المستهدفة. إذا المبرر موجود للتدخل الأمريكي في أي مكان عندما تتطلب المصلحة الأمريكية ذلك تحت اسم محاربة الإرهاب وسحب قواتها عندما تتطلب أيضا المصلحة الأمريكية ذلك بمبرر أن بلادن قضي عليه.
يعني أن الرسالة التي صنع بلادن من أجلها انتهت وعندما تريد إحياءه في أي مكان تسلط الضوء على أحد أفراد القاعدة في تلك البلاد المستهدفة وتبدأ على الفور في مهاجمتها بدون تردد لأن الرسالة التي صنعت القاعدة من أجلها لازالت أمريكا في أمس الحاجة إليها .
وحتى لا ننسى الضلع الثالث من المثلث الخطير وهي الجزيرة التي تمكنت أمريكا من صنعها قطرية لإعطائها نوع من القبول في أوساط العامة.والظهور أمام العالم المستهدف بالإعلام الكاذب الصادق في بعض الأحيان المضلل في غالب الأحيان.الملفق للحقائق، العميل لأمريكا الصهيونية .لتظهر أمام العالم المستهدف بـأنها محايدة ومتعاطفة مع أبناء جلدتها وهم الشعوب العربية ولكنها عكس ذلك تماما حتى وإن تعاطفت في بعض الأحيان فاعلم أيها المشاهد أن تعاطفها إنما لغاية في نفس يعقوب. منها مثلا جس نبض الشارع العربي وإظهار النخب المعادية للصهاينة للقضاء عليهم والتعامل معهم بشكل خاص بنوع من الخداع الإعلامي الاحترافي لاستنطاقهم والكشف عن مخططاتهم المستقبلية دون وعي منهم لاتخاذ الاحتياطات اللازمة للتعامل معهم بحذر حتى لا يتفاجأ الصهاينة بشيء لم يكن في الحسبان ناهيك عن شغل المسلمين بعضهم ببعض .والعمل على توسيع نطاق هذا الاختلاف في جميع المجالات والدفع بهم للمطالبة بنوع من المطالب لا أقول تعجيزية ولكن الدول الإسلامية والعربية ليست مؤهلة للاستجابة لها في الوقت والحين حتى وإن تغيرت الحكومات بالكامل لأن التغيير المفاجئ يترك فراغات واسعة.مع أن هذه الحكومات أو الشعوب إن أرادت الاستجابة لهذه المطالب يجب عليها الرجوع إلى أصل المشكل وهو إعادة النظر في المناهج التعليمية لتكوين جيل مسلم- مع احترامي للأمة الإسلامية- خبير في دينه.مؤدي لفرائض دينه على الوجه الصحيح يعرف ماله وما عليه من الصغر مع الحرص على تكوين هذا الجيل على العلم بشتى أنواعه مع التخصص في كل مجال وهذا يتطلب وقتا طويلا شيئا ما وتضحيات جسام.لا التقتيل والخراب والطلب بعبور البحر دون قارب مع أن هذا هو اقرب حل لإصلاح حال المسلمين في نظري .وحتى نعود لصلب الموضوع وهو صناعة الإعلام المخادع .كل منا يتابع الجزيرة ويعرف ضيوفها فهي تختارهم بكامل الدقة والعناية هم صنفين من الضيوف ،صنف مستأجر عميل والصنف الآخر مغرر به مخدوع طامع في إسماع صوته للغير صاحب نية حسنة في أغلب الأحيان .أما الصنف المستأجر العميل فهو الإعلامي أو الصحفي الذي يظهر على شاشة الجزيرة ومن حدا حدوها من القنوات العميلة المدعومين من رأس مال واحد.لإبعاد التهمة عنها وتأكيد ما جاءت به من أخبار كاذبة وجعلها حقيقة .أما الصنف الآخر هم المغرر بهم من الخصوم على سبيل المثال الاتجاه المعاكس تجد فيصل القاسمي ينفرد بنصف الحلقة ويضغط على الخصوم بعامل الوقت حتى يأخذ من أجوبتهم ما يخدم مصلحة القناة تماما كالذي يقرأ نصف الآية (ويل للمصلين) ويصمت ويطرح أسئلة في غالب الأحيان. إن أردت الإجابة عنها وتبيينها للمشاهد العادي احتجت من الوقت يوما كاملا حتى وإن كنت تتمتع بفصاحة قريش ليستغل ضيق الوقت ويسلط الضوء على جزء من هذا الجواب يخدم المصلحة المحددة التي أنشئت الجزيرة من أجلها وهو زرع الفتنة بما تحمل الكلمة من معنى والفتنة اشد من القتل. ومن احد الأدلة على ذلك ، وسائل الإعلام المأجورة لم تأت بالجديد في موت بلادن ولم تغص فيه بشكل أعمق كما تفعل في اغلب الأحيان عندما يتعلق الأمر بالمصلحة الأمريكية أو الدخول في صلب الموضوع بل اكتفت بتصريحات ببغائية بترديد ما قالته وسائل الإعلام الأمريكية لجذب انتباه المواطن العادي عن صلب الموضوع وذلك بالحديث عن تشويه جثة بلادن ورميها بالبحر لشغل المواطن العادي بهذه الصورة المطموسة لأن الاحترافية المفرطة في الكذب ترجع بالكاذب إلى أن الناس أصبحوا يصدقوه بطريقة عمياء ويسهل عليه الكذب في بعض الأحيان بطريقة بدائية .كما أنه لا يعقل أن أوباما اتصل بكل قيادات العالم العربي والإسلامي لاستقبال الجثة وقوبل بالرفض ، هل هذه الطريقة في الكذب مازالت تنضوي على احد؟هل ساعتين من الزمن كافية للاتصال وإذا كانت كافية هل هي كافية فعلا بالنسبة للحكومات للتشاور مع أعضائها ؟. ناهيك عن العمل على إظهار الحرب بأنها بعيدة عن الإسلام ولا تمت له بصلة مساعدة منها لأمريكا في تضليل العالم عن رأس الغاية التي يسعى إليها اليهود الصهاينة وهذا يتم عبر شاشاتها باختيار العناوين والألقاب والعمل على تكرارها طيلة النهار ليتم ترسيخ هذه المصطلحات والعناوين والألقاب في ذاكرة المشاهد العادي فمن كثرة التكرار يفهم الحمار.كما أنها تسعى لتشويه الإسلام بفتح قنواتها للذين يسبون الإسلام على الهواء مباشرة بترديد ماقالو عنه من الكلام الخبيث طيلة النهار والعمل على إظهار الحرب بين إسرائيل وفلسطين ولبنان أنها حرب بين جيشين أندادا متكافئين وهي في الحقيقة حرب بين جيش من أقوى جيوش العالم على شعب أعزل كما أنها تعمل أيضا على كسر حاجز التطبيع مع إسرائيل وقد نجحت فيه شيئا ما مع محاولة تفجير الدول الإسلامية والعربية من الداخل لجعل البأس بينهم شديد وتفجير الصراعات بين الدول باختيار نوعية الضيوف الخ...كما أنها تلعب دور مهم في إعانة أمريكا في صناعة النجوم بتسليط الضوء عليهم واختيار أسمائهم مثل أسامة بلادن ليصبحوا خصوما لأمريكا في نظرة العامة ودون وعي منهم. وفي إعطائها الشرعية للدخول في أي بلد وجهتهم إليه مع اختيار الأوقات، وكما لا يغيب عن أذهاننا أنها قناة ناطقة بالعربية طيلة النهار حتى لا يتسرب شيء من هذا السحر إلى دول الغرب لان المستهدف هنا هم العرب فهم يمثلون رأس حربة المسلمين اقتصاديا وعسكريا وعلميا .وهذا ما يزعج اليهود الصهاينة..
المفضلات