كتب- حاتم العبادي - ما تزال الحركة الاسلامية تصر على ممارسة سياسة التشكيك بكل منجز وطني وادعاءها المستمر باحتكار الحقيقة، تحت شعارات براقة، تحمل في طياتها اجندة خاصة، تسعى من خلالها تحقيق مكتسبات خاصة بها، مكتسبات صعب عليها نيلها بالجهد وكسب الثقة بالقدرة.
الخطورة في سياسة التشكيك للحركة الاسلامية، عندما يكون الموقف إزاء قضية تعتبر عند جميع الاردنيين «خطاً أحمر» يتمثل في الامن والاستقرار وحرمة دماء الاردنيين، الذين ما يزال الحزن يحفر في ذاكرتهم...ذلك الحزن الذي ولدته التفجيرات الارهابية عام 2005.
وبات موقف جماعة الاخوان المسلمين التشكيكي، جليا، من خلال البيان الذي اصدرته الجماعة مساء الثلاثاء الماضي، حول الانجاز الذي حققته دائرة المخابرات العامة بالقبض على (11) عنصرا ارهابيا خططوا لتنفيذ تفجيرات وعمليات ارهابية في مناطق حيوية في المملكة.
وجاء في بيان الجماعة « اللافت للنظر التوقيت المريب والاخراج المثير وازمة الثقة في الروايات الرسمية والتجارب السابقة في نهج انتاج التنظيمات الصغيرة واختلاق الفبركات الامنية ما يثير التساؤل عن التزامن بالاعلان عن الخلية الامنية مع حالة الاصلاح المتسارعة والحرج الحكومي امام ملف الانتخابات وما خالط التسجيل للانتخابات من اتهامات وتشكيك ومعلومات تقدح بنزاهة العملية التسجيلية و مع اتساع حجم ورقعة الحراك والحرج الرسمي امام الجهات الخارجية من الحالة الحراكية وتواجد للقوات الاطلسية والغربية».
في وقت لم يصدر عن الجماعة ولا ذراعها السياسي، حزب جبهة العمل الاسلامي، اي موقف تجاه استشهاد العريف محمد عبدالله علي المناصير، اثر اشتباكات مع ثمانية اشخاص حاولوا اجتياز الحدود الاردنية السورية بطريقة غير مشروعة وعند القبض عليهم تبين بحوزتهم ثماني بنادق كلاشنكوف وسلاح رشاش نوع (ج3).
هل تعد هذه الحادثة، فبركة ومحاولة لتغطية فشل في ملف من الملفات السياسية او الاقتصادية كما تدعي الحركة الاسلامية ، ام ماذا؟
والمستغرب حالة التناقض في مواقف الحركة الاسلامية، فالحركة الاسلامية، هي التي قدمت العزاء وأطلق قياديون تصريحات مؤذية لمشاعر الاردنيين، عند مقتل ابو مصعب الزرقاوي مسؤول تنظيم القاعدة، الذي نفذ تفجيرات عمان قبل سبع سنوات تقريبا، في حين ان بيان الثلاثاء الماضي استهل في محاولة لتغطية حقيقة المواقف ب» اننا في جماعة الاخوان المسلمين نؤكد على مبادئنا في ادانة نهج العنف وسفك الدماء والايذاء ونستنكرها جملة وتفصيلا»، فما دام هذا النهج لماذا هذه المواقف المتناقضة.
بيان الحركة الاسلامية، حمل في ثناياه مبررات مثل هذه المواقف المستنكرة من جميع الاردنيين، وهي ذاتها المسوقات التي حاولت الحركة سوقها على الاردنيين، فضعف الحركة الاسلامية في الشارع، وقناعتها بانها خسرت كل مقومات الدفاع عن مواقفها، جميع ذلك حاولت الحركة الاسلامية ايجاد «شماعة» لتعليق اسباب هذا الفشل وتغطية فشل سياساتها وحالة الصراع الداخلي التي تشهدها الحركة.
والتساؤل الذي يدور في ذهن الجميع، ما هو الرابط بين القبض على خلية ارهابية، كانت تنوي استهداف مناطق حيوية في عمان، وبين الاصلاحات المتسارعة وملف الانتخابات النيابية ؟.
وتجاوزت الحركة الاسلامية في موقفها التشكيكي الى حد يفهم من بيانها انها تدافع عن مثل هذه الجماعات الارهابية، فجماعة الاخوان المسلمين، أعتبرت القبض على عناصر المجموعة الارهابية بانها اساليب قمعية وخشنة، واعتبرت ايضا ن ذلك «يخالف الدين والخلق» والجماعة ذاتها ترى بانه «لا يوجد مبرر ابدا» للتعامل مع هؤلاء، الذين اجتزأت منهم فقط صفة المواطنة، دون الاخذ بالاعتبار «نيتهم الاجرامية».
وفي معرض الدفاع عنهم ايضا طالبت جماعة الاخوان المسلمين، بتوفير كل ما يستلزمه للدفاع عنهم.
ورغم ان الجهات المعنية، اعلنت بكل وضوح وشفافية عن المجموعة الارهابية ، إلا أن المستغرب مطالبة الحركة الاسلامية باطلاع الرأي الاردني على التفاصيل وحقائق الواقعه، فما هي الرواية التي تريدها جماعة الاخوان.
موقف الحركة الاسلامية، المدافع عن الارهاب، يكشف بجلاء ظلامية الاجندة الاخوانية، التي لم تتورع في تبرير من يحاول النيل من امن واستقرار الوطن واراقة دماء ابنائه.