أجرى الحوار: حيدر القماز - قال رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، جمال الصرايرة، إن الشركة تدرس الجدوى الاقتصادية لتوسعة ثالثة ترفع الإنتاج من مادة البوتاس الى أكثر من (3) ملايين طن وبكلفة تقديرية أولية تصل إلى حوالي (750) مليون دولار.
ورجح الصرايرة في حوار أجرته معه « الرأي» انخفاض الأرباح السنوية لـ» البوتاس» للعام الجاري لعدة أسباب منها تراجع التصدير في أسواق اساسية و الإلتزامات التي تحققت على الشركة بموجب الاتفاقية التي وقعتها إدارة الشركة مع نقابة العاملين في المناجم والتعدين الى جانب ارتفاع كلف الإنتاج وخاصة المتعلقة بالوقود والطاقة.
ودافع الصرايرة عن عملية خصخصة البوتاس العربية، موضحا أن دخول الشريك الكندي بنسبة 27% في رأسمال الشركة ساهم في زيادة الإنتاج والتصدير وكانت أرباح البوتاس في العام الماضي من أعلى النتائج في سوق عمان المالي إذ بلغت تلك الأرباح (300) مليون دينار، وكان دخل الحكومة من تلك الأرباح حوالي (190) مليون دينار أي ما نسبته (63%) من تلك الأرباح.
وفيما يتعلق بنتائج أعمال الشركات التابعة للبوتاس العربية، أوضح الصرايرة أن شركة البرومين الأردنية تصدر معظم منتجاتها من مادة البرومين ومشتقاتها إلى حوالي 30 دولة حول العالم، و وصلت قيمة صادراتها خلال العام الحالي 2012 إلى ما يزيد عن 200 مليون دولار، فيما وصلت صادرات شركة صناعة الأسمدة والكيماويات العربية خلال العام الماضي إلى 104 مليون دولار ، وبلغت أرباحها 20.5 مليون دولار. ويعمل فيها 120 موظفاً جميعهم من الأردنيين، كما توفر الشركة ما مجموعه 60 وظيفة غير مباشرة سنوياً.
وتاليا نص الحوار :
الرأي : هل هناك نية لتوسيع قاعدة الصناعات المستخرجة من البحر الميت؟
الصرايرة : في كل اجتماع لمجلس الإدارة تتم مناقشة التوسعات في الشركة، فكانت عام 2010 التوسعة الثانية التي افتتحها جلالة الملك عبدالله الثاني، وأدت هذه التوسعة الى زيادة الإنتاج ليصل الى (2,5) مليون طن سنوياً. ونحن ندرس الان الجدوى الاقتصادية لتوسعة ثالثة ترفع الإنتاج من مادة البوتاس الى أكثر من (3) ملايين طن وبكلفة تقديرية أولية تصل إلى حوالي (750) مليون دولار. والهدف من الجدوى الإقتصادية هو الوقوف على جدوى التوسع في الإنتاج في ظل زيادة الكلف وانخفاض الطلب العالمي.
الرأي : هل واجهتم أي تحديات في تحقيق خطة الشركة ؟ وما هي توقعاتكم للأشهر المتبقية من السنة والسنة المقبلة؟
الصرايرة : لا بد في عمل أية شركة من أن تواجه العديد من التحديات ومن أهمها: سلامة العاملين في الشركة وهي أولوية أساسية بالنسبة لنا، أن نحافظ على سلامة العاملين في الشركة وتأمين كافة الوسائل والمستلزمات لمنع حدوث أية إصابات، فالعمال هم العنصر الأهم بالنسبة لعملية الإنتاج وقد شهدنا ابتداء من أول هذا العام مرور ملايين ساعات العمل بلا إصابات وهذا تحقق بفعل وعي العمال ووعي الإدارة وتأمينها لكافة متطلبات السلامة العمالية، وتنفيذ قراراتها بصرف الحوافز والمكافآت التشجيعية لكل العاملين في الشركة الذين يشكلون وحدة واحدة.
والتحدي الآخر بعد سلامة العمال هو استمرارية عملية التسويق وفتح أسواق جديدة، فإلادارة تضع خططها وإستراتيجيتها التسويقية وفقاً لإستمرار العلاقات التجارية مع الأسواق التي تعاقدت معها الشركة لتزويدها بمادة البوتاس، كما أنها تضع البدائل التسويقية وتبحث بإستمرار عن أسواق جديدة.
والتحدي الثالث هو إبقاء وتيرة الإنتاج والتسويق عالية وبتصاعد مستمر لتحقيق دخل يفي بمتطلبات الشركة وبمشاريع توسعتها، والحفاظ على معدل الأرباح وعلى سعر سهم البوتاس في السوق المالي، أما التحدي الرابع هو المحافظة على العلاقات التشاركية بين الإدارة والعاملين وكذلك المصالح المشتركة للطرفين.
والتحدي الأهم الذي تواجهه الشركة هو إرتفاع كلف الإنتاج، حيث ارتفعت قيمة فاتورة الكهرباء بنسبة 150% والمياه والوقود بحيث أصبحت شركة البوتاس من ضمن أعلى الشركات من حيث كلف الإنتاج الأمر الذي قد يؤثر سلباً على الوضع التنافسي العالمي للشركة.
أما عن توقعاتنا للأشهر المتبقية من هذا العام فهي متوسطة من حيث الإنتاج والتسويق والمبيعات كما أن الأرباح لن تكون بمستوى السنة الماضية لثلاثة أسباب أساسية: وهي تراجع التصدير في أسواق اساسية مثل سوق الهند لأسباب تتعلق بانخفاض الطلب العالمي وتغيير سياسة دعم القطاع الزراعي في الهند بالإضافة الى انخفاض سعر صرف العملة الهندية، والثاني الإلتزامات التي تحققت على الشركة بموجب الإتفاقية التي وقعتها إدارة الشركة مع نقابة العاملين في المناجم والتعدين والثالث والأهم لإرتفاع كلف الإنتاج وخاصة المتعلقة بالوقود والطاقة وبالتحديد فاتورة الكهرباء والمياه.
أما التوقعات للسنة المقبلة ، فإن سياسة الإنتاج ستكون متماشية مع الطلب العالمي وستسعى الشركة لإيجاد أسواق جديدة مع التركيز على إيجاد مصادر بديلة للطاقة لتتناسب مع تحدي زيادة الكلف.
الرأي: ما تعليقكم على المطالبة بالعودة عن الخصخصة التي قدرت حصة الشريك الإستراتيجي الكندي فيها بـ (27%)؟
الصرايرة : لقد آمنت من خلال التجربة في الإتصالات أن للخصخصة فوائد كثيرة ومهمة، لأن الشريك الإستراتيجي وخاصة في شركة البوتاس إستطاع أن يدير الشركة على أسس إدارية عملية واستطاع الولوج الى أسواق جديدة كانت إدارات البوتاس في الماضي غير قادرة على ولوجها، وهذا أدى بالتالي الى زيادة الإنتاج والتصدير وتحققت أرباحاً مناسبة والدليل على ذلك ما حققته شركة البوتاس العام الماضي 2011، والتي كانت من أعلى النتائج في سوق عمان المالي حيث بلغت تلك الأرباح (300) مليون دينار، وكان دخل الحكومة من تلك الأرباح حوالي (190) مليون دينار أي ما نسبته (63%) من تلك الأرباح ولهذا فإن الخصخصة كان لها مردود إيجابي على جميع أطراف الإنتاج وخاصة عندما نعلم أن خزينة الدولة تحقق مبالغ مالية مجزية.
الرأي : ما مدى مساهمة جهود إدارة الشركة الممثلة بالشريك الإستراتيجي الكندي في الاستجابة للحقوق العمالية وتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير كل ما من شأنه ضمان الإستقرار الوظيفي؟
الصرايرة : منذ أن تسلم الكنديون (الشريك الإستراتيجي) عام 2003 الإدارة التنفيذية أسهموا في توفير إمتيازات كثيرة للعاملين في الشركة، وكانوا في بعض الأحيان هم المبادرون بمنح الإمتيازات واستجابوا لمطالب العاملين ومنها إعادة هيكلة الرواتب في عام 2008 بكلفة تبلغ (15) مليون دينار وحصول العاملين على راتب السادس عشر. كما تحققت الكثير من الإمتيازات من أهمها الإتفاقية العمالية التي تم توقيعها مع النقابة العامة للعاملين في المناجم والتعدين التي منحت إمتيازات كثيرة للعاملين ومنها زيادة قيمة المساهمة لصندوق الوفاة لتصبح (2%) من صافي ارباح الشركة وزيادة قيمة علاوة الوردية للعمال لتصبح (7.5%) من الراتب الأساسي الشهري بالإضافة الى مزايا أخرى عديدة. وإقرار إدارة الشركة بمنح المتقاعدين إكرامية مقدارها خمسة الآف (5000) دينار لكل متقاعد بلغت كلفتها الإجمالية سبعة ملايين دينار. بالإضافة الى ذلك يركز الشريك الإستراتيجي على زيادة الوعي المتعلق بالسلامة العامة وتحديد أهداف سنوية متعلقة بالسلامة العامة في مختلف مصانع ومواقع الشركة.
الرأي: حدثنا عن شركاتكم الحليفة والتابعة خاصة شركة البرومين الأردنية وشركة صناعة الأسمدة والكيماويات الأردنية «kemapco»، ما هي مدى مساهمة هاتين الشركتين في رفد الاقتصاد الوطني وكم عدد الوظائف التي توفرهما للمجتمع المحلي وأرباحهما خلال العام الماضي وعدد الموظفين العاملين فيهما؟
الصرايرة: تعتبر شركة البرومين الأردنية من أهم الشركات الحليفة لشركة «البوتاس العربية»، وهي من أنجح الشركات التي تستثمر فيها جهة أجنبية. وتعمل البرومين الأردنية مع شركة «البوتاس العربية» على تطوير القاعدة التكنولوجية والصناعية في الأردن، من خلال إدخال منتجات متخصصة لخدمة الأسواق العالمية.
باشرت شركة البرومين الأردنية أعمالها في عام 2003، وتقوم الشركة الآن بتصدير معظم منتجاتها من مادة البرومين ومشتقاتها إلى حوالي 30 دولة حول العالم، حيث وصلت قيمة صادراتها خلال العام الحالي 2012 إلى ما يزيد عن 200 مليون دولار أمريكي.
وتعمل الشركة حالياً على إنجاز أعمال التوسعة التي بدأت بها العام الماضي، بحيث تتمكن من مضاعفة إنتاج وإيرادات الشركة بما يزيد عن 400 مليون دولار أمريكي، علماً بأن الشركة تقوم بتنفيذ كافة مشاريعها بالتعاون مع الشركات والقطاعات المحلية، حيث تحصل هذه الشركات على أكبر نسبة ممكنة من قيمة الأعمال.
وفيما يتعلق بفرص العمل التي توفرها الشركة للمجتمع المحلي، توفر المشاريع المنفّذة حوالي 150 فرصة عمل متكافئة ومنافسة. وبالحديث عن مشاريع المسؤولية المجتمعية التي تقوم بها شركة البرومين الأردنية، فقد وصلت قيمتها خلال عام 2012 إلى 600 ألف دينار وهي مشاريع قامت بها الشركة بالتعاون مع الشركة الأم وهي شركة «البوتاس العربية» وعدد من الجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية، لدعم المجتمع المحلي في مجالات التعليم والشباب وغيرها من المجالات الأخرى. وقد قررت شركة البرومين الأردنية مضاعفة المبلغ المخصص لمشاريع المسؤولية المجتمعية إلى الضعف ليصل إلى 1,200,000 دينار أردني خلال العام القادم 2013.
ويزيد عدد العاملين في شركة البرومين الأردنية حالياً عن 350 موظفاً، نصفهم من المجتمع المحلي، بينما يصل عدد العاملين في المشاريع التي تنفذها الشركة إلى 700 موظف معظمهم من الأردنيين.
أما شركة صناعة الأسمدة والكيماويات العربية «kemapco»، فهي تعبر من أهم الشركات الناجحة والمملوكة بالكامل لشركة لبوتاس العربية. وتتخصص هذه الشركة التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة العقبة بإنتاج سماد نترات البوتاسيوم ومُضافات العلف ثنائي فوسفات الكالسيوم، حيث يبلغ إنتاج الشركة سنوياً ما يقارب 130 ألف طن.
وتعتبر الشركة ثالث أكبر منتج لمادة سماد «نترات البوتاسيوم»، وهي تصدر منتجاتها لمعظم دول العالم، حيث تستهلك دول حوض البحر الأبيض المتوسط أكثر من 55% من إجمالي الصادرات من هذا المنتج. وقد وصل إجمالي صادرات الشركة خلال العام الماضي 2011 إلى 104 مليون دولار أمريكي، بينما وصلت أرباحها خلال العام الماضي أيضاً إلى 20,5 مليون دولار أمريكي. ويعمل في الشركة حوالي 120 موظفاً جميعهم من الأردنيين، كما توفر الشركة ما مجموعه 60 وظيفة غير مباشرة سنوياً، تتوزع على قطاعات الأمن والطعام والنظافة والنقل وغيرها من القطاعات الأخرى.
الرأي : ما الخطة الإستراتيجية التي أعدتها الشركة للنهوض بالخدمات المقدمة للمجتمع المحلي في ظل المطالب بزيادة دورها في المسؤولية الإجتماعية ؟
الصرايرة: إن شركة البوتاس تضع في سلم أولوياتها مسؤوليتها إتجاه المجتمع المحلي ولهذا فإنها تقدم الدعم لإبناء ومؤسسات المجتمع المحلي، من أجل إقامة المشروعات الصحية والتعليمية والثقافية والشبابية أو البنى التحتية لخدمة أبناء المجتمع المحلي. وقد أنفقت الشركة من أجل النهوض بالخدمات في المجتمع المحلي أربعة ملايين دينار لعام 2010 وثلاثة ملايين و200 ألف دينار لعام 2011، وإستمرت الشركة عام 2012 وفق مسؤوليتها الإجتماعية بدعم مؤسسات المجتمع المحلي من خلال تخصيص الإنفاق على المشروعات التي تنفذها هذه المؤسسات بحيث بلغت قيمة الإنفاق (7.5) مليون دينار وتصاعدت وتيرة الدعم خلال الأربعة الشهر الأخيرة بحيث بلغت قيمة الإنفاق الذي أقره مجلس الإدارة (4.5) مليون دينار.
وقد توزع هذا الإنفاق البالغ (7.5) مليون دينار على شراء آليات ومعدات وأجهزة للبلديات بمبلغ مليون دينار، وشراء وحدات غسيل كلى وأجهزة ومعدات للمستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية بمبلغ (800) ألف دينار، وسيتم إنشاء مكب النفايات السائلة في منطقة الأغوار بمبلغ مليوني دينار مليون دينار لعام 2012 و مليون آخر للعام 2013، ودعم الجمعيات الخيرية بمبلغ (900) ألف دينار ،ومدارس وجامعات وأندية وإتحادات رياضية بمبلغ (700) ألف دينار، وإنشاء مخبز آلي وفاعات متعددة الأغراض بمبلغ (410) الف دينار،و المؤسسات الحكومية والتطوعية والنقابات والمراكز الثقافية والإعلام ودور العبادة بمبلغ مليون و(100) ألف دينار، وحفر آبار في منطقة الأغوار بمبلغ (200) ألف دينار، وإنشاء مدرسة نموذجية / الأغوار ودار للأيواء بمبلغ (900) الف دينار، إضافة الى طرود الخير وطلاب الجامعات والأفراد بمبلغ (570) ألف دينار.
رد مع اقتباس
المفضلات