قاعدة غوانتانامو الاميركية - ا ف ب - اصدر قاض عسكري قرارا اجاز فيه لمدبر هجمات 11 ايلول خالد شيخ محمد ارتداء زي عسكري اثناء مثوله امام المحكمة في غوانتانامو.
وكان النقاش حول ما يمكن ان يرتديه شيخ محمد والمتهمون الاربعة الاخرون عند مثولهم امام محكمة عسكرية في القاعدة الاميركية في كوبا، احدى نقاط خلاف عدة في جلسات الاستماع هذا الاسبوع.
وقال محامي الدفاع الكابتن جيسون رايت ان «محمد اسير حرب عدو معتقل. واراد ان يرتدي الزي نفسه الذي ارتداه عندما كان يحارب لصالح المجاهدين الذين كانت تدعمهم الولايات المتحدة في افغانستان وفي البوسنة».
واضاف الدفاع انه سيعترض بان المتهمين لم يكونوا كما يقول الادعاء «مقاتلين غير شرعيين» بل جنود وبالتالي فان حرمانهم الحق في ارتداء زي عسكري سيزعزع قضيته.
وكان رد الادعاء بانه يجب منع شيخ محمد من ارتداء زي عسكري لاسباب امنية، الا ان القاضي الكولونيل جيمس بول استبعد هذه المخاوف قائلا «انظروا في القاعة، كم هناك من الحراس؟».
واضاف «لن امنع الزي العسكري الا اذا كان اميركيا. الحظر الوحيد هو ان المتهم لا يحق له ارتداء ملابس لا تتناسب مع وضعه كموقوف».
وقبل ان يلتحق شيخ محمد بتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن وان يدبر كما اقر بذلك شخصيا هجمات 11 ايلول، حارب الاتحاد السوفياتي في افغانستان في ثمانينات القرن الماضي.
وخلال تلك الحرب، كانت المقاومة الافغانية تحظى بدعم متطوعين اسلاميين اجانب يتلقون بدورهم اسلحة واموالا من الخارج قبل ان يتحول قسم منهم الى ناشطين معادين للغرب.
ومن نقاط الخلاف ايضا خلال المحاكمة، الى اي حد يمكن السماح بان تكون جلساتها عامة.
ويقول الادعاء انه وبما ان المتهمين اوقفوا واستجوبوا من قبل عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي آي ايه» فان غالبية ما يمكن ان يقولوه يجب ان يصنف سريا لتفادي الكشف عن اساليب تكتيك سرية.
واعترض الدفاع قائلا ان نطاق السرية اصبح مبالغا به وان الرقابة في غوانتانامو تؤخر وصول الرسائل من الموكلين الى اسرهم وفي احدى الحالات اخرت وصول تعليق احد المتهمين على لاعب رياضي.
وقال محامي الدفاع كيفن بوغوكي الذي يمثل المتهم رمزي بن الشيبة ان محمد رحيم المتهم الافغاني في محاكمة اخرى ارسل اليه رسالة كتب فيها ان «ليبرون جيمس رجل سيء للغاية».
وتابع المحامي ان الامر لم يكن رسالة مشفرة بل راي رحيم حول قرار جيمس في العام 2010 مغادرة فريق كليفلاند كافالييرز لكرة السلة والالتحاق بميامي هيت.
واشار بوغوكي الى انه بسبب الرقابة استغرق وصول الرسالة شهرين.
وفي واقعة اخرى، مر شهران قبل ان ترفع الرقابة السرية عن رسالة من بن الشيبة الى اسرته. وبن الشيبة يمني استاجر شقة في المانيا مع محمد عطا قائد انتحاريي 11 ايلول.
وتعتبر جلسة الاستماع هذا الاسبوع المرحلة الاخيرة في مسيرة شيخ محمد الطويلة والمتعرجة نحو محاكمته حول هجمات 11 ايلول.
واعترض الدفاع ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان على كل مراحل العملية القضائية التي احيطت بقوانين عسكرية واجراءات امنية مشددة.
وسمح للصحافيين بحضور الجلسات الا انهم يبقون وراء شاشة عازلة للصوت ويستمعون الى التعليقات بتاخير 40 ثانية، تحسبا لاحتمال ان يتفوه المتهمون او المحامون بمعلومات حظرها القاضي.
وقال بول ان «تاخير ال40 ثانية مجرد اجراء لتفادي الكشف عن معلومات بشكل غير متوقع». واضاف «ارى في الامر فقط مبالغة في الاحتياط، في حال قيل شيء ما».
وطالب اتحاد الحريات المدنية الاميركية ومجموعات اعلامية القضاء بالسماح بان تتم المحاكمة بشفافية وسط مخاوف بان بعض الجلسات ستكون سرية لاخفاء تجاوزات المسؤولين.
وقالت هينا شمسي محامية اتحاد الحريات المدنية الاميركية ان «المحاكم الاميركية ليس فيها غرفة للرقابة تفصل الحضور عن المحاكمة»، مضيفة ان للجمهور «اهتمام كبير» باهم قضية ارهاب في هذا العصر.
واضافت امام المحكمة ان للشعب الاميركي الحق في سماع «ما سيقوله المتهم حول تعرضه للتعذيب .. والمواقع السرية واساليب التحقيق المشددة التي استخدمتها ال سي آي ايه بحقهم».
ومضى 11 عاما على الهجمات و9 تسعة اعوام ونصف العام منذ القبض على خالد شيخ محمد في باكستان.
وهو متهم بتدبير الهجمات التي قتل فيه 2976 شخصا بينما اتهم الموقوفون الاخرون من تنظيم القاعدة بتامين تمويل ووسائل دعم اخر للانتحاريين الذين قادوا الطائرات التي استخدمت في الهجمات.
ويواجه المتهمون الخمسة احتمال الحكم عليهم بالاعدام في حال ادانتهم.
ويعتبر شيخ محمد وهو كويتي تابع دراسته الجامعية في الولايات المتحدة احد قادة تنظيم القاعدة الذين كانوا موضع ثقة بن لادن.
وبالاضافة الى اعترافه بانه وراء الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي، قال شيخ محمد انه من قطع راس الصحافي الاميركي دانيال بيرل في العام 2002 ب»يده اليمنى المباركة» وانه ساعد في عملية التفجير ضد مركز التجارة العالمي في العام 1993 والتي اوقعت ستة قتلى.