لندن - محمد عايش
يضخ الطلبة السعوديون أكثر من 600 مليون دولار سنوياً في الجامعات البريطانية كرسوم دراسية فقط، فضلاً عن المبالغ الأخرى التي ينفقونها من أجل المعيشة والتسوق، ما يجعلهم رافداً مهماً للاقتصاد البريطاني، ومصدراً مهماً للسيولة بالنسبة للمؤسسات التعليمية في المملكة المتحدة، في الوقت الذي أصبح فيه ولأول مرة أكثر من 200 طالب سعودي مهددون بفقدان مقاعدهم الجامعية والترحيل من بريطانيا.

وهؤلاء الطلبة أصبحوا بين عشية وضحاها مهددون بفقدان دراستهم الجامعية والترحيل من المملكة المتحدة بعد أن أصدرت وكالة الحدود البريطانية (إدارة الهجرة) قراراً بإلغاء ترخيص جامعة "لندن ميتروبوليتان" الذي يتيح لطلبتها الحصول على تأشيرات دخول إقامات، وهو القرار الذي يعني إلغاء تأشيرات الإقامة لأكثر من ثلاث آلاف طالب أجنبي بينهم أكثر من 200 طالب سعودي.

والقرار الصادر بحق جامعة "لندن ميتروبوليتان" هو الأول من نوعه في تاريخ بريطانيا، إذ لم يسبق أن صدر إلغاء جماعي لتأشيرات الطلبة الدارسين في جامعة أو معهد من قبل.
فعاليات احتجاجية

نائب رئيس اتحاد الطلبة في جامعة \"لندن ميتروبوليتان\"
وأكد نائب رئيس اتحاد الطلبة في جامعة "لندن ميتروبوليتان" أن القرار يطال أكثر من ثلاثة آلاف طالب أجنبي في الجامعة، معتبراً أن هذا القرار يؤثر عل الجسم الطلابي عموماً في المملكة المتحدة وليس طلبة الجامعة فقط، مشيراً الى أنه تم تنظيم اعتصام في "تن داوننج ستريت" لمطالبة الحكومة البريطانية بالعدول عن قرارها، كما يجري التشاور مع الاتحاد الوطني للطلبة في بريطانيا من أجل تنفيذ مزيد من الفعاليات الاحتجاجية.

وقال المسؤول الطلابي في تصريح خاص لـ"العربية.نت"، ان طلبة من السعودية والعراق والعديد من الدول العربية ودول منطقة الشرق الأوسط تأثروا بهذا القرار وأصبح مستقبلهم مجهولاً.

ويمثل الطلبة السعوديون في بريطانيا مصدراً مهماً للسيولة بالنسبة للجامعات البريطانية، حيث يوجد 17 ألف طالب مبتعث في بريطانيا على نفقة الحكومة السعودية، فضلاً عن نحو مثلهم من الدارسين على نفقتهم الخاصة، فيما يبلغ متوسط الرسوم الدراسية 15 ألف دولار، ما يعني أنهم يضخون ما يزيد عن 600 مليون دولار سنوياً كرسوم دراسية فقط، فضلاً عن تكاليف المعيشة والتسوق والسياحة التي تدر مبالغ اضافية على الاقتصاد البريطاني.
لجنة متابعة

الدكتور فيصل أبا الخيل
وقال الملحق الثقافي في السفارة السعودية الدكتور فيصل أبا الخيل في مقابلة خاصة مع "العربية.نت" إنه يوجد في بريطانيا 17 ألف طالب سعودي مبتعث ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، بالإضافة إلى آلاف الطلبة الآخرين الدارسين على حسابهم الخاص، مشيراً إلى أن "من بين هؤلاء الطلبة يوجد مئتي طالب أو أكثر بقليل في جامعة "لندن ميتروبوليتان".

وأضاف، "شكلنا لجنة خاصة من أجل متابعة أوضاع طلبتنا في "لندن ميتروبوليتان"، وكافة أعضاء هذه اللجنة تم تفريغهم لمتابعة هذه القضية، كما بدأنا على الفور اتصالاتنا بإدارة الجامعة وبالجهات الأخرى المعنية، وتواصلنا حتى الآن مع عشرة جامعات أخرى من أجل تأمين مقاعد بديلة لطلبتنا، وحالياً نقوم بدراسة كل حالة على حدة لإيجاد البديل المناسب".

وأكد أبا الخيل أنه "لا يوجد صعوبة في حل مشكلة هؤلاء الطلبة، وفي تحصيل مقاعد دراسية بديلة لهم في لندن".