في سياق تضييقها المتواصل على أهل السنة، منعت السلطات الإيرانية فضيلة الشيخ عبد الحميد إسماعيل الزهي إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من السفر لحج بيت الله الحرام، هذا العام.



وذكر الموقع الرسمي لأهل السنة في إيران "سني أون لاين" أن الشيخ عبد الحميد سافر قبل أيام إلى طهران رجاء أن تتحقق وعود السلطات بالموافقة على سفره للحج في هذا العام وحلِّ قضية جوازه المحتجز، لكن بعض الجهات الرسمية قامت بعرقلة الأمور وتم منعه من السفر للحج.



وأوضح الموقع أن بعض مسئولي الاستخبارات أبلغوا الشيخ عبد الحميد قبل أيام بحل قضية جواز سفره المحتجز لدى السلطات الإيرانية منذ ثلاثة أعوام.



وقال الموقع إن هؤلاء المسئولين الذين أبلغوا الشيخ عبد الحميد بحل قضية جواز سفره طلبوا منه الحضور إلى العاصمة طهران لاستلام جواز السفر وأخذ التأشيرة للحج. وبالفعل، سافر الشيخ عبد الحميد إلى طهران لكن السلطات ذات الصلة خلافا لوعودهم، أعادوا الجواز بعد نهاية الوقت الرسمي لإصدار تأشيرات الحج، وبهذه الطريقة منعوا الشيخ عبد الحميد عملياً من السفر للحج.



وقد عاد الشيخ عبد الحميد بشكل مفاجئ إلى مطار زاهدان مساء الجمعة (3 من ذي الحجة)، وكان في استقباله المئات من أهل السنة الذين أعربوا عن استياءهم وتألمهم من منع فضيلة الشيخ من السفر للحج بهتافات التكبير.



جدير بالذكر أن عددا آخر من كبار العلماء والشخصيات الدينية لأهل السنة في إيران أيضا تم منعهم من السفر للحج في هذه السنة.



والمسلمون السنة في إيران، حسب الإحصاءات شبه الرسمية، تتراوح أعدادهم بين 14 إلى 19 مليون مسلم يشكلون نسبة تتراوح بين 20 - 28% من الشعب الإيراني. وهم مقسمون إلى 3 عرقيات رئيسية هي الأكراد والبلوش والتركمان، ويسكنون بالقرب من خطوط الحدود التي تفصل إيران عن الدول المجاورة ذات الأغلبية السنية مثل باكستان وأفغانستان، والعراق وتركمنستان، ومن المعروف أن إيران كانت دولة سنية حتى القرن العاشر الهجري.



وكان موقع ويكيليكس قد كشف عن وثيقة تؤكد الاضطهاد المستمر من قبل الحكومة الإيرانية الشيعية الطائفية لأهل السنة والتضييق عليهم والإغارة على مساجدهم واعتقال أئمتهم. والوثيقة التي تتمثل في برقية صادرة من السفارة الأمريكية في أذربيجان ,التي تشارك إيران حدودا طولها أكثر من 430 كيلومترا, توضح مدى المعاناة التي يتعرض لها أهل السنة والحملات التي يشنها الرئيس احمدي نجاد على منطقة بلوشستان وتعيينه لأقرب أعوانه حبيب الله ديهموردا حاكما على بلوشستان الذي وصف بأنه "غبي ودموي ويبغض السُنة".



ومعروف أنه لا يوجد لأهل السنة مسجدٌ في كل من طهران وأصفهان وكرمان ويزد وسائر المدن التي الأغلبية الساحقة فيها للشيعة، وإضافة إلى ذلك فقد مُنع أهل السنة في طهران في الآونة الأخيرة من إقامة صلاة الجمعة والعيدين في مدرسة تابعة للسفارة الباكستانية، وهم الآن إن أرادوا إقامتها فلا يمكن ذلك إلا في بعض البيوت، وكذلك أهل السنة في سائر المدن الكبرى يقيمون الجمعة والعيدين في البيوت.


المصدر: الحقيقة الدولية - وكالات