الوطن في عافية ولا حاجة له بكم كي تنقذوه وكان الاجدر بكم وقد كشفت المسيرة التي حشدتم لها طوال الاسابيع الماضية هزالكم وضعفكم وتواضع شعبيتكم التي بنيتموها على الأوهام والمغالاة والادعاء بأنكم الاكثر تنظيما فاذا بالحقيقة العارية أمامكم على لغة ارقام ومناصرين وحكاية الخمسين الفا باتت من الماضي ولا حاجة بكم الآن للظهور بمظهر الضحية بعد ان وفرت لكم الأجهزة الأمنية كافة اسباب حرية التعبير والحركة والتنظيم وبالتالي لم تسمح لأي جهة شعبية تعارضكم ان تنظم مسيرة مضادة حتى لا تظهروا بمظهر الشهداء والمظلومين وجاءت كل وسائل الاعلام الخاصة المحلية والدولية كي تشهد بأم اعينها على ما استطعتم ان تجمعوه من اعداد ومحازبين ومناصرين وعابري طريق وسياح ومصلين فاذا بالنتيجة على الشاشات وأمام العيون مجرد آلاف لا تزيد عن العشرة مع المبالغة والتطنيش..
فلماذا لا ترعوون؟ ولماذا لا تعيدون حساباتكم ولماذا تريدون الخروج على قواعد اللعبة الديمقراطية وفرض قواعد لعبتكم على الأغلبية التي قالت كلمتها يوم امس عندما لم تتجاوب معكم واختارت البقاء في دائرة الوطن الاوسع افقا والاكبر والاكثر أمنا والبعيد عن الحسابات الحزبية والفئوية والجهوية والخاصة والحامي لأمن ابنائه والمدافع عن مصالحهم..
لم تكن مسيرة امس سوى افلاس سياسي وتنظيمي للحركة الاسلامية الاردنية ولم تنجح جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل في الظهور كقوة سياسية مؤثرة بل بدت معزولة وضعيفة رغم كل الحشد الاعلامي ورغم الضجيج وحملات التحريض والتعبئة وكنا نظن بل نطمح بأن ينتصر تيار الحكمة والعقلنة على تيار المغامرة والعناد والغرور لكن لغة الكلام انتصرت وها هي الآن تحصد ثمن خيبتها وفشلها المدوي الذي يتحدث عنه المراقبون المحايدون والمواطنون العاديون الذين لا علاقة لهم بالسياسة او الصراعات الحزبية..
الفرصة ما تزال قائمة أمام الجماعة وحزبها لاستدراك الأمور والانضمام الى مسيرة الاصلاح والتنافس على مقاعد مجلس النواب الجديد بكل شرف وحرية وفي انتخابات يدركون هم قبل غيرهم انها ستكون المثال الاسطع والأبرز في الشفافية والنزاهة ولن يكون لأي جهة حكومية او غير حكومية مهما كانت أي تدخل فيها تحت طائلة القانون والمكاشفة أمام الشعب الاردني..
اذا كانت لديكم شعبية كما تزعمون ومسيرة امس اظهرت العكس، فها هو الميدان أمامكم والشعب هو الذي يقرر وعليكم ان تقبلوا قرار الشعب ان كنتم منسجمين مع الشعارات البراقة التي ترفعونها اما غير ذلك وما تقومون به فانه لا يعدو ان يكون عبثا وشروعا في اشعال الفتن والتحريض على العنف وتعريض أمن البلد واستقراره الى الخطر والمغامرة وهو أمر لن يسمح به الاردنيون ولن يتسامحوا اتجاهه وعليكم الآن ان تقرروا اما ان تبقوا في دائرة العزلة وانعدام التأثير او تنافسوا ضمن المؤسسات الشرعية وتعملوا كل ما في وسعكم وفق القانون في الدفاع عن وجهة نظركم وتعديل او اقرار ما تشاؤون من قوانين والأمل كبير بأن تتعظوا من وقائع يوم امس..
رد مع اقتباس
المفضلات