عمان - محمد الطوبل- لنتفق بداية أن المنتخب الوطني لكرة القدم هو صانع الفرح أينما حل وارتحل وهو مصدر اعتزاز الأسرة الهاشمية وعلى رأسهم جلالة الملك عبد الله الثاني، الداعم والمشجع الأول لمسيرة الانجاز.
ولنتفق أيضا أن «النشامى» من أصغر لاعب فيه وحتى رأس الهرم ونعني المدير الفني عدنان حمد يحظى بدعم وثقة سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم.
ولنتفق أيضاً أن ما وصل إليه المنتخب الوطني من مستوى واستقرار فني وإداري جعله واحداً من أفضل منتخبات القارة إن لم يكن أفضلها من وجهة نظرنا قياسا بالمستوى المتصاعد.
إذا هو منتخب الوطن الذي يحمل على كاهله رسالة يريد إيصالها إلى البرازيل وصولاً إلى كأس العالم 2014 وهو يخوض غمار تصفيات الدور الحاسم المؤهل.
وللتذكير يلعب المنتخب في المجموعة الثانية وإلى جانبه اليابان والعراق واستراليا وعُمان وهو -المنتخب - يحتل المركز الثاني برصيد 4 نقاط جمعها عبر ثلاثة لقاءات: امام اليابان المتصدر بعشر نقاط وخسر بنتيجة كبيرة 0/6 وهي باتت طي النسيان، وتعادل مع العراق الذي يحتل المركز الثالث بنقطتين 1/1 وفوز مثير وتاريخي على استراليا التي تحتل المركز الرابع بنقطتين أيضا 2/1 ، وهو الآن على موعد مع عُمان الذي يستقر بالمركز الأخير في المجموعة بنقطتين أيضا.
وللتذكير أيضا فقد سجل المنتخب خلال المباريات الثلاث التي لعبها ثلاثة أهداف وتلقفت شباكه ثمانية أهداف ستة منها في مباراة واحدة، في حين ان المنتخب العماني سجل هدفاً وحيداً مقابل أربعة أهداف دخلت الشباك.
وبالعودة للتاريخ حيث لقاء المنتخب الوطني مع عُمان فقد جمعتهما تصفيات كأس العالم يوم 20 كانون ثاني من العام 89 أي قبل نحو 23 عاماً وتكرر المشهد إيابا يوم 10 شباط من العام ذاته وكانت النتيجة في كلتا المباراتين نسخة طبق الأصل حيث تفوق المنتخب 2/0.
ما يعنينا في ذلك ان الأمور تغيرت والأسماء تبدلت والواقع الرياضي اختلف كثيراً وبات لكل منتخب شخصيته الخاصة التي يلعب بها، والسؤال هل يبقي المنتخب على تفوقه أم أن نظيره العماني له شأن آخر؟
بعيداً عن النتيجة التي قد تؤول اليها المباراة وبعيدا عما تحمله المباراة من معطيات كثيرة، بل وبعيداً عن الحرب الإعلامية التي اجتهد بها «المنافس» خلال الأيام الماضية يبقى الفيصل هو أرض الميدان، ويجب ان تبقى ثقتنا بالنشامى كبيرة فمساحة الثقة التي غلفت الاجواء المحلية مؤخرا بأن الفوز على عمان في متناول اليد لا نريد ان تنعكس سلبا إذا لم يوفق المنتخب -لاقدر الله-، وكذلك الحال لانريد ان تنعكس سلباً في حال تحقيق نتيجة ايجابية بأننا وصلنا للبرازيل فالطريق طويلة وليست مفروشة بالورود ويجب ان نعي تماما ان «التأهل» لايقف عند مباراة عمان وحدها لكن دون اغفال اهميتها، ويجب ان ندرك بأن المنتخب سيكون على موعد جديد بعد نحو شهر واحد مع المنتخب العراقي وكل منتخب من المنتخبات الستة يملك الحظوظ وأعد العدة، فهم لم يأتوا للفرجة والتصفيق فقط.
لا نتحدث من باب التفاؤل او التشاؤم لكن نتكلم من مبدأ واحد: يجب ان نلتف خلف المنتخب ودون قيود.

في الميزان
انتهى الجانب القصصي، اما الجانب الفني فنتركه بين حوار حمد والفرنسي لوجوين ومدى قدرة كل منهما على تسيير الامور كما يشتهي وإثبات جدارته في استغلال المحترفين وتعويض الغيابات والتلاعب بالأوراق وخاصة عند حمد حيث إيقاف عامر شفيع وباسم فتحي وإصابة خليل بني عطية وعبد الاله الحناحنة ومحمد مصطفى والاستعانة بحازم جودت/هجر السعودي إلى جانب المحترفين حسن عبد الفتاح/الخور القطري وهو يقدم مستويات طيبة وسجل لفريقه هناك، احمد هايل/ العربي الكويتي الذي ما يزال يفتقد حسه التهديفي رغم مشاكسته الدائمة، ثائر البواب/جاز ميتان الروماني وهو يواصل ابداعاته وأهدافه الجميلة، عامر ذيب/اتحاد كلباء الاماراتي وهو لم يجد الاسناد في فريقه «الحديث»، انس بني ياسين/الظفرة الاماراتي لم يدخل في «فورمة» المباريات بعد، وحمزة الدردور/نجران السعودي الذي بدأ بمستوى جيد قبل ان يتراجع فيما لم يتم استدعاء محمد الباشا/التعاون السعودي وياسين البخيت/الفيصلي السعودي.
بالمقابل فإن المتابعين للمنتخب العماني يرون أن لوجوين لا يملك الجرأة الكافية على الهجوم وهو استدعى ستة محترفين في مقدمتهم الحارس علي الحبسي/ نادي ويجان أتلتيك الانجليزي وهو تلقى 13 هدفاً حتى الآن مع مرور 7 جولات على الدوري الإنجليزي، المهاجم عماد الحوسني/الاهلي السعودي الذي سجل هدفين لفريقه مع انقضاء 6 جولات من دوري «زين» السعودي على الرغم من ان الشكوك كانت تحوم حول مشاركته لكنه دخل قائمة لوجوين بديلا للمهاجم يونس المشيفري صاحب الهدف العماني امام قطر، اسماعيل العجمي/الفيصلي السعودي وهو سجل هدفين أيضا لفريقه خلال تسع مباريات وسبق له ان توج هدافا للدوري الكويتي مع نادي كاظمة، المدافع محمد الشيبة/الوحدة الاماراتي، فوزي بشير/الظفرة الاماراتي، أحمد مبارك الملقب بـ «كانو» /الاتفاق السعودي.
ما المطلوب أمام عُمان.. وهل النقطة تكفي؟
لا يوجد فريق في العالم يحب الخسارة، والجميع يريد الفوز لكن حينما تكون المنافسة بين فريقين فلا بد من فائز وخاسر أو تعادل قد يطفىء الظمأ، لكن امام عُمان نؤكد اننا نريد الفوز رغم الظروف -الحرارة والرطوبة والغيابات- ونؤكد على ضرورة اللعب بتركيز عال وكأن التصفيات في بداياتها ونعيد التأكيد على ضرورة التعامل مع الأجواء المحيطة بهدوء ودون تسرع والابتعاد عن الشحن النفسي الزائد حتى بوجود الجمهور والبحث عن التسجيل وزيارة خاطفة للشباك فمن شأنها ان تخلط الاوراق.
وإذا كان المهم ان نفوز فالأهم ان لا نخسر ونحن على يقين بقدرة «النشامى» على بث الفرح والعودة بصورة ايجابية الى عمان تعزز الحظوظ وتفتح آفاقاً جديدة.. والله الموفق.