عمان – طارق الحميدي - «لم نشاهد حينا بهذا الشكل فلم يعد نظيفا كما كان وأصبحت أكوام القمامة تحيط بالحاويات ليوم كامل».
ببساطه هكذا بدأ محمد الدعجه حديثه عن حيه في منطقة صالحية العابد التابعة لمنطقة النصر في أمانة عمان.
«أخذ خلال الاشهر الاخيرة مستوى النظافة يتراجع في المنطقة»، يقول الدعجه الذي أضاف «أصبحت أكوام النفايات تعلو شيئا فشيئا حتى أصبحت اعلى من مستوى الحاوية وما يفيض منها يبقى محيطا بها يوما كاملا لتترك لنابشي النفايات أو للقطط التي تبعثر محتوياتها على الارض».
وعبر مواطنون من مختلف مناطق عمان لـ(الرأي) عن استيائهم من أنها فقدت ميزتها في النظافة مؤخرا، وأن شوارعها وأزقتها تحولت إلى تجمعات للنفايات في كثير من الاحيان.
لم تقتصر ضعف خدمات النظافة على أحياء عمان الشعبية أو عمان الشرقية، بل تحولت أحياء عمان الراقية إلى مناطق لتجمعات النفايات.
يقول أحد ساكني منطقة عبدون الشمالي أن من يتحدث أن خدمات الأمانة ضعفت في مناطق عمان الشرقية، فهو لم يزر بعد عمان الغربية ولم يرها.
وأشار إلى عامود كهرباء مقابل منزله الذي يقع في منطقة راقية بينما كان العامود محاطا بأكياس النفايات التي مزقتها القطط، ونثرت محتوياتها على الرصيف والارض المحيطة بها.
يضيف الرجل الستيني الذي كان يمارس الرياضة الصباحية قرابة الساعة الثامنة صباحا في الاونة الاخيرة «اصبحت رائحة النفايات أقوى واصبحت أكثر ازعاجا للناس».
وأضاف :»لقد أصبحنا أكثر حرصا على أبنائنا ونخاف من خروجهم للشارع خوفا من نقل الامراض أو العبث بمحتويات النفايات».
وقال :»لقد كان الحي جميلا نظيفا. كنت أشعر بالفخر حين أخرج من منزلي وأشاهده بهذا الشكل، إلا أنني الان لم أعد أراه كذلك ابدا».
امانة عمان تؤكد أن الفترة الماضية وخلال اشهر (8,7 و9) شهدت كمية نفايات «غير مسبوقة» بلغت قرابة ربع مليون طن تقريبا.
وقال مدير المركز الاعلامي في الامانة نضال الخريشا إن هذا الرقم يعود لكثرة المغتربين الذين عادوا في هذه الفترة لقضاء العطلة في عمان.
لكنه بين أن الامانة تعاني نقصا في اسطولها من الكابسات والطاحنات وهو ما أدى إلى الاستعانة بالمركبات الكبيرة مثل الشاحنات وغيرها للمساهمة في رفع النفايات.
وأضاف أن العمل الان على رفع النفايات يجري على فترات وموزع خلال الـ (24) ساعة من قبل كوادر الامانة وأكثر من 5 الاف عامل و90 طاحنة و 176 مسارا لرفع النفايات بالاضافة لوجود أكثر من 23 الف حاوية منتشره في أماكن أمانة عمان المختلفة.
وبين أن دائرة الانتاج في الامانة بدأت العمل على انتاج حاويات بقدرة انتاجية من (20-25) حاوية يوميا لتعزيز الموجود حاليا، مبينا أن انتاج الحاويات في الامانه حقق وفرا ماليا يقدر بين (150-170) دينارا للحاوية الواحده.
وأشار إلى أن الامانه طرحت عطاء بعشرة ملايين دينار من أجل العمل على اضافة كابسات للنفايات لرفد اسطول الامانه الموجود حاليا.
وبين أن رئيس لجنة أمانة عمان المهندس عبد الرحيم الكيلاني يجتمع بشكل يومي مع المعنيين في هذا الشأن، ويصدر تعليمات مشدده للحفاظ على نظافة عمان.
وأكد أن المواطن يقع عليه جزء مهم من المسؤولية في الحفاظ على نظافة العاصمة عمان من حيث الحرص على عدم القاء النفايات الا في الاماكن المخصصة لها وعدم القائها في الاماكن غير المخصصة حتى تبقى عمان جميلة كما اعتاد عليها الاردنيون.
من جانبه قال استشاري طب الاطفال الدكتور باسم الكسواني إن المحافظة على نظافة عمان لا يتعلق بالجانب الجمالي بل له بعد آخر وهو الصحي.
وأكد أن انتشار النفايات يشكل بيئة خصبة لانتشار الامراض، مبينا أنها تشكل خطرا على الاطفال الذين عادة ما يلعبون في الشارع.
وأكد الكسواني أن انتشارها يساهم في وجود الحشرات والقوارض والتي تسهم في نقل الامراض بشكل أسرع وأخطر مبينا أن ازالتها بشكل دوري وعدم تحويلها لمكاره صحية هو واجب تقتضيه المصلحة العامة.