عواصم - وكالات - حذر الرئيس باراك اوباما أمس مواطنيه من خطر الاعصار ساندي معتبرا انه «عاصفة ضخمة وقوية» قد تؤدي الى تداعيات كارثية على شمال شرق الولايات المتحدة.
وفي كلمة مقتضبة بعد اجتماع ازمة في البيت الابيض، حض اوباما سكان المناطق التي قد يضربها الاعصار على التزام تعليمات السلطات المحلية بحذافيرها، وخصوصا لجهة عمليات الاجلاء.
وحطت أمس الطائرة الرئاسية الاميركية قرب واشنطن بعد ان قطع الرئيس باراك اوباما جولاته الانتخابية للاشراف على الاستعدادات القائمة لمواجهة اعصار ساندي، على متن طائرة اير فورس وان الرئاسية.
وتوجه الرئيس الاميركي الى البيت الابيض حيث من المقرر ان يعقد اجتماعا طارئا مع عدد من الوزراء ورؤساء وكالات حكومية معنيين بمواجهة الاعصار، بحسب ما افاد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحافيين خلال الرحلة من اورلاندو الى قاعدة اندروز.
وقبل ثمانية ايام من موعد الانتخابات الرئاسية التي يتواجه فيها اوباما مع خصمه الجمهوري ميت رومني، اوضح كارني ان الحملات الانتخابية التي كانت مقررة ليوم أمس واليوم قد الغيت.
وقال المتحدث «الوقت الان ليس للسياسة»، مضيفا «في مثل هذه الظروف وبمواجهة عاصفة بهذه الخطورة والتي ستكون نتائجها هائلة، فان الرئيس يركز بالتأكيد على ضرورة ان يكون تحرك الدولة الفدرالية من دون ثغرات، وبان تحصل السلطات المحلية على كل ما هي بحاجة اليه».
وفي السياق نفسه قالت المتحدثة باسم لجنة الحملة الديموقراطية جنيفر بساكي ان «السياسة تأتي في المرتبة الثانية في مثل هذه الظروف».
وتابعت «ان دور الرئيس هو ادارة البلاد والقيام بما يضمن للناس الامكانات والمعلومات اللازمة لمواجهة الازمة».
الى ذلك، اعلن حاكم نيويورك اندرو كومو بعد ظهر أمس اغلاق اثنين من انفاق جزيرة منهاتن البرية الثلاثة خوفا من ان تغمرها المياه بسبب الاعصار ساندي.
واوضح الحاكم في مؤتمر صحافي ان نفقي هولاند وبروكلين باتري سيغلقان امام حركة المرور ما سيزيد من شلل الحركة في نيويورك حيث توقفت بالفعل جميع وسائل النقل العام منذ الاحد.
واضاف كومو ان الجسور ستبقى ايضا مغلقة اذا تجاوزت سرعة الرياح 96 كلم في الساعة.
واوضح ان مصدر القلق الرئيسي حاليا هو الارتفاع المتوقع لمنسوب المياه الذي قد يكون ارتفاعا «غير عادي» ويسبب فيضانات خطيرة.
على صعيد متواز القى الرئيس الاميركي باراك اوباما خطابا متلفزا من البيت الابيض بعد ان شارك في اجتماع ازمة حول خلفية الاعصار ساندي الذي يهدد شمال شرق الولايات المتحدة.
وكانت الطائرة الرئاسية الاميركية حطت أمس قرب واشنطن بعد ان قطع الرئيس جولاته الانتخابية للاشراف على الاستعدادات القائمة لمواجهة الاعصار ساندي،
كما الغى المرشح الجمهوري الى البيت الابيض ميت رومني اجتماعاته الانتخابية المقررة، ابتداء من أمس «احتراما لملايين الاميركيين» الذين يهدد حياتهم الاعصار ساندي.
وقال غايل غيتشو المتحدث باسم ميت رومني في بيان أمس ان «الحاكم رومني يعتبر ان هذه اللحظة توحد البلاد ومسؤوليها من اجل مساعدة الاميركيين المهددين».
ويؤدي هذا الالغاء الى عرقلة نهاية حملة رومني الذي ما زال يتعين عليه استلحاق تأخير طفيف لكنه مستمر في استطلاعات الرأي في الولايات الاساسية لانتخابات السادس من تشرين الثاني مثل اوهايو التي يزورها منذ صباح الاحد. واذا لم يسجل انتصارا في هذه الولاية، فسيكون انتخابه بالغ الصعوبة.
ولم يلغ ميت رومني اجتماعه الانتخابي المقرر الاثنين في هذه الولاية، واصر على القيام بزيارة ثانية الى ايوا بعد الظهر.
من جهة ثانية تم إنقاذ 14 شخصا من السفينة إتش إم إس بونتي ، وهي سفينة تاريخية ظهرت في العديد من أفلام هوليوود ، قبالة ساحل نورث كارولينا أمس بعدما حوصرت في الإعصار ساندي.
وأعلن حرس السواحل الأمريكي أنه يجري البحث عن شخصين جرفتهما الرياح من على ظهر السفينة.
وصرح الأدميرال روبرت باركر بأن حرس السواحل استخدم مروحية لإنقاذ أفراد الطاقم وركاب السفينة.
وأضاف أن الشخصين المفقودين كانا يرتديان سترات نجاة ليظلا على سطح المياه ولتوفير التدفئة لهما.
وتابع باركر أنه جرى الدفع بزورقي إنقاذ إلى موقع السفينة ، مضيفا أن العثور عليهما وسط الأمواج التي يبلغ ارتفاعها أكثر من سبعة أمتار سوف يكون أمرا صعبا.
يشار إلى أن الإعصار ساندي يتجه بسرعة نحو الساحل الشرقي للولايات المتحدة ذي الكثافة السكانية العالية حيث يتوقع بلوغه اليابسة في وقت لاحق.