العربية.نت

أغلق نحو 1500 محل ذهب في السعودية أبوابه، على مدى السنوات الخمس الماضية، بفعل التراجع الحاد في الطلب على المعدن الأصفر الذي شهدت أسعاره نمواً قفز بسعر الأوقية الواحدة من 300 دولار إلى 1600 دولار.

ووفقاً لصحيفة "الاقتصادية"، أكد زياد فارسي، نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرّمة، أن عدد محال الذهب التي غادرت السوق السعودية بسبب الخسائر الموجعة التي تلقتها خلال السنوات الخمس الماضية، يتجاوز 1500 محل، مشيراً إلى أنه من الأسباب الرئيسة التي أدّت إلى انهيار السوق إلى درجة أن الأسر العريقة التي ارتبطت مهنة صياغة الذهب بأسمائها، باتت تنفق على تلك المحال من جيوبها الخاصّة ومن خلال إيرادات تفد من مشاريع أخرى.

وقال فارسي: "ارتفاع الأسعار المتواصل لسعر غرام المعدن الأصفر عالمياً بات يضع المستثمرين في مأزق في ظل انخفاض حجم المبيعات، الذي تشهده السوق وتحديداً منذ ثلاثة أعوام مضت".

وأشار نائب رئيس غرفة مكة المكرّمة إلى أن سعر الذهب ارتفع 424 دولاراً للأوقية في 2006 إلى 1715 دولاراً في 2012، ليظل أقل بكثير من أعلى مستوى في 11 شهراً عندما تجاوز 1795 دولاراً للأوقية في أوائل تشرين الأول/أكتوبر.

ويتساءل فارسي: ماذا بعد هذا الارتفاع.. ماذا بعد خمسُ عجاف عاشها السوق؟ وقال: ''هذه الارتفاعات جعلت من الجميع يعزف عن شراء الذهب، خاصة في المواسم الدينية في مكة المكرمة، التي تعتبر من أهم المواسم لترويج تلك السلعة لرفع حجم مبيعات المحال''، مبيناً أن القطاع على مستوى السعودية خرج منه أكثر من 1500 محل ذهب من أصل 4000 محل، وفقاً لعدد السجلات التجارية، إلا أنه استدرك أن العدد الكلي للسجلات لا يمكن التأكد من صحته، خاصة أن كثيراً من تلك السجلات تم إصدارها، ولكنها مازالت معطلة، ولم يتم تنشيطها.

ومن جهته، أرجع عبدالرحمن علوي الجفري، عضو لجنة الذهب في الغرفة التجارية في مكة المكرمة، أسباب العزوف عن شراء الذهب من قبل الحجاج عن شراء الذهب، بسبب الزيادات الكبيرة، التي طرأت على سعر الجرام من المعدن الأصفر، ولضعف ملاءة معظم الحجاج القادمين إلى المملكة، خاصة أولئك الذين تعاني بلدانهم أزمات اقتصادية أو ضعفاً لعملاتها أو تشهد أزمات سياسية.

وقال الجفري: ''في أفضل الأحوال لن يصل حجم المبيعات هذا العام في سوق الذهب في مكة المكرمة لنحو 20% من حجم المعروض، وذلك مقارنة بما كان عليه الحال قبل أكثر من خمسة أعوام مضت، والذي كانت تصل فيه نسب المبيعات، مقارنة بالموجودات إلى 60 في المائة خلال موسم الحج فقط''، مشيراً إلى أن التوجه على منتج الفضة بات مفضلاً لدى معظم الحجاج في الوقت الحالي، خاصة تلك المشغولات، التي صناعتها على طريقة الألماس.