شارلوت - وكالات - قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسميا الخميس ترشيحه عن الحزب الديقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية وحث أنصاره على العمل الدؤوب لاستمالة الناخبين خلال الشهرين اللذين يسبقان الانتخابات التي تجرى في السادس من تشرين الثاني المقبل.
وقال أوباما، الذي يسعى للفوز بفترة ولاية ثانية، امام المؤتمر العام للحزب المنعقد في شارلوت بولاية نورث كارولينا: «أقبل ترشيحكم لرئاسة الولايات المتحدة».
ولوح آلاف المندوبين المبتهجين بالأعلام الاميركية مرحبين بأوباما فيما يسعى لإشعال الحماسة داخل الحزب وكسب الأصوات التي لم تحسم موقفها بعد وتشاهده عبر شاشات التلفاز.
وقال أوباما لحزبه إن الانتخابات العامة التي يخوضها في السادس من تشرين الثاني القادم أمام منافسه المحافظ ميت رومني تعد بمثابة خيار بين رؤيتين مختلفتين للولايات المتحدة.
وأضاف أوباما «في كل قضية الخيار الذي تواجهونه ليس فقط بين مرشحين أو حزبين. الخيار سيكون بين مسارين مختلفين لامريكا».
وأقر أوباما بأن البلاد مازالت تواجه التحديات الاقتصادية لكنه شدد على أن المشكلة يمكن تسويتها مع مرور الوقت.
وأضاف « بالنسبة لنا، التغلب على التحديات التي نشأت على مر عقود سوف يستغرق بضع سنوات قليلة وهذا سيتطلب جهدا مشتركا ومسؤولية مشتركة».
وكان أوباما قد تولى منصبه في كانون ثان من عام 2009 في أوج الأزمة الاقتصادية.
وفي بيان من حملة رومني ذكر المرشح عن الحزب الجمهوري أن أوباما لايتعين عليه ان يبدأ في الاعلان مجددا عن وعود جديدة لكنه يتعين عليه ان يقدم تقريرا عن نتائج وعوده في حملته عام 2008 لانعاش الاقتصاد وتحقيق الاستقرار للموارد المالية للحكومة.
وقال رومني «خلال السنوات الاربع الماضية قال الرئيس إنه سيسعى لتوفير وظائف للشعب الامريكي وهذا لم يحدث. وقال إنه سيقلص العجز إلى النصف وهذا لم يحدث. وقال إن الدخل سيرتفع وبدلا من ذلك انخفض».
وظل معدل البطالة متخطيا نسبة الـ 8% خلال رئاسة أوباما ونما الاقتصاد في الربع الثاني بمعدل بلغ 7ر1% على أساس سنوي مقارنة بمعدل بلغ 2% في الربع الأول من العام الجاري.
ومن جانبه قال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لمندوبي مؤتمر الحزب الديمقراطي الخميس إن أوباما «لديه شجاعة في روحه ورحمة في قلبه وصلابة في عوده».
وقال بايدن: «نحن في مهمة لنأخذ هذا البلد قدما من الشك والانكماش إلى (المستقبل الواعد) والرفاهية.. مهمة سنستمر فيها ومهمة سنكملها».
وقال إنه سيظل هو وأوباما يواجهان بطء النمو الاقتصادي وارتفاع معدل البطالة.
وأشاد السيناتور جون كيري بالرئيس أوباما في إعادة بناء الدورالأمريكي على الساحة الدولية بتركيزه على تحالفات دمرها الرئيس جورج دبليو بوش فضلا عن إنهاء الحرب في العراق وإعادة تركيز الجهود على أفغانستان.
الى ذلك، حث الرئيس أوباما الأمريكيين الخميس على التحلي بالصبر في السعي لإعادة بناء الاقتصاد الضعيف وهو يدعوهم من أجل منحة ولاية جديدة في منصبه ورفض في تحد مقترحات منافسه الجمهوري ميت رومني لاستعادة النمو.
وقال اوباما في كلمة قبوله الترشيح للرئاسة في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي «يا أمريكا لم أقل قط ان هذه الرحلة ستكون سهلة ولن أعدكم بذلك الآن. نعم طريقنا أصعب لكنه سيؤدي إلى وضع أفضل.»
وجادل أوباما بان الإجراءات التي اتخذها مثل انقاذ صناعة السيارات بدأت تؤتي ثمارها ورفض مقترحات رومني لخلق فرص العمل.
وانتقد رومني قائلا انه لا يبالي بالمواطن الأمريكي العادي واتهم منافسه الجمهوري بأنه لا يريد سوى مكافأة الأثرياء بتخفيضات ضريبية وتحرير البنوك الكبرى والسماح لشركات الطاقة بوضع سياسة لاجراء مزيد من عمليات الحفر بحثا عن النفط.
وكان رومني تعهد بخفض الضرائب 20 في المائة للأمريكيين بما فيهم الأثرياء وإلغاء بعض تخفيضات ضرائب الدخل للتعويض عن نقصان العائدات الضريبية. وكان يدافع عن زيادة كبيرة في إنتاج النفط والتجارة بهدف خلق 12 مليون فرصة عمل على مدى أربعة أعوام.
وقال أوباما «إني أرفض ان أطلب من عائلات الطبقة المتوسطة التخلي عن تخفيضاتها الضريبية من أجل امتلاك منزل أو تربية اطفالها لا لشيء إلا للتعويض عن خفض ضريبي آخر لمليونير.»
وعلى صعيد متصل أشار الرئيس الاميركي الخميس إلى التحديات التي ما زالت قائمة على الساحة العالمية، قائلا إن منافسه ميت رومني ليس مستعدا للتعامل معها.
وقال أوباما أمام المؤتمر العام للحزب الديقراطي بعد إعلانه قبول ترشيح الحزب له لخوض انتخابات الرئاسة: «خصمي ونائبه (ميت رومني وبول ريان) حديثا العهد بالسياسة الخارجية، لكن من خلال كل ما شاهدناه وسمعناه، فهما يرغبان في إعادتنا إلى الوراء لحقبة الصلف والتخبط التي كلفت أمريكا الكثير».
وقال أوباما إن قضايا مثل الإرهاب وأزمة الديون الأوروبية وبرنامج إيران النووي تشكل تحديات أمام الولايات المتحدة، لكن رومني «عالق بحقبة الحرب الباردة».
كما انتقد أوباما خصمه لعدم توافر خطة لديه للتعامل مع أفغانستان في حين أنه يروج لخططه بسحب القوات وإنهاء الحرب في العراق.
وحظي الرئيس الاميركي بدعم بعض نجوم هوليوود في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الخميس.
وقالت الممثلتان سكارليت جوهانسون وكيري واشنطن إنهما تدعمان أوباما ليس كنجمتين ولكن كنساء أتين من خلفيات شهدت مدى تأثير برامج الحكومة.
وهاجمت الممثلة إيفا لونجوريا بطلة المسلسل الاميركي الشهير «زوجات يائسات» خطط الضرائب التي يطرحها مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني قائلة إنه «سيرفع الضرائب على أسر الطبقة المتوسطة من أجل تخفيضها عليه...وعلي» مؤكدة أنها كنجمة سينمائية فهي لا تستحق اي تخفيضات ضريبية.