تعتبر الزهرة البرية السوسنة السوداء ملكة الأزهار البرية الاردنية بلا منازع، بسبب جمالها ولونها البنفسجي الداكن الخلاب.
تختال هذه الزهرة وتتميز بين اكثر من 250 زهرة برية تتفتح في بداية فصل الربيع لترسم لوحة جمالية طبيعية خلابة للغطاء الأخضر الذي يغطي المملكة ومن ضمنه الترمس البري، التيوليب، بخور مريم، شقائق النعمان،
عرف الديك، والأقحوان.
نبات نادر
وقد اشتهر الأردن -عبر التاريخ- بغاباته ونباتاته، وقد وصفه في الماضي العديد من المؤرخين والرحالة بالإخضرار، وبثراء حياته البرية. وقد كانت السوسنة السوداء حاضرة بقوة في حفريات وفي اللوحات الفسيفسائية وفي النقوش كاحدى أهم انواع النبات والأزهار البرية.
وزهرة السوسنة هي نوع من انواع النباتات المزهرة النادرة في العالم التي تتخذ لونا اسود يميل إلى البنفسجي قليلا، تتواجد في المملكة الاردنية الهاشمية أكثر منها في أي مكان آخر وتعتبر الزهرة الوطنية للمملكة وكان في اتخاذها رمزاً وطنياً للأردن تدليل على مكانة الحياة البرية والتنوع الحيوي الذي يمتاز به الأردن.
وتوجد في مواقع عديدة منها في جبال عجلون ومرتفعات البلقاء والسلط ومحمية اليرموك ومنطقة الكورة وجبال مؤاب.
بعثات استكشافية
ومن بين الذين نبهوا مبكرا لأهمية السوسنة السوداء عالم النباتات البريطاني امهيرست هايني، الذي شارك في بعثة استكشافية إلى شرق نهر الأردن عام 1872 وكتب مشيرا إلى وفرة هذه السوسنة في بلاد مؤاب «التي كانت تظهر في كل مكان امتدادا من مؤاب إلى لبنان». واطلق على هذه الزهرة السوسنة السوداء، بسبب لونها الأسود القريب للبنفسجي أو اللون الأزرق، الذي تتخذه لونا لها في بداية نموها.
رغم أن اللون الأسود هو الغالب إلا أن اللون الأبيض يظهر فيها على شكل بقعة في وسط أوراقها التي تتخذ الواحدة منها شكل السهم.
الزهرة الوطنية
ويخفي جمال النبتة الآسر قوتها وتحملها للظروف بيئية القاسية وصمودها وسط الصحراء، وبزوغها من بين الصخور وفي الأودية والتلال. وقد أعلن الأردن زهرة السوسنة لتكون الزهرة الوطنية له، كما واعلن حمايتها باعتبارها من اندر الزهور على وجه الأرض، معلنا فخره بأنها تنبت في أراضيه، وان حمايته لها جزء من حفاظه على مكانة الحياة البرية والتنوع الحيوي في المملكة.
صوّرها ولا تقطعها
وقد نظمت اذاعة الامن العام «امن اف ام» بالتعاون مع الشركة الأردنية للصحافة والنشر و«وزارة البيئة» مسابقة «السوسنة السوداء» قبل عدة اشهر، تحت شعار «صوّرها ولا تقطعها»، بهدف المحافظة على هذه الزهرة النادرة والتي يزدان بها الربيع حيث تكثر في الحقول والبساتين والبوادي الاردنية في موسم الربيع الفوّاح بأنواع الازهار والورود.
رد مع اقتباس
المفضلات