بنغازي - ا ف ب - انتفض مئات من سكان بنغازي شرق ليبيا على الميليشيات المسلحة التي تفرض قانونها في المدينة وتمكنوا من اخراج عدة مجموعات متطرفة من مقارها بعد معارك اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وتمكن مئات المتظاهرين ليل الجمعة السبت، من اخراج مليشيا مجموعة انصار الشريعة السلفية شبه العسكرية من الثكنة التي كانت تحتلها في وسط بنغازي وتتخذها مقرا رئيسا لها.
وعلى هتافات «دم الشهداء، ما يمشيش هبا» (لن يذهب هباء) دخل المتظاهرون الى الثكنة التي تعرضت للتخريب والنهب والحرق.
ثم توجهوا الى مقر كتيبة «راف الله الشحاتي» وهي مجموعة اسلامية وضعت نفسها تحت سلطة وزارة الدفاع، حيث دارت معارك بالاسلحة الخفيفة والقذائف بين الجانبين استمرت زهاء الساعتين، قبل ان تغادر الكتيبة المكان.
وقتل 10 اشخاص على الاقل واصيب سبعون اخرون بجروح اثناء هذه المعارك بحسب حصيلة لوكالة الانباء الليبية الرسمية نقلا عن مصادر طبية.
ثم قام المهاجمون بنهب هذه المنشأة العسكرية الواقعة في مزرعة في منطقة الهواري على بعد 15 كلم من وسط بنغازي، وحملوا معهم اسلحة وذخيرة ومعدات معلوماتية.
وقال الناشط جلال القلال امس «الوضع غير متقلب جدا ولا نعرف كيف سيكون رد الفعل» من قبل المليشيات وايضا السلطات واسر الضحايا.
وحذرت السلطات الليبية ليل الجمعة السبت من «الفوضى» ودعت المتظاهرين الى التمييز بين الكتائب «غير الشرعية» وتلك الخاضعة لسلطة الدولة.
وعبر رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف عن ارتياحه لرد فعل السكان على «الكتائب الخارجة عن الشرعية» لكنه دعا المتظاهرين الى الانسحاب على الفور من اماكن وجود كتائب وزارة الدفاع مشيرا الى كتيبة راف الله الشحاتي وكتيبة 17 فبراير وكتيبة درع ليبيا.
واتهم وزير الداخلية فوزي عبد العال من جهته اشخاصا «اندسوا بين المتظاهرين»، وبعضهم كما قال ينتمون الى اجهزة الامن ويريدون اشاعة «الفوضى والتمرد».
وخلال نهار الجمعة تظاهر عشرات الاف الليبيين سلميا في بنغازي احتجاجا على الميليشيات المسلحة بعد عشرة ايام من الهجوم على القنصلية الاميركية في 11 ايلول الذي اودى بحياة سفير الولايات المتحدة في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين اخرين.
وقبل التوجه الى ثكنة انصار الشريعة تمكن المتظاهرون من طرد ميليشيا اخرى احتلت احد مباني الامن الليبي في وسط المدينة.
وافاد شهود عيان ان مجموعة انصار الشريعة اخلت ايضا تحت ضغط المتظاهرين مستشفى الجلاء الذي كانت تسيطر عليه. ثم تمكنت الشرطة العسكرية بعد ذلك من السيطرة على المبنى.
وقد اخلت الميليشيات اربع منشآت عامة اخرى على الاقل لدى وصول المتظاهرين.
وقالت ناشطة ليبية على تويتر «لقد تمكن سكان بنغازي في يوم واحد من انجاز ما فشلت الحكومة في فعله لعدة اشهر».
وقال الاخصائي في الشؤون الليبية جايسون باك «ان هذه التعبئة ربما ستحض المؤتمر الوطني للقيام بتحركات حاسمة ضد الميليشيات امتنعت عن القيام بها السلطات الانتقالية» بسبب نقص القوة العسكرية وتخوفا من اعمال انتقامية.
وقد فشلت السلطات الجديدة ايضا في نزع السلاح وحل مجموعات الثوار السابقين الذين حاربوا نظام معمر القذافي اثناء ثورة 2011، مع ان عددا منهم انضموا الى وزارتي الدفاع والداخلية.
وكشف الهجوم على القنصلية الاميركية الذي وقع اثناء تظاهرة احتجاج على فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة، عجز السلطات عن توفير الامن في البلاد وكذلك تنامي نفوذ الجماعات المتشددة في ليبيا.
وشهدت بنغازي ثاني المدن الليبية ومهد الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بنظام القذافي، في الاشهر الاخيرة هجمات عدة استهدفت مصالح غربية وعمليات اغتيال لمسؤولين امنيين.